لماذا دفن الكثير من المصريين القدماء في سقارة؟
ADVERTISEMENT

تقع منطقة سقارة الأثرية قرب العاصمة المصرية القديمة ممفيس. تُعد من أقدم المقابر في التاريخ المصري القديم. استخدمها المصريون منذ بدايات عصر الأسرات في حوالي عام 3100 قبل الميلاد، وظلت موقع دفن رئيسي حتى العصر اليوناني الروماني، ما يؤكد مكانتها الدينية والثقافية المتجذّرة.

تقع سقارة على الضفة الغربية لنهر النيل،

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

وهو موقع مقدس يرمز إلى الحياة الآخرة. قربها من ممفيس منحها أهمية كبيرة لدى الملوك والنبلاء. مناخها الصحراوي المرتفع يساعد على بناء المقابر الضخمة والمحافظة عليها عبر آلاف السنين.

أبرز معالم سقارة هو هرم زوسر المُدرّج، وهو أول هرم حجري في التاريخ، ويُظهر الابتكار المعماري المصري. صممه المعماري إيمحوتب، وكان بداية لتطور بناء الأهرامات لاحقاً. يشمل المجمع الجنائزي لزوسر معابد وساحات، ويتميّز بتخطيط متكامل يعكس مكانة الملك الإلهية.

تشمل سقارة مقابر أخرى بارزة مثل هرم أوناس، الذي يحتوي على أقدم نصوص دينية معروفة، وهي "نصوص الأهرام". يوجد أيضاً السرابيوم، وهو مجمع دفن لثيران أبيس المقدّسة، دُفنت في توابيت ضخمة تُبرز التقديس الديني للحيوانات ومهارات المصريين المعمارية تحت الأرض.

سقارة غنية بالمصاطب والمقابر المزينة بنقوش فنية تعكس الحياة اليومية والعقائد الدينية، مثل مقابر تي ومريروكا، والتي توثق تفاصيل الحياة والمجتمع المصري القديم. لعبت النقوش دوراً دينياً في تأمين رحلة آمنة للمتوفى إلى العالم الآخر، وكانت دليلاً على التطور الفني والديني.

شكّلت المقبرة مركزاً اقتصادياً واجتماعياً، إذ وفّرت وظائف لعمال وفنانين وكهنة، وكانت رمزاً للثروة والمكانة الاجتماعية. ساعد المناخ الجاف وارتفاع سقارة في الحفاظ على آثارها بأفضل حال، ما يجعلها موقعاً مهماً في دراسة الحضارة والفن والمعمار في مصر القديمة.

جمال المصري

جمال المصري

·

18/11/2025

ADVERTISEMENT
لوسيرن: جوهرة سويسرا بين الجبال والبحيرات
ADVERTISEMENT

تقع لوسيرن في منتصف سويسرا، وتُعد من أجمل الأماكن التي يزورها السياح. تحيط بها جبال بيلاتوس وريغلي وبحيرة لوسيرن ذات اللون الفيروزي. تُعرف باسم "جوهرة سويسرا" لأنها تضم مناظر طبيعية رائعة وأنشطة تناسب مختلف الأذواق، فتصبح وجهة مفضلة لمن يحب الطبيعة والثقافة والسفر.

موقع لوسيرن من أهم أسباب زيارتها، إذ

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

تتيح إطلالات واسعة على الجبال والبحيرة، وتوفّر خيارات متعددة للأنشطة الخارجية مثل المشي وركوب الدراجات والتجول بالقوارب. يركب الزائر التلفريك أو القطار الجبلي للصعود إلى القمم، فيرى المدينة والبحيرة من أعلى.

من أبرز معالم لوسيرن جسر كابيلبروك الخشبي، بُني في القرن الرابع عشر وزيّنت جدرانه رسومات قديمة تعكس تاريخ المدينة. بجانبه جسر شيبسبروك الذي شيّده السكان في القرن السابع عشر، ويصبح خلفية مفضلة للصور. يوجد أيضًا نصب "الأسد الجريح"، نحت صخري يخلّد ذكرى جنود الحرس السويسري الذين قُتلوا أثناء الدفاع عن الملك لويس السادس عشر.

وسط المدينة القديمة يحتفظ بمباني من العصور الوسطى، شوارع مرصوفة ومنازل ملوّنة. يزور السياح متحف النقل السويسري، الأكبر من نوعه، ويعرض عربات قديمة وقطارات وقوارب توضح تطور المواصلات. تتوفر متاحف أخرى تعرض أعمالًا فنية تعبّر عن ثقافة المنطقة.

تتيح لوسيرن تسوقًا تقليديًا، تباع فيه شوكولاتة سويسرية وساعات وجبن. تقدم المطاعم أطباقًا محلية مثل الفوندو والراكليت، فيُذوق الزائر نكهة البلد الأصلية.

الوصول إلى لوسيرن سهل لأنها تقع في المنتصف، على بعد ساعة تقريبًا من زيورخ وجنيف. تسير حافلات وقطارات منتظمة داخل المدينة. تتوفر أماكن الإقامة بين فنادق فاخرة وشقق مستأجرة، يُفضّل حجزها مبكرًا في الصيف وعطل رأس السنة.

تتغير زيارة لوسيرن باختلاف الموسم. يُستخدم الصيف للمشي والتجول في البحيرة. يصبح الخريف لوحة ملوّنة من الأوراق. يأتي الشتاء بثلوجه فيُقبل محبو التزلج. يعود الربيع فيملأ الحدائق زهورًا. كل موسم يكشف وجهًا مختلفًا من سحر المدينة.

ياسر السايح

ياسر السايح

·

22/10/2025

ADVERTISEMENT
خاباروفسك: بوابتك إلى الشرق الأقصى الروسي وسحر نهر آمور
ADVERTISEMENT

في أقصى الشرق الروسي، على ضفاف نهر آمور، تقع مدينة خاباروفسك. المدينة تختلط فيها الغابات والماء مع بنايات قديمة وأطباق من أماكن بعيدة. تبعد عن موسكو آلاف الكيلومترات، لكنها تبقى البوابة الشرقية لروسيا وتأتي مباشرة بعد فلاديفوستوك من حيث عدد السكان.

نهر آمور يشق المدينة من المنتصف. ضفته تحولت إلى

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

شارع طويل فيه مقاهي ومطاعم ومنصات خشبية تطل على الماء. يغلب على المكان صوت خطوات المارة وزقزقة العصافير عند الغروب. المشي هناك أو استئجار قارب خشبي يُعد نشاطاً يومياً معتاداً.

أنشئت المدينة سنة 1858. لا تزال الكاتدرائية الخضراء والمبنى الحجرية لمحطة القطار وتمثال الجندي أمام متحف الحرب شاهدة على تلك الفترة. داخل المتحف توجد صور وخرائط توضح كيف توسعت روسيا نحو الشرق.

خارج المدينة تبدأ الغابة. يسير الزائر في دروب ترابية ليلتقي بنمر آمور نادر أو يخيم بجانب بحيرة هادئة. محمية بولشوخي خين توفر كوخاً بسيطاً للإقامة. في الشتاء يتحول المكان إلى مسار تزلج.

سكان المدينة يأكلون حساء الشمندر الساخن مع لحم الغزال، ويشربون شاي الأعشاب المحلي، ويقدمون سمكاً مدخناً على الخبز الأسود. في السوق تباع خواتم خشبية وقفازات فرو وبرطمانات عسل كثيفة.

الربيع يجلب زهوراً صفراء على الضفة، الصيف يملأ النهر بقوارب التجديف، الخريف يغطي الأشجار بلون النحاس، والشتاء يضع طبقة ثلج ناصعة تبقى شهوراً.

الطائرة تصل من موسكو في ثماني ساعات. القطار يمر عبر سيبيريا لمدة أسبوع. قارب الركاب يبحر من كوريا الجنوبية. يكفي حفظ كلمتين بالروسية: "سباسيبا" للشكر و"باجالوستا" للطلب، وتذوق الطبق المحلي الأول دون تردد.

ياسر السايح

ياسر السايح

·

23/10/2025

ADVERTISEMENT