هل يزعجك بكاء وصراخ طفلك في الأماكن العامة؟ هذا السلوك لا يعني بالضرورة أن الطفل غير مهذب، بل غالباً ما يعكس عجزه عن التعبير عن مشاعره بسبب ضعف مفرداته. كما يصرخ الغريق طلباً للنجدة، يصرخ الطفل عند شعوره بالغضب أو الألم لأنه لا يملك كلمات توضح ما بداخله.
غالباً ما
تترافق نوبات البكاء مع شعور الطفل بالحزن، الإحباط، الألم، أو حتى مع الجوع والتعب، ويلجأ بعض الأطفال الأكبر سناً إلى الغضب بسبب الغيرة أو لجذب الانتباه، أو تقليداً لما يرونه من الآخرين. لحل المشكلة، من الضروري تعليم الطفل طرقاً سليمة يعبّر بها عن مشاعره.
في عمر الروضة (من سنتين إلى أربع سنوات)، يبدأ الطفل بتمييز مشاعره، ويُعلَّم أسماء المشاعر بواسطة بطاقات صور أو ألعاب وجوه تعبيرية، ويُساعد على ربط كل مشاعره بموقف يعيشه يومياً. تُستخدم لوحة إيموجي ليُظهر ما يشعر به عند الغضب، مع التحدث إليه بهدوء دون صراخ أو لوم.
ابتداء من عمر ثلاث سنوات، يفهم الطفل مشاعر من حوله، لذا يُعلَّم قراءة تعبيرات الوجه ولغة الجسد، ما يعزز تعاطفه وينمي ذكاءه الاجتماعي. يُنصح بتدريبه على وسائل تهدئة مثل الرسم، الاستماع إلى موسيقى هادئة، أو عصر كرة مطاطية عند شعوره بالحزن أو التوتر.
استخدم القصص واللعب التخيلي لتوضيح كيفية التصرف أثناء الغضب. اختر شخصية خيالية تواجه موقفاً مشابهاً لما يمر به طفلك، واشرح له كيف تتعامل مع الموقف بطريقة إيجابية. حين يكبر، يستطيع تفريغ مشاعره بالكتابة دون الحاجة إلى مهارات أدبية عالية.
اشرح لطفلك إعجابك بهدوئه، وامدحه أمامه، فذلك يزيد ثقته بنفسه ويدفعه لتكرار الهدوء. إذا فقد أعصابه، انتظر حتى يهدأ ثم ذكّره بالطريقة المتفق عليها. وتذكّر دائماً أن أسرع طريقة لتعليمه ضبط النفس هي أن تُظهر له أنت ضبط نفسك؛ فما يصدر منك أثناء الغضب هو النموذج الذي سيقتدي به.
كالابريا تقع في أقصى جنوب إيطاليا، يحدها من الشرق البحر الأيوني ومن الغرب البحر التيراني، فتجتمع حولها مياه زرقاء تمنحها مناظر طبيعية خلابة، كما تحتفظ بتاريخ طويل يظهر في قراها ومدنها، فتصبح وجهة تجمع بين البحر والجبل والأطباق الإيطالية الأصيلة.
أجمل ما في الإقليم شواطئه؛ يأتي في المقدمة شاطئ كوستا
ديي ديي الذي يمتد على مسافة طويلة، رماله ذهبية ومياهه صافية تميل إلى اللون الفيروزي، أما شاطئ كامينييا فهو خليج صغير هادئ يصلح للجلوس تحت الشمس دون ضجيج. في الداخل ترتفع سلسلة أسبرو مونتي، تتخللها دروب ترشح بين أشجار البلوط وشلالات صغيرة، بينما يتيح منتزه باركو ديلا سيلا ممرات مخصصة لركوب الدراجات وقوارب للتجديف داخل بحيراته.
التاريخ يبدو واضحًا في كل مكان. مدينة تروبيا تتكئ على صخرة تشرف على البحر، تعلوها كنيسة سانتا ماريا ديلا إيسولا التي يصل إليها زائر عبر خطوات حجرية. في الجبال تختبئ قرية جيراتشي، بيوتها من الحجر، وزهور البتونيا تتدلى من الشرفات، فتبدو كصورة للريف الإيطالي قبل عقود. عاصمة الإقليم ريجيو كالابريا تحتضن المتحف الوطني للآثار، يعرض في قاعاته تمثالين برونزيين يعودان إلى القرن الخامس قبل الميلاد، يُعرفان ببرونزي رياس، ويُعتبران من أثمن القطع الفنية في البلاد.
طعام الإقليم يعتمد على النكهة الحارة والمكونات التي يُنتجها المزارعون المحليون. أشهر ما يُقدم ندوجا، عبارة عن نقانق طرية حارة تُدهن على الخبز، وتُرافقها جبنة ريكوتا لتخفيف حرارتها. تُقدم أيضًا بيتزا كالابريا، عجينتها رقيقة، فوقها زيتون أسود وفلفل حار مجفف. على المائدة البحرية يُشوى السردين الطازج حتى يتحول إلى لون ذهبي، ويُقدم الأخطبوط مسلوقًا مع أوراق البقدونس وعصير الليمون. الحلوى المحلية تُدعى توروني، تحضر من اللوز المحمص وعسل الزهور، تُقطع إلى مكعابات صغيرة وتُلف بورق شفاف.
طوال العام تقيم القرى أعيادًا صغيرة. في الصيف يحتشد الناس في ساحة تروبيا لمشاهدة عروض موسيقية ومعارض رسم، بينما تُقام في الخريف مهرجانات خاصة بالفلفل الحار، يُوزع فيها مجانًا لزوار يتجولون بين أكشاك العرض. هذه المناسبات تُظيف تواصلًا بين السكان وزوّار قدموا من بعيد.
أفضل وقت للقدوم يبدأ من نيسان حتى حزيران، أو من أيلول حتى تشرين الأول، حين تخف حرارة الشمس ويقل عدد السياح. تأجير سيارة يسهل التنقل بين القرى الجبلية والسهول الساحلية، ويُنصح بالمبيت ليلة أو ليلتين في مزرعة ريفية لتجربة الإفطار مع أصحاب البيت، ثم الانتقال إلى فندق صغير يطل على البحر. حفظ بضع كلمات إيطالية مثل «بوينا سيرا» و«غراتسي» يساعد في الحصول على ترحيب إضافي، خصوصًا في المتاجر العائلية.
إذا كرّرت تصرفًا معينًا حتى دون أن تنتبه، فقد استقرّ فيك كعادة. تتكوّن العادة من ثلاثة أجزاء: شيء يُطلق السلوك، ثم السلوك نفسه، ثم ما تحصل عليه من راحة أو متعة. مثلاً: يظهر القلق، فتقضم أظافرك، فتهدأ. يصعب ترك العادة السيئة إذا ما ترسّخت سنين، لكن يُنجز بخطة واضحة.
ابدأ
بمعرفة المُطلق. إذا كنت تسهر لأنك تشاهد مسلسلات، خفّض عدد الحلقات واضبط المنبه ليناديك على وقت النوم. معرفة دوافعك وتصرّفاتك تُعطيك قدرة أكبر على كبح السلوك غير المرغوب. الانتباه لكل لحظة عنصر أساسي.
يشدّك أصدقاؤك أو أقاربك إذا قرّرت ترك التدخيل أو أي عادة ضارة. يشجّعونك أيضًا على تبنّي سلوك مفيد مثل قراءة كتاب أو ممارسة رياضة.
استبدل الضار بالنافع يترك أثرًا طيبًا. بدل الحلوى أثناء العمل، املأ حقيبتك فاكهة تمدّك طاقة وفائدة. يتحسّن صحّتك ويترسّخ سلوك صحي جديد.
استعن بوسيلة حسّية: ورقة معلّقة على مفتاح الضوء تذكّرك بإطفائه، أو منبه يوقفك عن التلفاز. تكرار المنظر أو الصوت يحوّل التصرّف إلى أمر تلقائي.
تخلّ عن تفكير «إمّا الكامل وإمّا الفشل». الزلة لا تُلغي الطريق. إذا عدت للعادة، استأنف اليوم التالي ولا توبّخ نفسك. الاستمرار هو المفتاح.
ابدأ بتعديل صغير. خفّض كمية المشروبات الغازية شيئًا فشيئًا بدل الإقلاع دفعة واحدة. التدرّج يُثبّت النتيجة ويُطيلها، فيساعدك على التخلّص من العادة السيئة.
كافئ نفسك. الإطاحة بعادة سيئة، وإن بدت بسيطة، يزيد ثقتك ويُجدّد حماستك. كل خطوة تستحق احتفالًا، لأنها تمهّد لعادات صحية وحياة أفضل.
