تفتح الطرق الخضراء في أوروبا أبوابها أمام هواة المشي والطبيعة، فتنقلهم مسارات واضحة من قمم الجبل إلى حافة البحر. تمزج بين ما تركه الإنسان من تراث وما تركته الأرض من جمال، فتصبح وجهة لمن يريد حركة الجسم أو هدوء البال.
في شمال أوروبا، يمتد طريق رالارد في النرويج أكثر من 80 كيلومتراً فوق الجبال والغابات والبحيرات. يمر بشلال فورهسفوسن ومنصات تطل على نهر نايري. ينصح الزائر بانتعال حذاء قوي وحمل طعام وماء يكفي اليوم. في السويد يقطع طريق كينغز 440 كيلومتراً بين الجبال والأنهار الجليدية، ويصل إلى قمة كيبنيكايسه. يُمشى عادة في الصيف حين تكون الشمس حاضرة والهواء معتدلاً.
قراءة مقترحة
في غرب أوروبا يمر طريق الغابة السوداء في ألمانيا بجانب بحيرة تيتيزي وشلالات تريبيرغ. يجمع بين المشي والتخييم وركوب الدراجات. أما كامينو دي سانتياغو في فرنسا فقد سلكه الحجاج قبل قرون، ولا يزال يحتفظ بكاتدرائية شارتر وجبال البرانس. يحتاج إلى تخطيط مسبق، خصوصاً في الصيف حين يكثر الزائرون.
جنوب أوروبا يحتضن فيا فرانشيجينا في إيطاليا، خطاً تاريخياً من كانتربري إلى روما عبر تلال توسكانا. يعبر كاتدرائية سيينا وقرى محفوظة. يتطلب تدريباً خفيفاً ومعدات تتحمل المطر والحر. في إسبانيا يمتد كوستا برافا بمحاذاة البحر الأبيض المتوسط، فترى المنحدرات الصخرية والشواطئ الرملية. يقدم غوصاً وسباحة، ويؤوي نزلاء من خيام بسيطة إلى فنادق خمس نجوم.
الطرق الخضراء لا تعرض مناظر فحسب، بل تروي قصص الناس والدهور. يكفي أن تضع خطوط الرحلة قبل السفر لتخرج بأكبر قدر من المتعة والمعرفة.
