مما جذب اهتمام الهولنديين الذين اعتبروها رمزًا للثروة والمكانة الاجتماعية. وساهمت دورة حياة التوليب، التي تستغرق سنوات للنمو وتنتج كميات محدودة، في زيادة قيمتها مع ارتفاع الطلب.
في ثلاثينيات القرن السابع عشر، ارتفعت الأسعار بسرعة بسبب دخول التجار إلى السوق، حيث أصبح تداول التوليب شائعًا في الشوارع والحانات بدلًا من البورصة. بحلول 1636، وصل سعر البصلة الواحدة إلى 200 غيلدر، فيما كان الدخل السنوي لتاجر ماهر يبلغ نحو 150 غيلدر. وكانت البصيلات تُباع وتُشترى عدة مرات يوميًا بهدف الربح، دون زراعتها فعليًا.
شهد السوق أمثلة لصفقات جنونية، مثل مزاد لسبعين بصيلة بيع فيه نوع نادر بمبلغ 5200 غيلدر، ووصل إجمالي المزاد إلى 53000 غيلدر. وتُقدَّر حالة أخرى ببيع 40 بصيلة مقابل 100000 غيلدر، أي ما يعادل مئات أضعاف دخل سنوي لفرد واحد.
لم تُستخدم بصيلات التوليب كمجرد سلع للزينة، بل كوسائل مبادلة مقابل منازل، أراضٍ، ومقتنيات ثمينة. ومع ذلك، انهارت الفقاعة فجأة عام 1637، بعد عجز أحد المشترين عن السداد. أدى ذلك إلى ذعر واسع، وتراجعت الأسعار بنسبة 99 %. لكن التأثير الاقتصادي العام كان محدودًا لعدم مشاركة النبلاء والأسواق الرسمية.
ورغم كل ذلك، تظل زهرة التوليب جزءًا من الثقافة الهولندية، حيث يُحتفل بها سنويًا في يوم التوليب الوطني، الذي يُقام في يناير بساحة دام في أمستردام، ويجذب آلاف الزوار من داخل وخارج البلاد.