تطور فن الشارع: من الكتابة على الجدران إلى حركة عالمية
ADVERTISEMENT

يُعد فن الشارع من أبرز أشكال التعبير الإبداعي الذي يعكس ثقافة الشباب وروح المدن، وقد تطوّر من كتابات بسيطة على الجدران إلى أعمال فنية متقنة تملأ شوارع العالم. بدأت الحركة بتعبير فردي بسيط من شباب يبحثون عن جدار يقولون فيه ما يضجّ صدورهم، ومع السنين نضج الفن وتحوّل إلى وسيلة

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

قوية تنقل رسائل اجتماعية وثقافية.

شهد فن الشارع تغيّرات واسعة، إذ دخلت تقنيات حديثة مثل الرسوم ثلاثية الأبعاد والإسقاط الضوئي، فأضافت بعدًا بصريًا جديدًا للوحات. أصبحت الجدران والساحات العامة معارض مفتوحة يعرض فيها الفنان رؤيته ويحاور الناس مباشرة. يُستخدم الفن للتعليق على العنف والتمييز والعدالة الاجتماعية، ويحوّل الزوايا المهملة في المدينة إلى بقع حية تُلهِم المارّة.

ساهمت التكنولوجيا في دفع الفن خطوات كبيرة إلى الأمام. الإضاءة المتحركة والصوت والفيديو أتاحت للفنانين بناء تجارب تفاعلية لم تكن ممكنة من قبل. وسائل التواصل الاجتماعي وسّعت دائرة المشاهدين، إذ تُنشر الأعمال على المنصات الرقمية، فتقوي الحوار بين الفنان والمجتمع وتنقل الرسالة خارج حدود المدينة.

انطلق فن الشارع من أحياء صغيرة، ثم تسلل إلى قلب المدن الكبرى، تجاوز القيود والرقابة ليصبح ظاهرة عالمية. اليوم، هو أحد أشكال التبادل الثقافي، يجتمع فيه فنانون من خلفيات مختلفة ليقولوا قضايا إنسانية مشتركة. في زمن يتغيّر فيه وجه المدينة كل يوم، يبقى فن الشارع أداة فعّالة لإعادة تشكيل الفضاء الحضري ودفع التغيير الإيجابي.

تطور فن الشارع يعكس حيوية المدن وتنوع سكانها. هو أكثر من رسومات على الجدران؛ فن تفاعلي يمزج الإبداع بالتكنولوجيا ويشارك الناس في صنعه، ليحوّل أماكننا اليومية إلى معارض مفتوحة تنبض بالحياة والانفتاح. ستستمر الحركة في النمو وتؤدي دورها كجسر ثقافي وفني يعبر حدود المدن والبلدان.

 داليا

داليا

·

23/10/2025

ADVERTISEMENT
حديقة النحلة السرية: استكشاف علاقتها الفريدة بالزهور
ADVERTISEMENT

تجسّد حديقة النحلة السرية عالماً يعيش فيه الزهر والنحل معاً بانسجام، وتُظهر هذه المعيشة المشتركة أن النحلة عامل تلقيح رئيسي تحافظ على تنوّع النباتات وعلى توازن النظام البيئي. تطير النحلة إلى الزهور فتأخذ رحيقاً وحبوب لقاح، ثم تحملها إلى زهرة أخرى، فتُكمل بذلك عملية تلقيح الزهور وتكاثرها دون تدخل بشري.

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

يُسمّى ما تقوم به النحلة «التلقيح الحيوي»، وهو أمر دقيق تعتمد فيه على شمها وبصرها لانتقاء الزهرة الصالحة. تتبع النحلة الروائح الكيميائية التي تطلقها الزهرة وتلاحظ ألوانها، فتصل بدقة إلى الغذاء وتنقل حبوب اللقاح. يكشف هذا التفاعل قدرة النحلة على التعلّم والتأقلم مع بيئتها.

الزهور بدورها تتحكّم بسلوك النحلة؛ فالألوان الزاهية والروائح القوية تغيّر من نسق عمل النحل الجماعي، فيزداد التلقيح انتظاماً وسرعة، خصوصاً في المواسم التي تكثر فيها الزهور.

تنقل النحلة حبوب اللقاح من نبات إلى آخر، فتُنتج تبايناً وراثياً يساعد النباتات على النمو والتكيّف مع الظروف الجديدة. كما تُحسّن خصوبة التربة وتُكثف الإنتاج الزراعي، ما يعود بالربح على المزارع وعلى البيئة معاً.

لكن ارتفاع الحرارة وتغيّر مواسم المطر يقلّصان فترة الإزهار ويُسبّبان حرارة زائدة تُعيق طيران النحل. تعاني الزهور بدورها من جفاف الهواء وندرة المياه، فتضعف وتقل فرص تلقيحها.

أمام هذا الواقع، يتحوّل الحفاظ على علاقة النحلة بالزهور إلى واجب جماعي يضمن استمرار النظام البيئي وتنوّعه. حماية النحل لم تعد حاجة بيئية فحسب، بل إنقاذ لحلقة كاملة من دورة الحياة ندرك قيمتها اليوم أكثر من أي وقت مضى.

 ياسمين

ياسمين

·

13/10/2025

ADVERTISEMENT
المنامة: قلب البحرين النابض وعاصمة أصغر دولة عربية
ADVERTISEMENT

المنامة، عاصمة مملكة البحرين، تجمع بين عمق التاريخ وحداثة الحاضر، وتُعد القلب الاقتصادي والثقافي للبلاد. رغم صغر مساحتها، إلا أنها تلعب دورًا محوريًا في المنطقة الخليجية، بفضل موقعها الجغرافي الاستراتيجي المطل على طرق التجارة البحرية، ما جعلها مركزًا تجاريًا وثقافيًا منذ آلاف السنين. شهدت المدينة حضارات متعددة، منها حضارة دلمون،

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

ومرت بفترات من الحكم البرتغالي والفارسي والعثماني حتى استقرت تحت حكم آل خليفة عام 1783، لتبدأ في ترسيخ دورها السياسي والاقتصادي.

المنامة نموذج للتنمية الحضرية الذكية، حيث تندمج المباني التراثية مثل بيت القرآن وسوق المنامة مع ناطحات السحاب والمراكز المالية الحديثة مثل مرفأ البحرين المالي، الذي يجذب الاستثمارات العالمية ويعكس طموحات البحرين الاقتصادية. كما تنوعت مصادر دخلها باعتمادها على قطاعات مثل السياحة والخدمات المالية، بجانب النفط، مما ساعد على بناء اقتصاد مستقر ومنفتح.

المنامة وجهة سياحية غنية تجمع بين المعالم التاريخية والثقافية، مثل مسجد الفاتح الكبير ومتحف البحرين الوطني، بالإضافة إلى الأسواق التقليدية التي تعرض اللؤلؤ والتوابل، والمراكز التجارية الحديثة مثل سيتي سنتر البحرين. كل العناصر تجعل منها مدينة تجمع بأناقة بين الحداثة والأصالة.

ثقافة المنامة تعكس التعدد والانفتاح، حيث تحتضن فعاليات فنية ومهرجانات دولية، أبرزها مهرجان البحرين للموسيقى. كما أن تنوع المأكولات، من أطباق بحرينية تقليدية مثل المجبوس إلى الأطعمة العالمية، يعكس تعدد الثقافات في المدينة. المجتمع في المنامة معروف بترحيبه، ما يجعلها بيئة جاذبة للزوار والمقيمين.

باختصار، المنامة ليست مجرد عاصمة، بل رمز للتعايش بين التراث والتطور، ومركز اقتصادي وسياحي وثقافي يعبر عن طموح البحرين وهويتها العربية المتجددة.

حكيم مرعشلي

حكيم مرعشلي

·

22/10/2025

ADVERTISEMENT