يُعدّ سالار دي أويوني، أكبر مسطحات ملحية في العالم، من عجائب السياحة الطبيعية في بوليفيا. يمتد على أكثر من 10,000 كيلومتر مربع جنوب غرب البلاد، ويجذب الزوار بجماله الاستثنائي وانعكاساته البصرية الفريدة، خاصة خلال موسم الأمطار، حيث يتحول السطح إلى مرآة ضخمة تعكس السماء.
نشأ سالار دي أويوني قبل حوالي 40,000 عام عندما تبخّرت بحيرة مينشين القديمة، فتركت خلفها طبقة ملحية سميكة تصل في بعض المواضع إلى عشرة أمتار، وهو ما يجعله من أغنى مصادر الملح عالميًا. طبيعة المنطقة تُعد عامل جذب مهم لمحبي السفر والتصوير الفوتوغرافي، إذ تشكل انعكاساتها المذهلة خلفية مثالية لصور لا تُنسى.
قراءة مقترحة
من بين أبرز الأنشطة في المكان، زيارة جزيرة إينكاواسو الواقعة وسط المسطحات، والمشهورة بصبارها العملاق الذي يصل ارتفاعه 12 مترًا، إلى جانب ركوب الدراجات الرباعية التي تتيح للزوار استكشاف مساحات السالار الواسعة بطريقة ممتعة.
رغم الظروف البيئية القاسية، تحتضن المنطقة حياة برية مميزة مثل طيور الفلامنغو، بالإضافة إلى نباتات تكيفت مع البيئة المالحة، وهو ما يجعلها موقعًا غنيًا لدراسة النظم البيئية.
تتميز المناطق المحيطة بـسالار دي أويوني بثقافة غنية يعود أصلها إلى شعب الأيمارا، ويستطيع الزوار التفاعل مع السكان المحليين واكتشاف تقاليدهم وتذوق الأطعمة البوليفية التقليدية.
يُنقل الزوار إلى السالار عبر مطار أويوني الدولي، وتتوفر العديد من الجولات السياحية لاستكشاف المنطقة. أما خيارات الإقامة، فتتنوّع بين فنادق فاخرة مبنية من الملح، ونُزل بسيطة تطل على المناظر الطبيعية الخلابة.
مع تزايد أعداد الزوار، تبرز الحاجة إلى الحفاظ على البيئة الهشة لـسالار دي أويوني. لذلك، من المهم التزام السياح بممارسات السياحة المستدامة لحماية الموقع الفريد وضمان استمرارية جماله للأجيال القادمة.
