تقع مدينة ماتشو بيتشو في أعالي جبال الأنديز في بيرو، وبناها الإنكا في القرن الخامس عشر في عهد الإمبراطور باتشاكوتي. ظهرت أمام العالم عام 1911 حين وجدها المستكشف الأمريكي هيرام بينغهام. تُعد ماتشو بيتشو من أبرز المعالم الأثرية في أمريكا الجنوبية، وهي رمز لحضارة الإنكا، ويزورها مئات الآلاف كل عام.
تُظهر المدينة نموذجًا نادرًا للهندسة والعمارة الإنكوية، وتحتوي على نحو 200 مبنى تشمل معابد وساحات وقصور. من أبرز معالمها معبد الشمس الذي يتميز بتصميمه الدائري غير المعتاد، واستُخدم لإقامة طقوس دينية مخصصة للإله الشمس. جهزت نوافذه ليدخل ضوء الشمس عند الانقلابين الصيفي والشتوي، ما يكشف إتقان الإنكا لعلم الفلك.
الحجر المقدس المعروف بـ "إينتيهواناتا"، رمز روحي وفلكي عند الإنكا، نُحت بدقة عالية ويُرجح أنه خُصص لتحديد مواعيد الاحتفالات والمناسبات الدينية. الساحة المركزية كانت مكانًا للتجمعات والاحتفالات، تحيط بها مبانٍ رئيسية، ويوفر موقعها إطلالة واسعة على الجبال المحيطة.
تعكس معالم ماتشو بيتشو - مثل معبد الشمس، الحجر المقدس والساحة المركزية - عمق فهم الإنكا للفلك والدين والطبيعة، وتُعكس من خلالها رقي حضارتهم وتطورها.
يُوصل القطار المسافرين من كوسكو إلى أغواس كاليينتس، ثم تُنقلهم حافلة أو يمشون حتى المدينة. لمن يفضل المغامرة، يُعد مسار الإنكا طريق مشي وسط مناظر طبيعية خلابة، ويستغرق نحو أربعة أيام.
أفضل وقت للزيارة يبدأ في مايو وينتهي في سبتمبر حين يكون الطقس أكثر استقرارًا. يُفضّل الحجز مسبقًا لتقليل الانتظار. يُنصح بحمل حقيبة خفيفة تحتوي على ماء، واقي شمس، وجبات خفيفة، وارتداء أحذية مريحة.
بجانب ماتشو بيتشو، تُعد كوسكو وجهة سياحية مهمة بفضل مواقعها الأثرية مثل قلعة ساكسايهوامان. يُمكن أيضًا زيارة وادي أوروبامبا الذي يضم بلدات تقليدية مثل بيساك وأوليانتايتمبو، ويقدم تجارب تجمع بين التاريخ والطبيعة.
يزداد ضغط الحياة اليومية، فتصبح الرحلة وسيلة مباشرة لكسر الرتابة. تُتيح المملكة العربية السعودية أماكن شتوية تناسب كل الأعمار والاهتمامات.
أبرز الأماكن الشتوية هو جبل اللوز شمال غرب تبوك، بارتفاع 2549 مترًا. يتساقط فيه الثلج كل عام، فيستقبل محبي البرد والألعاب الثلجية.
صحراء الثمامة شرق الرياض تقدّم تجربة مغايرة. يبرد
الجو فيها شتاءً، فيناسب التخييم. يمارس الزائرون ركوب الدراجات وسباق السيارات، ويتمتعون بالمناظر الرملية.
في الجنوب، تسقط الأمطار على أبها وتخفض درجات الحرارة. تحتضن المدينة قلعة الدقل وقلعة شمسان، وتضم سوق الثلاثاء وسوق جمعة الواديين، فتجذب السياح الشتويين.
جزر أرخبيل فرسان في جازان تتكوّن من أكثر من 150 جزيرة. رمالها بيضاء وشعابها مرجانية، فتصبح محمية طبيعية يقصدها غاصّون من كل العالم.
غابة خيرة في الباحة تغطيها أشجار خضراء وتسيل منها شلالات إلى بحيرة هادئة، فتستقبل زوّارًا يبحثون عن الهدوء والطبيعة في الشتاء.
مدينة ينبع على الساحل الغربي تتمتع بشتاء معتدل. تضم منتجعات بحرية، متاحف، مراسي، نادٍ للفروسية، وأنشطة مائية في الواجهة البحرية وجزيرة المحار.
تُعتبر إيلا في سريلانكا وجهة مثالية للسياحة تجمع بين المغامرة والاسترخاء، وتقع في المرتفعات السريلانكية وتشتهر بمزارع الشاي، الشلالات، والمسارات الجبلية. سواء كنت من محبي تسلق الجبال أو الباحثين عن الهدوء، فإن المدينة توفر تجربة ساحرة.
للوصول إلى إيلا، يُعد القطار من كولومبو أو كاندي الخيار الأكثر شهرة وجمالاً، حيث
يمر عبر طبيعة خضراء خلابة. كما يُسافر زوار آخرون بالحافلة أو السيارة من المدن الكبرى ككولومبو ونوارا إليا، لكن القطار يظل التجربة الأجمل.
من أبرز المعالم السياحية في إيلا: قمة ليبتون سيت، حيث تستمتع بإطلالة بانورامية ساحرة بعد تسلق مزارع الشاي؛ جسر التسع أقواس الشهير بهندسته الاستعمارية؛ قمة ليتل آدمز بيك لمحبي المشي؛ شلالات راوانا المناسبة للسباحة والاستجمام؛ وكهف راوانا التاريخي المرتبط بأسطورة الملك راوانا.
الأنشطة في إيلا متنوعة، تشمل المشي لمسافات طويلة عبر مناظر طبيعية خلابة، ركوب القطار وسط مزارع الشاي، زيارة مصانع الشاي وتذوق أجود الأنواع المحلية، إضافة إلى السباحة في الشلالات والاستمتاع في المقاهي والمطاعم المطلة على الطبيعة.
أما الإقامة، فتشمل خيارات فاخرة مثل 98 Acres Resort & - Spa وElla Jungle Resort؛ بيوت ضيافة مريحة مثل The Chillout Ella وMountain Heavens؛ بالإضافة إلى نُزل اقتصادية كـHangover Hostels وElla Escapade.
فيما يخص الطعام، من أبرز المطاعم Café Chill الذي يقدم أطباقاً متنوعة في أجواء هادئة، Matey Hut المعروف بالكاري المحلي، وElla Flower Garden Restaurant بإطلالاته الرائعة ومأكولاته الشهية.
إيلا ليست بلدة عادية، بل ملاذ طبيعي يوفر مزيجاً مميزاً من الترفيه والراحة. إذا كنت تخطط لزيارة سريلانكا، فلا تفوت تجربة هذه الجوهرة الخضراء.
