مغامرات في باتاغونيا: الجبال الجليدية والطبيعة البكر

تقع باتاغونيا في أقصى جنوب أمريكا الجنوبية، وتمتد بين الأرجنتين وتشيلي، فتصبح وجهة بارزة لمحبي الطبيعة البكر والمغامرة. تضم المنطقة مناظر طبيعية خلابة تشمل جبال الأنديز، السهول الواسعة، البحيرات الفيروزية، والأنهار الجليدية.

الجبال الجليدية في باتاغونيا تُعد من عجائب الطبيعة

المبهرة، وأشهرها جبل بيريتو مورينو الذي يجذب الزوار بمناظره الخلابة وتكويناته الجليدية الفريدة. توفر الجبال أنشطة مشوقة مثل التسلق، الرحلات الجبلية، وركوب القوارب لاستكشاف الجليد من مناظير مختلفة.

حول الجبال، تنتشر حياة برية غنية، تضم أنواعًا نادرة من البطاريق، الفقمات، والنسور، وتتعايش وسط غطاء نباتي متنوع تأقلم مع الظروف المناخية القاسية.

باتاغونيا الطبيعية تشتهر بتضاريسها المتنوعة الممتدة من الغابات الكثيفة إلى السهول الخضراء، فتصبح موطنًا لأنواع كثيرة من الحيوانات والنباتات البرية. تزخر المنطقة ببحيرات زرقاء وشلالات ساحرة توفر بيئة مثالية للأنشطة والاستجمام.

تحمي النظم البيئية في باتاغونيا سلسلة من المحميات الطبيعية والحدائق الوطنية، فتحفظ التنوع البيولوجي وتسمح للزوار بالتفاعل مع الطبيعة بشكل مستدام.

أفضل وقت لزيارة باتاغونيا هو بين نوفمبر ومارس، حيث تكون الأجواء معتدلة. ولرحلة ناجحة، يُنصح بإحضار ملابس دافئة، أحذية مخصصة للتنزه، معدات تصوير، ولوازم السلامة مثل القفازات والنظارات الشمسية.

ينبغي اتباع إرشادات السلامة وتجنب المناطق الخطرة، مع التأكيد على احترام البيئة والتقيد بمبادئ السياحة البيئية، مثل التخلص من النفايات بشكل مسؤول وتجنب أي تصرف يضر بالنظام الطبيعي.

باتاغونيا هي كنز طبيعي لعشاق الاستكشاف والتجوال في قلب البرية، تتميز بتنوعها البيئي الفريد وجمالها الأخّاذ، فتصبح كل زيارة تجربة تستحق التكرار.

ناتالي كولينز

ناتالي كولينز

·

14/10/2025

بحيرة عسل في جيبوتي: رحلة إلى أدنى نقطة وأملح بحيرة في أفريقيا

تقع بحيرة عسل في جيبوتي على عمق 155 مترًا تحت سطح البحر، وهي أخفض نقطة في إفريقيا وثاني أخفض نقطة على الأرض بعد البحر الميت. ملوحتها تبلغ 35 %، أي أن كل لتر من مائها يحتوي على 350 غرام ملح،

فتصنف ضمن أكثر البحيرات ملوحة. تقع غرب العاصمة جيبوتي داخل انخفاض أرضي نشأ من التقاء ثلاث صفائح قارية، وتحيط بها جبال بركانية وتلال صخرية، فتكتسب أهمية جيولوجية نادرة.

الضفاف بيضاء كالثلج بسبب تراكم الملح، فيبدو المشهد كأنه لوحة رسمتها الطبيعة باللونين الأبيض والأزرق. الطريق من العاصمة يقطع حقولاً من الحمم البركانية ورمالاً صفراء، ويستغرق السفر ساعة ونصف الساعة. عند الوصول، يمشي الزائر على طبقات ملح صلبة، يغمس قدميه بالماء فيطفو دون جهد، ويلتقط صوراً للجبال المحيطة التي تبدو وكأنها نُحتت بالنار.

بجانب البحيرة ينصب بدو أفارقة خيامهم من شعر الماعز، يستخرجون الملح بأيديهم بواسطة ألواح خشبية، يكسرون القشرة الملحية ثم يعبئونها في أكياس تُباع في سوق العاصمة. يعرضون على الزائر قطعاً على شكل هرم أو كرة بسعر بسيط. الجبال البركانية المحيطة تحتوي على معادن نادرة، فيأتي إليها طلاب الجيولوجيا ليأخذوا عينات من الصخور التي تكوّنت قبل ملايين السنين.

رغم ملوحة الماء وحرارة الهواء، تعيش طحالب خضراء على سطح البحيرة، تُغطي أجزاء منها بطبقة زيتية زرقاء. في الشتاء، تحط طيور الفلامنغو والبط المهاجر على الضفاف، تتغذى على الطحالب ثم تكمل رحلتها. بعد البحيرة عن المدن يحفظ ماءها من النفايات، فيبقى لونه أزرق صافياً يعكس السماء كمرآة عملاقة.

تستقبل البحيرة بعثات علمية من جامعات فرنسا واليابان، يدرسون كيف تتحمل الكائنات الملوحة القصوى، ويبحثون عن بكتيريا قد تُنتج دواءً جديداً. بنت الحكومة طريقاً معبداً حتى حافة البحيرة، ونصبت حواجز خشبية لمنع السيارات من اقتراب الضفاف، فلا تُداس الطحالب وتبقى المنطقة نظيفة.

على الزائر أن يحمل قارورة ماء كبيرة ويضع قبعة على رأسه، لأن الشمس تكون لافحة حتى في الشتاء. يُنصح بشراء قطعة ملح من البدو، والجلوس معهم لشرب الشاي الأحمر بالزنجبيل، والاستماع إلى قصصهم عن الصحراء. تترك بحيرة عسل في الذاكرة صورة للماء الأزرق المحاط بالملح الأبيض، ووجوهاً سمراء تبتسم للغريب قبل أن ينصرف.

غريس فليتشر

غريس فليتشر

·

16/10/2025

أفضل الأنشطة التي يمكن القيام بها في فوكيت: جنة الاستجمام والمرح

تقع جزيرة فوكيت في جنوب تايلاند وتُعد من أبرز الوجهات السياحية العالمية بفضل شواطئها البيضاء الخلابة ومناظرها الطبيعية الرائعة. توفر الجزيرة مزيجًا فريدًا من الأنشطة الترفيهية، فتصبح وجهة تناسب عشاق المغامرة والباحثين عن الاسترخاء.

تشتهر فوكيت بشواطئ مذهلة مثل شاطئ

باتونغ، المثالي للسباحة والرياضات المائية، إلى جانب شاطئي كارون وكاتا اللذين يمنحان زوارهما هدوءًا أعمق. يجد الغوّاصون في المياه الزرقاء المحيطة بالجزيرة تجارب غطس لا تُنسى لمشاهدة الشعاب المرجانية والسلاحف في مواقع مثل جزيرة في في وراجا نوي.

تزخر فوكيت بثقافة غنية يكتشفها الزائر عبر زيارة معبد وات تشالونغ وتمثال بوذا الكبير. يتعلم محبو الطهي أسرار المطبخ التايلاندي في دورات تعليمية يُعدّون خلالها أطباقًا شهيرة مثل باد تاي وتوم يوم.

تجمع أسواق فوكيت الليلية، مثل فوكيت ويك إند ماركت، بين التسوق وتذوق الطعام المحلي في أجواء ممتعة، بينما تشتهر باتونغ بحياة ليلية صاخبة تتجلى في شارع بانغلا رود الذي يعج بالنوادي والحانات والعروض الحية.

يُنظَّم للباحثين عن مغامرات برية رحلات سفاري على ظهور الفيلة ومشي في الغابات الاستوائية. تُقام أيضًا رحلات إلى جزر خليج فانغ نغا ذات المناظر الخلابة، مثل جزيرة جيمس بوند، حيث يزور السائح الكهوف البحرية ويُبحر بقوارب صغيرة.

تنتشر في فوكيت منتجعات صحية فاخرة تقدّم جلسات تدليك تايلاندية بالأعشاب والزيوت، مثالية للاسترخاء بعد يوم حافل. تتضمن الأنشطة المائية ركوب الأمواج والزوارق السريعة والتزلج على الماء، إلى جانب رحلات صيد في أعماق البحار.

يُعتبر مشهد غروب الشمس من رأس برومثيب أو من أحد الشواطئ الهادئة من أجمل التجارب الرومانسية. وأخيرًا، تتيح فوكيت للزائر فرصة نادرة لاستكشاف تاريخها عبر التجول في البلدة القديمة ذات الطراز المعماري الصيني والبرتغالي، والمزدحمة بالمقاهي والمحال التقليدية.

أندرو كوبر

أندرو كوبر

·

16/10/2025

الصقر والنسر - ليسا نفس الكائن: أيهما ملك الطيور؟

تضم الصقور نحو 30 نوعًا من الصقور والصقور البرية والصقور الصغيرة، إضافةً إلى 25 نوعًا من الصقور الغابوية والقزمة. أما النسور، فتتكون من 57 نوعًا تتوزع على 20 جنسًا مختلفًا. حتى عام 2008، كانت النسور والصقور تصنّف ضمن رتبة واحدة

هي Falconiformes. إلا أن الدراسات الجينية الحديثة كشفت أن الصقور والنسور لا تربطهما علاقة وثيقة، إذ انفصلتا منذ حوالي 57 مليون سنة. حاليًا، تندرج الصقور تحت رتبة Falconiformes، بينما تصنّف النسور في رتبة Accipitriformes. مع العلم أن الصقور أقرب وراثيًا إلى الببغاوات، وهو مثال على "التطور المتقارب"، حيث تظهر أنواع مختلفة سمات متشابهة نتيجة لضغوط بيئية متماثلة.

تتميز الصقور بوجود نتوءات تُعرف بـ"أسنان توميال" على مناقيرها، تُستخدم لطعن الفريسة وقتلها، بينما تمتلك النسور مناقير عريضة ومعقوفة وتُفضّل استخدام مخالبها في القتل. إضافةً لذلك، تعتبر الصقور أصغر حجمًا من النسور، إذ يتراوح طولها بين 20 و65 سم، بينما يتراوح طول النسور بين 40 و100 سم.

فيما يتعلق بالبنية، تمتلك الصقور أجنحة طويلة ومدببة، باستثناء بعض الأنواع ذات الأجنحة المستديرة مثل صقر موريشيوس. أما النسور، فلها أجنحة عريضة وريش يشبه المروحة عند الأطراف، وساق السفلية مكسوة بالريش ـ ما يميز "النسور الحقيقية" أو "النسور ذات الأحذية". من جهة أخرى، تمتلك الصقور ذيولاً طويلة ورفيعة، في حين تتميز ذيول النسور بأنها قصيرة وأعرض.

يختلف سلوك الصيد بين الطائرين. الصقور تصطاد غالبًا أثناء الطيران باستخدام الغوص أو المطاردة السريعة، وتقتل فرائسها عبر المنقار. بينما تجلس النسور في أماكن مرتفعة وتستخدم مخالبها القوية للإمساك بالفريسة من الأرض. بعض النسور، مثل نسور البحر من جنس Haliaeetus، تصطاد أيضًا أثناء الطيران.

أما من حيث الطيران، فالنسور مشهورة بالتحليق العالي والانزلاق بحثًا عن الفريسة، بينما تُظهر الصقور حركات طيران حادة وسريعة. الصقر الشاهين يُعد أسرع طائر في العالم، ويصل في غوصه إلى 320 كم في الساعة، وهي سرعة سُجّلت أيضًا للنسر الذهبي.

ناتالي كولينز

ناتالي كولينز

·

13/10/2025

سحر الأندلس: دليل السفر إلى مدنها الجذابة والمواقع التاريخية 

الأندلس ليست بقعة على الخريطة فقط، بل هي صورة لحياة ازدهرت فيها الرسم والمعرفة وطول العمر. من قرطبة إلى غرناطة، ومن إشبيلية إلى الزهراء، تبقى المدن الأندلسية تحمل جاذبية دائمة تختلط فيها القصة القديمة بالواقع.

بدأت الأندلس في القرن الثامن

الميلادي حين دخل المسلمون، فانطلقت فترة عاش فيها الناس معًا وتقدّم العلم وارتفع البناء. ظهرت حقبة ذهبية أنجبت عقولًا مثل ابن رشد وابن البيطار، أثروا الطب والفلسفة والفلك والأدب، وخلّفوا علمًا لا يزال يُقرأ.

لكن بعد سقوط غرناطة سنة 1492، انتهى الحكم الأندلسي، بينما بقي أثرها الثقافي متقدًا. بقايا المباني تروي عظمة ما مضى وابتكاره.

تبرق مدن الأندلس بجمالها وحيويتها؛ قرطبة تظهر في مسجدها الكبير الذي يُعد تحفة بناء وروح، وكان بيت علم وفكر. إشبيلية تلفت الأنظار بالقصر الملكي وبساتينها الخضراء وزقاقها المليئة بالموسيقى والشعور. في غرناطة، يفتح قصر الحمراء أبوابه للناس بقاعاته المزخرفة وبساتينه التي تسرد قصة حضارة راقية.

قصر الحمراء يُظهر أوج الفن الأندلسي في بنائه وروحه. وكذلك مدينة الزهراء قرب قرطبة، تكشف أطلالها جمال التصميم والبناء. وفي ساحة البرتقال داخل المسجد الكبير، يبدو التناغم بين الطبيعة والفن الإسلامي.

رحلة إلى الأندلس لا تكتمل دون تذوق طعامها وسماع موسيقاها التي تجمع الشرق بالغرب، من الطاجين إلى إيقاع الفلامنكو. الحرف اليدوية مثل الفخار والنقش على الخشب تعطي صورة عن موهبة سكان الأندلس.

في مهرجاناتها الشعبية المتنوعة، تواصل الأندلس إحياء تراثها النابض، وتمنح الزائر عيشة ثقافية فريدة تفيض بالتاريخ والجمال. إرث الأندلس لا يزال مصدر إلهام للثقافة العربية والإسلامية، ووجهة ساحرة لكل من يبحث عن مجد حضارة رحلت دون أن يمحى أثرها.

أندرو كوبر

أندرو كوبر

·

14/10/2025