من آسيا إلى أمريكا: استكشاف الرحلة العالمية لأشجار القيقب
ADVERTISEMENT

نشأت أشجار القيقب في جنوب شرق آسيا وشبه القارة الهندية منذ زمن بعيد، وكانت موجودة في الغابات الاستوائية، واستخدمتها الشعوب في وصفات الطب القديمة، وفي صبغ الأقمشة، وفي طقوسها الدينية. تتميز الأشجار بأوراق لامعة وساق طويل، وتحظى بمكانة خاصة في ثقافة شعوب آسيا.

مع مرور الوقت، انتقلت البذور من آسيا

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

إلى أمريكا عبر البحر والرياح، وحملتها الحيوانات والطيور في أمعائها أو على ريشها. بعد ذلك نقل البشر البذور بالسفن والطائرات، فاستقرت الأشجار في أراضٍ بعيدة عن موطنها الأصلي.

وصلت الأشجار إلى أمريكا ووجدت هواءً مختلفاً وتربة لم تعهدها، فغيّرت من نفسها لتستطيع العيش. أصبح ثمرها أصغر وأقلّ حاجة إلى ماء، وتزاوجت أشجارها مع أشجار محلية فظهرت أنماط وراثية جديدة، فأصبحت عنصراً أساسياً في غابات القارة.

تستخدم الشعوب أوراق القيقب وساقه في تخفيف الحمى وآلام المفاصل والطفح الجلدي، وتأكل بذوره لأنها غنية بالبروتين. في الحقول تظلّل المحاصيل وتُغذّي التربة، ويُصنّع من خشبها كراسي وصناديق لأنه قوي، وتُضرم أغصانه في الطقوس الدينية رمزاً للهدوء والحماية.

اليوم تواجه الأشجار اختباراً صعباً: ارتفاع درجات الحرارة، قلة المياه، حشرات تنهش الأوراق، وأمراض تُصيب الجذور. يزحف البناء على الغابات، ويُستبدل بالمزارع والطرق. إن إنقاذ القيقب يحتاج إلى عمل يداً بيد بين السكان والعلماء والدولة للحفاظ على هذا النبات الثمين.

تحمل أشجار القيقب في حلقاتها قصة حياة طويلة، ويصبح بقاؤها الآن رهن إدارة الأرض بوعي، وإدراك العالم لقيمتها الطبية والاقتصادية. حمايتها واجب يقع على عاتق الجميع ليبقى هذا الإرخاء الأخضر حياً في وجه تحديات العصر.

ناثان برايس

ناثان برايس

·

21/10/2025

ADVERTISEMENT
هدوء الطبيعة وروعة البحر الأبيض المتوسط بجزيرة جربة في تونس
ADVERTISEMENT

تقع جزيرة جربة وسط البحر الأبيض المتوسط وتُعد من أبرز وأجمل أماكن السياحة في تونس. تُعرف بلقب "جزيرة الأحلام" لأنها تجمع بين طبيعة خلابة، شواطئ رائعة، تراث قديم، ومزيج خاص من التقاليد والتاريخ. عبر القرون، زار الجزيرة شعوب متعددة مثل الفينيقيين والرومان والعرب والعثمانيين، فتركوا فيها آثارًا ومعالم تُظهر تنوعًا

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

ثقافيًا واضحًا. من أبرز المعالم "كنيس الغريبة" القديم، و"حصن برج الكبير"، و"متحف جلالة" الذي يعرض أعمال الحرف اليدوية التقليدية.

تضم جربة شواطئ مختلفة، منها شاطئ سيدي محرز الذي يُناسب العائلات، شاطئ سيدي منصور الذي يجذب هواة الغوص بسبب شعابه المرجانية، وشاطئ سيقية الذي يفضله الباحثون عن الهدوء. تُعد الجزيرة مكانًا مناسبًا لممارسة رياضات بحرية مثل التزلج على الماء وركوب الأمواج، أو للجلوس على الرمال الذهبية والاسترخاء.

في القرى التقليدية مثل إرياد، ميدون، وجلالة، يشعر الزائر بنبض الحياة المحلية. إرياد تشتهر بمشروع "Djerbahood" الذي حوّل جدران القرية إلى لوحات فنية مفتوحة، بينما تُعد جلالة مركزًا لصناعة السيراميك التقليدي، أما ميدون فتجمع بين الحياة اليومية وأسواقها ومنتجاتها الزراعية.

المطبخ في جربة يجمع بين النكهات البربرية والمتوسطية، وتشمل الأطباق المعروفة "اللبلابي" و"الكسكسي" و"الأخطبوط المشوي". الحلويات التقليدية مثل البقلاوة والمكرود تُباع في كل مكان، وغالبًا ما تُقدم مع الشاي بالنعناع أو القهوة التركية.

تظهر الطبيعة في جربة من خلال سهول الملح في منطقة صدويخ وبساتين الزيتون القديمة، كما يُمكن زيارة "مطماطة" التي تُعرف ببيوتها المبنية تحت الأرض. منتزه "جربة إكسبلور" يُعد مكانًا مناسبًا لمن يهتم بالحياة البرية والتراث المحلي.

تُقام في الجزيرة مهرجانات متنوعة، منها "حج لا بعومر" اليهودي، ومهرجان جربة السينمائي الدولي. تُظهر تلك الاحتفالات تنوعًا ثقافيًا وتفاعلًا بين السكان والزوار.

الفترة الأنسب لزيارة الجزيرة هي الربيع أو الخريف، حيث يكون الجو معتدلًا. تتوفر أماكن إقامة مختلفة ووسائل تنقل متعددة، فتُصبح جربة وجهة مناسبة لمحبي الطبيعة، التراث، والتجارب الجديدة في تونس.

ريبيكا سوليفان

ريبيكا سوليفان

·

23/10/2025

ADVERTISEMENT
نقوش بهلاء: ذاكرة الفن الصخري في عمق الصحراء العُمانية
ADVERTISEMENT

حكاية على صخرة

في أقاصي صحراء بهلاء بسلطنة عُمان، فوق سلاسل الجبال العارية، ترتسم خطوط حجرية قديمة تُعرف باسم «نقوش بهلاء». هي أقدم أشكال التعبير الفني في البلاد، وقد سُطّرت قبل ظهور الكتابة. حفرها الإنسان بأدوات حجرية خشنة، فجسّد حياته: غزالٌ يقفز، صياد يرمي، احتفال يرفع الأيدي، رمح وقوس.

موقع

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

استثنائي، بعيد عن العيون

النقوش تسكن صخورًا شاهقة، يتسلل إليها من يريد عبر مسالك وعرة. من يصل يجد الخطوط كما رسمها الإنسان قبل آلاف السنين؛ لم تبهت تفاصيلها، فهي شهادة على قدرة الإنسان الأول.

النقوش في بهلاء

مشهد الصيد يُظهر أن الطعام كان يُنال بالمطاردة، ورفع اليدين يُقرأ كطلب أو فرح. دوائر ومثلثات تتكرر، ربما ترمز لمعتقد أو موسم. كل خط هو وثيقة مرئية عن يوميات عُمان ما قبل التاريخ.

الفن الصخري كتراث عالمي

نقوش مشابهة تنتشر في سيت ومدحاء، لكن بهلاء تزدحم بالرسوم وتتنوع موضوعاتها وتبقى خطوطها واضحة. وزارة التراث تُعد ملفًا لإدراجها ضمن قائمة اليونسكو، لتبقى شاهدة على ذاكرة البشر.

بين التقاليد والعلم الحديث

الأهالي عرفوا الرسوم منذ الدهر وحفظوا حكاياتها عن الآباء. اليوم يأتي علماء الآثار، يقيسون تآكل السطح ويُقدّرون عمر الخطوط، فيقرأون الصخور بدقة أعمق.

سياحة ثقافية ناعمة

أصبحت النقوش محطة في الجولات الهادئة، يزورها من يحب التراث. الزيارات تُذكّر السكان بأن يمنعوا العبث، فالحفاظ يتطلب تهدئة الزحف ومراقبة الأقدام.

صخور تتكلم، لمن يصغي

نقوش بهلاء ليست حجارة صامتة؛ هي صفحات مفتوحة تروي كيف عاش الإنسان هنا قبل الحرف. يجب أن تبقى ماثلة للأبناء والأحفاد.

فيكتوريا كلارك

فيكتوريا كلارك

·

15/10/2025

ADVERTISEMENT