عطاء زائد أو الشعور بأننا يُستغلون.
العطاء يبدأ من دوافع داخلية مثل الرغبة في مساندة الآخرين أو الحصول على تقدير، ويُعد مصدرًا للرضا والسعادة. لكن الإفراط فيه يؤدي إلى الإرهاق وتجاهل الذات. لذلك، يجدر بنا ملاحظة مؤشرات الزيادة عن الحد مثل العزلة، التوتر أو الشعور بالاستنزاف.
أما الأخذ، فيُعد حاجة نفسية تعزز الإحساس بالاستحقاق والانتماء. لكن الإفراط فيه يولد علاقات غير متوازنة تسبب التوتر أو الاعتماد المفرط على الآخرين. معرفة الحدود وقبول المساعدة عند الحاجة يعزز العلاقات بطريقة أكثر توازنًا وصحة.
للوصول إلى توازن بين العطاء والأخذ، يحتاج المرء إلى تطوير وعيه بنفسه وتحديد حدوده الشخصية. تتضمن وسائل التوازن التواصل بوضوح، التعبير عن الحاجات بصراحة، وتعزيز تقدير الذات. كذلك، قول "لا" في الوقت المناسب دون شعور بالذنب يُعد مهارة أساسية.
في بيئة العمل، يُعد التوازن بين المهام والعلاقات أمرًا حاسمًا لتفادي الاستنزاف الوظيفي. يتحقق ذلك من خلال بناء بيئة داعمة والتفاوض حول المسؤوليات. تلعب شبكات الدعم بين الزملاء دورًا في تعزيز هذا التوازن، إلى جانب ممارسة الامتنان والاعتراف بالجهود المبذولة.
أما في العلاقات الشخصية، فيبقى الحفاظ على حدود واضحة والتواصل الصريح هو الأساس. يساعد ذلك في تفادي التوقعات غير الواقعية ويضمن التفاهم المتبادل.
فهم ديناميكيات العطاء والأخذ، وتطبيق المبادئ المرتبطة بها، يساهم في بناء علاقات قائمة على التوازن والدعم المتبادل. العلاقات الصحية لا توفر الأمن العاطفي فحسب، بل تعزز النمو الشخصي والرضا النفسي أيضًا.