القرن التاسع قبل الميلاد. اشتهرت بحروبها ضد روما وحنبعل الذي قطع جبال الألب بأفياله. من أبرز معالمها: الحي البونيقي، الموانئ الحربية، والحمامات الرومانية الضخمة (حمامات أنطونيوس)، إضافة إلى متحف قرطاج الوطني على هضبة بيرصا، حيث تُعرض أدوات أثرية من فترات متنوعة.
أما مدينة الجم ، فتحتضن أكبر مدرج روماني في أفريقيا وثالث أكبر مدرج عالميًا، بُني في القرن الثالث الميلادي ويستوعب 35 ألف متفرج. يُستخدم اليوم في مهرجان الجم الدولي للموسيقى السمفونية، حيث يلتقي الفن بالتاريخ. يضم أيضًا متحفًا صغيرًا يعرض فسيفساء رومانية.
تتوزع مواقع أخرى مذهلة شمال غرب تونس مثل دقة ، المدينة الرومانية المحفوظة بالكامل، وتضم الكابيتول، المسرح، والمنتدى. وفي سبيطلة ، تبرز المعابد والكنائس البيزنطية. أما أوذنة الأقرب إلى العاصمة، فهي هادئة وغنية بمعالم مثل المعبد الروماني والمدرج.
وسط العاصمة، تنبض المدينة العتيقة بالحياة والتاريخ، شُيدت في القرن السابع الميلادي وتضم جامع الزيتونة، الأسواق التقليدية مثل سوق العطارين، والقصبة، ومنازل تونسية أصيلة تحوّلت إلى متاحف، إلى جانب الحمامات القديمة والمقاهي التراثية مثل الشواشين والمرابطين.
بعيدًا عن الشواطئ، تحتل تونس مكانة متميزة في السياحة الثقافية لما تضمه من كنوز تراثية تمثل حضارات قرطاج والرومان والعرب. يُفضل زيارتها في الربيع أو الخريف، مع ارتداء ملابس مريحة وحجز دليل سياحي لفهم عُمق المواقع الأثرية.
إن تونس، بما تحمله من فسيفساء حضارات، ليست مجرد محطة على خريطة السفر، بل رواية حية مكتوبة على الحجارة والأقواس والأزقة، تُروى لكل زائر يبحث عن جوهر التاريخ وعبق الأصالة.
أميليا باترسون
· 15/10/2025