تلقب يوسف بن تاشفين الذي لقب بصلاح الدين بالنسبة للأندلس، أمير المرابطين والحاكم السادس والأمير ذو الدعوة المستجابة (من 400 هـ إلى 500 هـ)
عرض النقاط الرئيسية
كان لحركة المرابطين الفضل في حسن نشأة يوسف بن تاشفين، الحركة التي ظهرت على يد فقيه اسمه "عبدالله بن يس" الذي حاول تصحيح أمور الناس وتصحيح البدع الفاسدة، لكنه لم يستطع في بلاد المغرب تنفيذ ذلك، فانتقل إلى جزيرة على ضفاف نهر النيجر مع مريديه حتى صاروا ألوفا ، وكان يعلمهم حب القتال والعلم وعندما ازدادوا قرر محاربة الشرك ووجد المساندة من أمير قبيلة "لمتونة" الأمازيغية "يحيى بن عمر" وخلفاؤه الذي بمعاونتهم استطاعوا تحقيق ذلك الحلم بمحاربة البدع، وهنا جاء دور يوسف بن تاشفين لمعاونة بن عمومته "يحيى بن عمر" حينما وضع "يوسف بن تاشفين" قائدا لجيوشه وهو في الثامنة والخمسين من عمره.
قراءة مقترحة
بعد استشهاد "عبدالله بن يس" تولى "أبو بكر بن عمر" حركة المرابطين وفتح العديد من المدن المغربية وصحح اسلامها أصلح بين القبائل المتنازعة ثم بعدها ترك قيادة الحركة "ليوسف بن تاشفين" الذي رتب الدولة في شهرين وعند عودة "أبو بكر بن عمر" تفاجأ بقدرة "يوسف بن تاشفين" بقدرته على ترتيب الدولة فترك له أمور الحكم.
قام "يوسف بن تاشفين" بتحويل الحركة إلى دولة كاملة الأركان أساسها القتال ومحاربة الشرك وقام ببناء العاصمة في مدينة مراكش وظل مجاهدا طوال عشرين عاما دون راحة.
رغم كثرة الألقاب التي حظى بها "يوسف بن تاشفين" رفض تلقيبه بالخليفة حتى لا تتمزق الخلافة في بغداد ، بل إنه بعث للخلافة في بغداد فأمروا بتوليته المغرب.
بعد سقوط الخلافة الأموية اضطربت الأندلس وقامت دولة الطوائف وهي عبارة عن 22 دولة وأصبحت الأندلس لا حول لها ولا قوة مما شجع النصارى الأسبان لتوجيه ضربات متتالية للمسلمين فيها، واستمرت هذه الاوضاع إلى أن استطاع "ألفونسو السادس" الاستيلاء على "طليطلة" عاصمة الأندلس.
ثم بدأوا توجيه ضربات إلى "بطليوس" و"أشبيلية" ووصلت صرخات أهل الأندلس إلى "يوسف بن تاشفين" فقام بتجهيز جيش في بلاد المغرب، وأعلن "ألفونسو" النفير العام الصليبي في أوروبا، فأعانه صليبيو فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وبابا روما فجمع قوة كبيرة، فاغتر بها وأرسل رسالة إلى "يوسف بن تاشفين" يتوعده فيها، فرد عليه "يوسف بن تاشفين" بثلاث كلمات على ظهر نفس الورقة قائلا:- "الذي يكون، ستراه". فخاف "ألفونسو" من ثبات "يوسف" وأنه رجل لا تغره الدنيا.
أكبر معارك يوسف بن تاشفين.. معركة الزلاقة
كانت معركة من أعظم المعارك في التاريخ الإسلامي، خاضها "يوسف بن تاشفين" وعمره 80 عاماً ، وكانت معركة عنيفة وضع فيها "بن تاشفين" خطته محكمة بأن يتراجع لاستدراج الجيش الصليبي ثم هاجمه من مؤخرة الجيش الصليبي ونفذ إلى قلب الجيش من الخلف تظهر حنكته العسكرية في تلك الخطة التي وضعها واستطاع بها أن يهزم الصليبيين شر هزيمة.
بعد المعركة جاء خبر وفاة الأمير "أبو بكر بن عمر" مما جعل المغرب تبقى بلا حاكم، مما اضطر "يوسف" أن يعود إلى المغرب ليرى أحوال البلاد ويرعاها.
وبعد انقضاء مدة من تلك المعركة وصلت رسائل استغاثة إلى "يوسف بن تاشفين" من أهل شرق الأندلس مثل فالينسيا، ومايورقا ومرسيا بسبب وقوعهم تحت تهديد "ألفونسو" من جديد، وحينها تخاذل ملوك الطوائف عن نجدته، فقام إمام من أئمة الأندلس العظام "الإمام الباجي" وقام بإلغاء حكم ملوك الطوائف، وبعثوا إلى "يوسف بن تاشفين" فبايعوه وأعلنوا خيانة حكام الطوائف وبذلك يكون قد أسقط دولة ملوك الطوائف الهزيلة الخائنة.
قام "يوسف بن تاشفين" بإسقاط دولة الطوائف للحفاظ على دولة الأندلس لكي لا تضيع، بهدف الحفاظ على حركة ودولة المرابطين لأنه يعلم أنه أطماع الصليبيين ستتجه للمغرب بعد سقوط الأندلس فاسقطها عام 483 هـ .
وبالرغم من أن حياته المديدة على مدى قرن كامل التي كانت زاخرة بالكثير من الجهاد والمعارك العسرية الناجحة التي حمى فيها دولته في المغرب العربي واستطاع ايقاف المد الصليبي فيه عن الأندلس والمغرب العربي، رحل القائد العظيم بعد أن نشر العدل وثبت أركان الدولة في المغرب والأندلس.