خصوصية كل منطقة.
اليوم، تُعد الجلابية رمزًا للتراث والهوية، وتُرتدى في الريف والمناسبات الدينية والاحتفالات. يرتديها الرجال غالبًا مع غطاء الرأس، وتختلف خامتها حسب الاستخدام؛ فالجلابية اليومية بسيطة، بينما تُطرز الاحتفالية بزخارف فاخرة. أما جلابيات النساء، فغالبًا ما تكون ملونة وتُطرز بأشكال محلية. تُستخدم في الأفراح والأعياد، وتُرتدى بشكل طبيعي في رمضان، حيث يعود المصريون إلى تراثهم.
رغم تمسكها بالتقاليد، تغيرت الجلابية لتلائم الموضة الحديثة. صممها مصممو الأزياء بأقمشة وزخارف جديدة تجذب الشباب، فأصبحت جزءًا من عالم الموضة. الجلابية النسائية الحديثة، المستوحاة من أزياء الشارع، باتت أكثر بساطة وعملية، بتطريز خفيف وألوان هادئة، فأصبحت بديلاً أنيقًا عن الأزياء الغربية.
أثرت الجلابية عالميًا، فظهرت في عروض أزياء دولية وفي الأسواق السياحية. يشترها السياح كتذكارات، واستلهم منها مصممو الأزياء العالميون عناصر من التراث العربي في مجموعاتهم. بذلك، أصبحت الجلابية أكثر من زي تقليدي، بل رمزًا للأناقة والتراث.
مع تغير المجتمع، بقيت الجلابية حية كجزء من الجذور الثقافية، وسيلة للحفاظ على الهوية المصرية في ظل العولمة. تساهم الفعاليات الثقافية والمبادرات في الحفاظ عليها، بدعم من الحرفيين الذين يدمجون الحرف التقليدية في التصاميم الحديثة، لضمان استمرار هذا الإرث للأجيال القادمة.