عبر المنصات. عاش انهيار 2008 وجائحة 2020، فاستخلص درسًا بسيطًا: لا وظيفة دائمة ولا دين طويل. يبحث عن عمل مرن ويفضل الإنفاق على ما لا يضر الأرض.
يفضل إنفاق رصيده على رحلة أو دورة تعليمية، ويؤجل شراء شقة أو سيارة. قبل أن يشتري، يقرأ تقريرًا عن أثر المنتج على البيئة وعلى العاملين. يكفيه أن يستعمل سيارة أو غرفة عبر أوبر أو Airbnb دون أن يملكهما.
يسجل في دورات رقمية ليزيد دخله، ويفتح حسابًا على منصة عمل حر، وربما محفظة بيتكوين. يدفع قيمة قهوته من المحفظة الإلكترونية، ويستلم أجره على نفسها.
يضع السلعة في السلة الإلكترونية، ثم يبحث عن مراجعة أحد المؤثرين، ويقارن السعر في ثلاث متاجر قبل الضغط على "أكمل الطلب". يختار العلامة التي تعلن عن مصدر القطن وتكشف تكلفة الإنتاج.
لفهم هذا الجيل، يكفي أن نبدأ بتعليمه المال في المدرسة، ونقدم له منتجات مصرفية تفتح من الهاتف، وننشر فيديوهات قصيرة توضح له الفرق بين الأسهم والصكوك. العلامة التي تكشف تكلفة المنتج وتدعم قضية بيئية تربح ولاءه في ساعات.
يواجه الجيل ضغطًا في سوق عمل متقلب، ورسوم جامعات ترتفع كل عام، وإعلانات تلاحقه في كل ثانية، وعملات رقمية قد تنهار بين ليلة وضحاها. رغم ذلك، هو يعيد كتابة قواعد اللعبة، ويصوغ علاقة جديدة بين الشباب العربي والنقود.
كريستوفر هايس
· 14/10/2025