غالباً يُنسب الشيب إلى التوتر، كما حدث مع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما. ورغم أن الرابط يبدو واضحاً، أراد العلماء التأكد منه بالقياس والتجربة. اللون يُصنع داخل كل بصيلة: خلايا كيراتينية تبني الشعرة، وخلايا صباغية تضيف إليها مادة الميلانين. نوعان من الميلانين يوجدان، أسود/بني وأصفر/برتقالي، ونسبتهما يحدد اللون النهائي. مع الوقت تموت الخلايا الجذعية التي تنتج كلا النوعين، فيخلو الشعر من صبغة ويتحول إلى رمادي.
الجينات تحدد متى يبدأ الشيب، لكن التوتر عامل آخر يُديره الإنسان بنفسه. إذا استمر التوتر طويلاً، يرتفع الأدرينالين والكورتيزول، يُجهد المناعة ويُسرّع شيخوخة الخلايا. في تجربة على فئران، أطلق التوتر مادة النورإبينفرين داخل البصيلات، فاستُنزفت الخلايا الجذعية الصباغية وبقي الشعر فضياً.
قراءة مقترحة
الفئران ليست البشر، لكن دراسة قادتها الباحثة أيليت إم روزنبرغ عام 2021 أظهرت أن التوتر يشيب شعر الإنسان أيضاً. فحص الفريق صور شعرة تحت المجهر، وقارن نتائج اختبار الضغط النفسي مع تغير اللون. خمس شعرات فقط غيّرت لونها بالكامل خلال شهرين بعد ضغط نفسي حاد.
المفاجأة: إذا خفّ التوتر، يعود الشعر إلى لونه الأصلي. رجل يبلغ خمسة وثلاثين عاماً لاحظ أن الشعر الرمادي استعاد لونه بعد فترة راحة خالية من الضغط. الدراسة وجدت بروتينات تزداد داخل الشعرة أثناء التوتر، فالشيب لا يعني فقد بروتينات، بل تغيّر في نوعها.
مع التقدم في السن تموت الخلايا أو تتوقف عن العمل، وهذا أمر طبيعي. لكن تخفيف التوتر يؤخر ظهور الرمادي ويحافظ على مظهر الشاب. إذا لم يحدث ذلك، فربما تكفي عطلة قصيرة ليعود اللون إلى شعرك.
