"الثقوب الزرقاء" الغامضة في جزر الباهاما

ADVERTISEMENT

قبالة سواحل جزيرة أندروس، أكبر جزر الباهاما، تنتشر تحت الماء شبكة من الكهوف تُسمى «الثقوب الزرقاء». انهارت كهوف الحجر الجيري في العصر الجليدي، ثم غمرتها مياه البحر بعد ارتفاع منسوبه. لون وسط الحفرة أزرق داكن ويخفّت تدريجياً نحو الحواف. تضم جزر الباهاما أكثر من 200 حفرة، فأصبحت وجهة رئيسية لمن يغوص أو يستكشف.

الثقوب الزرقاء نوعان: بحري وداخلي. الثقوب البحرية تقع قبالة السواحل والجزر الصغيرة، وتفتح على المحيط مباشرة، فيدخل إليها ضوء الشمس وتنمو داخلها شعاب مرجانية وأسماك مثل الملاك والفراشة وسلاحف ترعى الأعشاب البحرية. تزين جدرانها الهوابط والصواعد، لكن استكشافها يحتاج غواصاً ماهراً لأن تضاريسها معقّدة وتحمل مخاطر.

ADVERTISEMENT

قراءة مقترحة

أما الثقوب الداخلية فتقع داخل غابة أندروس، ويبلغ عددها 175 حفرة. ماؤها أسود، والرؤية فيه ضعيفة. يعلو الماء العذب طبقة مالحة خالية من الأكسجين وتحتوي على كبريتيد الهيدروجين السام. رغم القسوة، يعيش داخلها جمبري شفاف وإسفنج هيكلي، فتحافظ على بيئة نادرة تشبه محيطات الأرض الأولى.

تُعد الثقوب الزرقاء في أندروس كنوزاً علمية وطبيعية. النظم البيئية الميكروبية النادرة والتركيب الجيولوجي الفريد يكشفان أسراراً جديدة، بينما يتزايد التلوث والتدخل البشري. الحفاظ على المعالم يتطلب توازناً بين الاستكشاف والحماية ليبقى الموقع لمن يأتي بعدنا.

    toTop