يُقال إن الانطباع الأول هو الفيصل، لكن التجربة تُظهر العكس. كم مرة أُعجبنا بأحدٍ في اللقاء الأول ثم عدلنا رأينا؟ أو بدأنا بنفورٍ سرعان ما تحوّل إلى صداقة؟ لذا من المفيد أن نعرف ما هو الانطباع الأول بالضبط.
الانطباع الأول هو الحكم الذي نطلقه خلال ثوانٍ عند أول لقاء، ونبني غالباً على المظهر والملامح والحركات. مثال: نرى شخصاً أنيق الملبس فنصفه بالمنضبط، أو نرى آخر بلحية كثيفة فنظنّه خطراً دون دليل.
بحثٌ من جامعة برينستون وجد أن العين والدماغ تحتاج إلى عُشر الثانية فقط لترسم صورة كاملة عن وجه جديد. عُرضت صور وجوه لأجزاء من الثانية، وكان تقييم المشاركين مطابقاً لتقييمهم بعد مشاهدة طويلة.
قراءة مقترحة
عالمة النفس ليزلي زيبرويتز حدّدت أربع ملامح وجهية تُحدّد الانطباع: تناظر الوجه الذي يُذكّر بالأطفال، التشابه مع وجوه نعرفها، مؤشرات الصحة واللياقة، وتطابق تعبيرات الوجه مع مشاعر نتوقعها. هذه العلامات تدفعنا نحو الإعجاب أو النفور فوراً.
الحواس الأخرى تدخل على الخط. رائحة الجسم أو العطر تدفعنا للاقتراب أو الابتعاد. الصوت أيضاً يترك بصمة؛ فجامعة غلاسكو وجدت أن الناس يُكوّنون صورة عن شخصية المتحدث من نبرة صوته خلال ثوانٍ.
دقة الانطباع الأول لا تتجاوز 64.5 %، أي أقل من التخمين العشوائي بقليل. رغم ذلك يبقى أثره شهوراً وسنوات، حتى بعد ظهور معلومات تخالفه. الانطباعات الأدق تؤسّس علاقات أوثق وتفاهماً أعمق مع الوقت.
إذا خرج اللقاء الأول بانطباع سيئ، يُصلحه الصدق البسيط. مثال: تتأخر في أول يوم عمل فتعتذر بجملة قصيرة. لا تُكثر من الاعتذار حتى لا تبدو مُتملقاً أو ضعيفاً. الانطباع الأول مهم، لكنه ليس حُكماً نهائياً، وسلوكك اللاحق يعيد رسمه.
