button icon
صورة الخلفيّة
button icon
بطاقات دُعاء
button icon
رمضان مبارك
button icon
بطاقة الإجابة

من الذي أنشأ باكستان ودعاها هكذا؟

ADVERTISEMENT
الصورة عبر unsplash

أُنشئت باكستان لتجسيد تطلعات وهوية السكان المسلمين في شبه القارة الهندية الذين كانوا يسعون إلى وطن مستقلّ. يحمل مصطلح "باكستان" معاني ثقافية ورمزية عميقة، تتوافق مع تطلعات المسلمين إلى أرض يمكنهم العيش فيها وفقاً لقيمهم ومبادئهم. كما كان بمثابة قطيعة مع الحكم الاستعماري البريطاني، وإنشاء هوية جديدة مستقلة. في هذه المقالة نبيّن كيف نشأت الدولة ومن الذي اقترح لها هذا الاسم.

الخلفية التاريخية والأيديولوجية:

الصورة عبر wikimedia

ظهور فكرة باكستان: ظهرت فكرة باكستان في أوائل القرن العشرين على خلفية الحكم الاستعماري البريطاني في الهند. وشعر المسلمون، الذين كانوا يشكلون أقلية في الهند، بالتهميش على الصعيدين السياسي والاجتماعي على نحو متزايد. ثم أصبحت رابطة مسلمي عموم الهند، التي تأسست عام 1906، الصوت السياسي الرئيس للمسلمين، حيث طالبت بحقوقهم وحمايتهم ضد الهيمنة الهندوسية المحتملة في الهند ما بعد الاستعمار. أوّل من اقترح اسم "باكستان" هو شودري رحمت علي، وكان طالبًا في جامعة كامبريدج.

شودري رحمت علي، مفكر بارز وشخصية مؤثرة في الحركة الباكستانية، عبّر لأول مرة عن فكرة الدولة الإسلامية المنفصلة في كتيبه الذي صدر عام 1933 تحت عنوان "الآن أو أبداً؛ هل سنعيش أم نهلك إلى الأبد؟"  وقد أثّرت كتاباته، بالإضافة إلى كتابات مؤلفين آخرين، في تشكيل الدولة وكانت محفّزًا كبيرًا. في البداية اقترح اسم "بانجيستان" لدولة مسلمة في منطقة البنغال، و"عثمانستان" لوطن إسلامي في منطقة الدكن. في عام 1930، انتقل شودري رحمت علي إلى منزل في كامبريدج. ويقال إنه كتب كلمة "باكستان" لأول مرة في إحدى غرف هذا المنزل. هناك عدة روايات عن إنشاء الاسم. وفقًا لصديقه عبد الكريم جبار، فقد ظهر الاسم عندما كان علي يسير على ضفاف نهر التايمز في عام 1932 مع أصدقائه، ووفقًا لسكرتيرته، فقد جاء بالفكرة أثناء ركوبه في حافلة في لندن.

ADVERTISEMENT

معنى اسم "باكستان:

الصورة عبر unsplash

لاسم باكستان جذور فارسية وأوردية: فكلمة "باك" تعني الطاهر أو النظيف، ما يدل على النقاء الأخلاقي والروحي، وكلمة "ستان" تعني الأرض أو المكان، وهي شائعة الاستخدام في أسماء البلدان والمناطق في وسط وجنوب آسية؛ وهكذا فإن كلمة "باكستان" تُترجم إلى "أرض الطاهرة" التي تجسد نموذج الأمة المبنية على المبادئ والقيم الإسلامية.

من جهة أخرى اسم باكستان هو اختصار يجمع عدة مناطق وأقاليم كانت تطمح إلى أن تكون جزءًا من الدولة الجديدة، ويمثل كل حرف من حروف كلمة "باكستان" منطقة من هذه المناطق. الباء: البنجاب – وهي منطقة ثقافية وزراعية كبرى، الألف: أفغانيا – وهي إشارة إلى مقاطعة الحدود الشمالية الغربية، موطن العديد من البشتون، الكاف: كشمير – وهي منطقة ذات عدد كبير من السكان المسلمين، السين: السند – وهي منطقة تاريخية وثقافية على طول نهر السند، وأخيرًا تان: إشارة إلى بلوشستان، وهي مقاطعة كبيرة ذات هوية ثقافية متميزة. كان المقصود من هذا الاختصار أن يرمز إلى وحدة وتنوع الأمة المقترحة، التي تضم مجموعات عرقية وإقليمية مختلفة.

قرار لاهور (1940):

الصورة عبر wikimedia

تمّ توضيح الطلب الرسمي لإقامة دولة إسلامية منفصلة في قرار لاهور، الذي تبنته رابطة مسلمي عموم الهند في عام 1940. ودعا هذا القرار إلى إنشاء "دول مستقلة" للمسلمين في المناطق الشمالية الغربية والشرقية من الهند. كانت هذه خطوة سياسية هامة، حيث سلطت الضوء على الرغبة في تقرير المصير والاستقلال السياسي للمسلمين في الهند.

ADVERTISEMENT

رؤية وطن منفصل: تصور زعماء مثل محمد علي جناح، مؤسس باكستان، دولة يستطيع المسلمون فيها ممارسة دينهم وثقافتهم وتقاليدهم بحرية دون خوف من التهميش. وبالتالي فإن اسم "باكستان" يعكس رؤية لوطن يوفر الحماية والمساواة والحرية للمسلمين.

التنفيذ والإرث:

الصورة عبر wikimedia

إنشاء باكستان (1947): تأسست باكستان رسمياً في 14 آب / أغسطس 1947، في أعقاب انتهاء الحكم البريطاني في الهند وتقسيم شبه القارة الهندية إلى دولتين منفصلتين: الهند وباكستان. تألفت الدولة الجديدة من مقاطعات البنجاب، والسند، وبلوشستان، والإقليم الحدودي الشمالي الغربي، إلى جانب البنغال الشرقية (التي أصبحت فيما بعد بنغلاديش في عام 1971).

التأثير على الديناميكيات الإقليمية: كان لإنشاء باكستان تأثير عميق على الديناميكيات الإقليمية في جنوب آسية، الأمر الذي أدى إلى تغيرات ديموغرافية كبيرة، وهجرات سكانية. كما أنها مهدت الطريق للتطورات الجيوسياسية المستقبلية في المنطقة.

بعد إنشاء الدولة: كان شودري رحمت علي شخصية بارزة في مفهوم باكستان، ولكنّه عاش معظم حياته البالغة في إنكلترة. بعد تقسيم الهند وإنشاء باكستان في عام 1947، عاد علي إلى لاهور، باكستان في 6 نيسان / أبريل 1948. وكان يعرب عن عدم رضاه عن إنشاء باكستان منذ وصوله إلى لاهور. ولم يكن سعيدًا بباكستان أصغر حجمًا من تلك التي تصورها في كتيبه عام 1933، وأدان مؤسّسي الدولة لقبولهم باكستان أصغر مساحةً. كان شودري رحمت علي يعتزم البقاء في البلاد، لكنه طرد من باكستان من قبل رئيس الوزراء آنذاك، وصودرت ممتلكاته، وغادر خالي الوفاض إلى إنكلترة في تشرين الأوّل / أكتوبر 1948.

ADVERTISEMENT

توفي شودري رحمت علي في 12 شباط / فبراير 1951 في كامبريدج في إنكلترة، ودُفن فيها.

الخاتمة:

الصورة عبر unsplash

اختير اسم "باكستان" ليرمز إلى تطلعات المسلمين في شبه القارة الهندية إلى وطن منفصل نقي يمكنهم فيه ممارسة شعائرهم الدينية بحرية والحفاظ على تراثهم الثقافي. يعكس الاسم الرؤية الأيديولوجية لمؤسسيها والمناطق المتنوعة التي كان من المقرر أن تتحد في ظل الدولة الجديدة. واليوم، لا يزال اسم "باكستان" يرمز إلى تطلعات مؤسسيها إلى مجتمع نقي وعادل ومنصف يقوم على المبادئ الإسلامية. ويظل اسم "باكستان" جزءاً أساسياً من الهوية الوطنية الباكستانية، يعكس جذورها التاريخية ورؤية قادتها الأوائل.

المزيد من المقالات