نظير لها.
عُرفت منطقة إيا ببعدها عن الطرق عبر العصور، ما أبعدها عن أيدي العمران وقلّل التغييرات، فحفظ الغابات والحقول والعادات. لا تزال السفوح مزروعة بأشكال قديمة، وتُستخدم جسور من كروم الوستارية، مثل جسر كازوراباشي، لعبور الأودية، وهي بقايا فن قديم يربط اليوم بالأمس.
يُروى أن محاربي عشيرة هيكي لجأوا إلى الوادي بعد خسارتهم في حرب جينبي، فنصبوا جسورًا من الكروم يُبنونها حين يُضطرّون للهرب. يعيش ذريتهم اليوم في قرى متناثرة. يشكّل ذلك الماضي عمود هوية الوادي، يظهر في البيوت الخشبية، اللهجات، والمواسم الاحتفالية.
يمنح إيا زواره تجربة خاصة؛ طرق مشي تحت الأشجار، شلالات، وممرات صخرية كنهر يوشينو، حيث يُجدد الناس نشاطهم بركوب قوارب الرمث. ومن بين المعالم تمثال «الفتى المتبول»، يجسّد الشجاعة والفكاهة، ويجلس على صخرة ترتفع مئتي متر فوق مجرى الماء.
تقدّم الينابيع الساخنة، مثل «إيا أونسن»، راحة حقيقية وسط الغابة، تزداد متعتها في الخريف حين تتحول الأشجار إلى لوحة ألوان، أو في الشتاء حين يغطي الثلج الجدران.
رغم جماله، يواجه الوادي ضغطًا سكانيًا واقتصاديًا بسبب انتقال السكان إلى المدن. تسعى مبادرات مثل «توجينكيو إيا» لإعادة الحياة إلى الريف عبر بيوت ضيافة صديقة للبيئة تدعم التواصل بين الزائر والمحلي. تؤيد الدولة «السفر البطيء» لتعميق التفاعل مع المكان.
أصبح الوادي كذلك ملتقى للمبدعين والعاملين عن بُعد الباحثين عن هدوء. بين الماضي واليوم، يمنح إيا نموذجًا يجمع حماية التراث بالتجديد في إطار من التوازن والاحترام.
غريغوري فاولر
· 16/10/2025