رغم التحديات التي مرّ بها لبنان، يظل يسعى للتميّز، ويتجلى ذلك في مشروع ناطحة السحاب "سما بيروت" الواقعة في منطقة الأشرفية. يُعدّ البرج الأعلى في لبنان، يقع قرب وسط المدينة، فيجذب من يريد السكن أو الاستثمار، ويطل على البحر والجبال مباشرة.
فادي أنطونيوس، الرئيس التنفيذي لـ"الشركة الوطنية للمواد الغذائية" وصاحب
شركة "أنطونيوس بروجكتس"، هو من نفّذ المشروع. قرر بناء سما بيروت لأن اشتاق إلى الوطن، وأراد يعيد الأمل إلى الشباب اللبناني رغم تزايد الهجرة. شركة "ERGA" أعدّت التصميم الهندسي، و"برايم كونسلت" تولت التسويق.
أُنجز بناء سما بيروت عام 2017، بارتفاع 193 متراً عن سطح الأرض، ويتكوّن من 50 طابقاً، مع سبعة طوابق تحت الأرض تضم مواقف سيارات، وحدات ميكانيكية، وقاعة للسائقين. يحتوي البرج على نادٍ صحي بمساحة ألف متر مربع مخصص للمقيمين، ومحال تجارية في الطابق الأرضي.
الطوابق من الثاني إلى الثامن مخصصة لمكاتب، أما الشقق السكنية فتمتد من الطابق العاشر حتى الأخير، ويبلغ عددها 81 شقة بمساحات تبدأ من 194 وتصل إلى 1414 متراً مربعاً. البنية الأساسية للمبنى تشغل 20 % فقط من أرض مساحتها 5200 متر مربع، والباقي مخصص للحدائق.
أوضح مسعد فارس من "برايم كونسلت" أن المشروع اعتمد البناء الرأسي للحفاظ على المساحة الخضراء، وهو ما أكده المهندس إيلي جبرايل، مشيراً إلى أن الهدف كان توفير مساحة تنفس بيئي داخل المدينة.
في جانب السلامة، زُوّد المبنى بنظام متقدم لمكافحة الحرائق يطابق معايير الجمعية الوطنية للوقاية من الحرائق (NFPA)، ويضم خراطيم وصمامات هبوط ومرشات على امتداد البرج، مع مصعد خاص للإطفاء وسلمي طوارئ في القسم السكني.
يضم البرج نظاماً لجمع ومعالجة مياه الأمطار والمياه الرمادية، لإعادة استخدامها في الشطف والري والتبريد، إلى جانب نظام تصريف للعواصف يخفف الضغط على شبكة بيروت، ما يظهر التزام سما بيروت بالاستدامة البيئية وسلامة السكان.
يُعد بحر قزوين أكبر مسطح مائي داخلي في العالم، ويقع على الحدود بين أوروبا وآسيا، محاطًا بروسيا، أذربيجان، إيران، تركمانستان وكازاخستان. يشكّل البحر محورًا جيوسياسيًا واستراتيجيًا لأنه يحتوي على كميات كبيرة من النفط والغاز الطبيعي، وتثير ملكيته خلافات بين الدول المجاورة. ووفقًا للباحث مايكل كوكرال، فإن بحر قزوين يربط بين
بلدان تختلف في أنظمتها السياسية وثقافاتها.
بحر قزوين يَقع في منطقة جافة، ويشهد شماله تجمدًا كاملًا في الشتاء. لا يمتلك منفذًا إلى المحيط وتُغذّيه أكثر من 130 نهرًا، أبرزها نهر الفولغا الذي يُوفر أغلب المياه المتدفقة. تتراوح ملوحته بين 1 إلى 13.5 جزء في الألف، مقارنة بالمحيط الأطلسي الذي تصل ملوحته إلى 37 جزءًا. تؤثر كمية الأمطار والسدود التي شُيّدت خلال القرنين الماضيين على مستوى مياهه، إلى جانب عوامل تكتونية وترسيبية.
رغم اسمه، يثير تصنيف بحر قزوين بين بحر أو بحيرة جدلًا علميًا وقانونيًا. لا يتصل بمحيط ولا يتطابق مع تعريفات البحار التقليدية، إذ تحيط به اليابسة بالكامل ومياهه نصف مالحة تُخففها الأنهار. يؤثر الجدل في قوانين استخدام موارده؛ ففي حال اعتباره بحيرة، لا تخضع مياهه للقانون الدولي، أما اعتباره بحرًا يسمح بتدخل المنظمات الدولية.
تكوّن بحر قزوين منذ نحو 30 مليون سنة بعد انحسار بحر باراتيثيس، وهو من بقايا محيط تيثيس القديم. وتشير الأدلة إلى أن البشر استقروا في المنطقة منذ 75 ألف سنة. كان النفط يُستخرج منذ القرن العاشر، فيما بدأ الحفر البحري في القرن التاسع عشر، مما فتح الباب لصناعات النفط والغاز، إلى جانب صيد الأسماك واستخراج الملح والسياحة.
يتميّز بحر قزوين بتنوعه البيولوجي ويُعتبر موطنًا لحوالى 2000 نوع من الكائنات، منها 400 نوع متوطن، مثل طائر النورس القزويني والفقمة القزوينية. كما يُعد مصدرًا رئيسيًا لكافيار البيلوغا بسبب وفرة سمك الحفش الأبيض، وهو أكبر أنواع الأسماك في المياه العذبة، ما جعل المنطقة عُرضة للاستنزاف البيولوجي نتيجة الصيد الجائر.
يُعدّ المطبخ السوري جزءًا بارزًا من الثقافة السورية. يجمع نكهات قوية وتوابل عطرية، متأثرًا بالمطابخ الشرقية والعثمانية والمتوسطية. يعتمد على خضروات طازجة، حبوب، لحوم. تعكس الأكلات قيم الكرم والتقاليد الاجتماعية، إذ تُقدَّم كميات كبيرة وتُطهى في أجواء جماعية.
من أبرز الأطباق التقليدية الكبة السورية بأنواعها: المقلية، المشوية، النيئة. تتكوّن من
البرغل واللحم والتوابل، وتُعدّ رمزًا للمناسبات الخاصة. تليها المحاشي التي تعكس تعاون العائلة في تحضير خضروات محشوة بالأرز واللحم. المجدرة طبق بسيط من العدس والأرز والبصل المقلي، شعبي بين الطبقات البسيطة.
تضم الموائد أيضًا الفتة التي تتكوّن من خبز محمص ولبن، والشاكرية التي تُطهى باللحم واللبن، والحريرة السورية التي تطورت عن النسخة المغربية لتناسب الذوق المحلي. تُظهر الفريكة باللحم كيفية استخدام منتجات الحقول البسيطة. ترتبط المشاوي السورية بالأجواء الاجتماعية والخروجات العائلية.
تبرز الحلويات السورية بوجود البقلاوة ذات طبقات الفيلو الدقيقة والمكسرات، والمعمول المصنوع يدويًا من عجينة محشوة بالتمر أو المكسرات، ويُعدّ غالبًا ضمن طقوس العيد.
خارج سوريا، انتشر المطبخ السوري في دول متعددة بفضل المهجرين والطهاة السوريين العالميين مثل أنس الأصيل ومحمد أورفه لي، الذين قدّموا وصفات تقليدية بأسلوب عصري.
تحظى المشروبات التقليدية بمكانة خاصة. يُقدَّم التمر الهندي والعرقسوس في رمضان، تُشرب المتة اجتماعيًا في الساحل، ويتميّز قمر الدين بنكهته الغنية. تدور العادات السورية في الطعام حول الكرم، مشاركة الأطباق، والضيافة الحارة.
رغم ثراء المطبخ السوري، تهدد اندثار أطباق مثل المنسف الحلبي، الجرجيريات، السفرجلية، والمطبق. تعكس هذه الأطباق خصوصية مناطق سورية متعددة. يبقى المطبخ السوري تراثًا ثقافيًا فريدًا يجمع الأصالة والحداثة ويحافظ على حضوره العالمي.
