button icon
صورة الخلفيّة
button icon
بطاقات دُعاء
button icon
رمضان مبارك
button icon
بطاقة الإجابة

محمود درويش: رجل ذو أفعال شعرية

ADVERTISEMENT

جاء ورحل الكثير من الشعراء ولكن يبقى محمود درويش ببصمته الفريدة في عالم الشعر العربي المعاصر. في الحرب، عادة ما يتسلح الناس بالأسلحة والقنابل إنما نجد أن محمود درويش، على الصعيد الآخر، كان متسلحا بقلمه وأوراقه. كان رجل ذو أفعال شعرية، حيث أن شعره جمع بين الحب والكفاح وإيصال الصوت والهوية الفلسطينية للعالم حيث ترجمت أعماله إلى لغات عديدة، فتعال لنتعرف عليه أكثر.

مولد محمود درويش ونشأته:

الصورة عبر على Store norske leksikon

ولد محمود درويش في 13 مارس عام 1941 في قرية البروة في الجليل شرق ساحل عكا بفلسطين. كان محمود درويش الابن الثاني من أصل ثمانية وكان للابن الأكبر للعائلة "أحمد" أثرا على درويش في بداياته الأدبيّة لأنّه كان يُعنى بالأدب ويُبدي اهتمامه به، وكان أخاه زكي كاتبا في المجال القصصي.

تجربته السياسية:

الصورة عبر بدارين على commons.wikimedia

نزح محمود درويش مع عائلته إلى لبنان في نكبة 1948 كلاجئين. كانوا كثيري التنقل في لبنان حتى استقر أهله في قرية الجديدة، واستقر درويش في حيفا في فلسطين، والتي كانت إقامته فيها جبرية لمدة عشر سنوات، بسبب انضمامه إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي، والذي كان فيه محررا ومترجما في صحيفة الاتحاد ومجلة الجديد التابعتين للحزب، وأصبح فيما بعد مشرفا على تحرير المجلة، مما تسبب في القبض عليه عدة مرات في الستينات.

ADVERTISEMENT

رفعت عنه الإقامة الجبرية في عام 1970، ومن بعدها توجه إلى موسكو لإكمال دراسته، ثم القاهرة، ثم انتقل بعدها إلى لبنان حيث ترأس مركز الأبحاث الفلسطينية وكان رئيس تحرير مجلة شؤون فلسطينية، بالإضافة إلى رئاسته لرابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، وتأسيس مجلة الكرمل الثقافية في بيروت في عام 1981.

انتخب درويش عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في عام 1988، ثم مستشارا للرئيس الراحل ياسر عرفات، كما أنه كتب إعلان الاستقلال الفلسطيني الذي أعلن في الجزائر كذلك في عام 1988، واستقال من اللجنة التنفيذية بعد خمس سنوات احتجاجا على توقيع اتفاق أوسلو. عاد درويش عام 1994 إلى فلسطين ليقيم في رام الله، بعد أن تنقل في عدة أماكن كبيروت والقاهرة وتونس وباريس.

مذهب محمود درويش في الشعر وسمات تجربته الشعرية:

اقتباسات للشاعر محمود درويش

يعد الشاعر محمود درويش أحد شعراء قصيدة الشعر المعاصر، ويعد من أصحاب الجيل الثاني، وهو جيل الخمسينيات، إذ قام الشعراء بمحاولاتهم في مجال التصوير الموسيقي للقصيدة العربية في تجاربهم المختلفة، وذلك تحت مظلة الفلسفة الجمالية، التي تربط الجانب النفسي بالفن والحياة. كما أن القصيدة العربيّة المعاصرة نجدها معلقة بالجانب السياسي، والاجتماعي، والاقتصادي، والثقافي، وغيرها من الجوانب الأخرى. أبرز مثال لذلك هو ارتباط الشعر المعاصر بفلسطين كأداة للتعبيرعن قضيتها، فكان درويش ممن كتبوا فيها وغيره من الشعراء.

ADVERTISEMENT

كانت سمات التجربة الشعرية لدى محمود درويش على مراحل تدريجية، فكانت بدايته الشعرية مصحوبة بالبساطة، بالإضافة إلى التّصوير الشعري التقليدي، ثم انتقل إلى مرحلة ناضجة فنيا، إذ أصبحت أشعاره تميل إلى كونها أكثر رِقة؛ وذلك إثر تأثره بشعراء الحركة الرومانسية. وفي آخر سنواته كان له تحول آخر في شِعره، فعمد إلى الجمال الأخاذ والإبداع في شعره، علاوة على ظهور الحب بصورة كبيرة في شعره، حيث ربطه ربطا وثيقا بقضية وطنه.

من الأمور التي ساهمت في نمو شعره قضية وطنه علاوة على ما يواجهه العصر من اختلافات في القيم، والأنظمة، والموازين، بالإضافة إلى حال الإنسان الجديد الذي لا يدرك قيم العدل، والحرية، والحق، والاستقرار، وإضاعته طريقه الصحيح وفقدانه لقيمه، فله ما يزيد على ثلاثين ديوانا من الشعر والنثر بالإضافة إلى ثمانية كتب، ومنها ما أثار الجدل ومنها ما كان سببا لحصوله على جوائز عديدة.

وفاته:

قبر الشاعر الفلسطيني محمود درويش في متحف محمود درويش في رام الله

توفي الشاعر محمود درويش في الولايات المتحدة الأمريكية في يوم السبت في التاسع من أغسطس عام 2008 إثر خضوعه لعملية القلب المفتوح. ودفن بعد نقل جثمانه في رام الله تحديدا في قصرها الثقافي، حيث سمي القصر باسمه لاحقا تخليدا لذكراه. فأصبح "قصر محمود درويش للثقافة"، وبعد وفاته أعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الحداد عليه لمدة ثلاثة أيام في جميع الأراضي الفلسطينية، وكان قد أشار حينها إلى أن محمود درويش هو "شاعر فلسطين".

المزيد من المقالات