على ضفاف نهر النيل في بلاد النوبة، قبل نحو 3000 سنة قبل الميلاد، بدأت العلاقة بين الإنسان والقطط، علاقة تطوّرت على مر العصور لتصل إلى التعايش الكامل. لا يُعرف من بدأها، لكن القطط بذكائها وطبيعتها المستقلة اختارت البشر كما اختاروها.
تنوّعت نظرة البشر للقطط بين التقديس والرفض، ففي مصر القديمة
كانت القطط مقدّسة ونُحتت لها التماثيل، وتم تحنيطها، وكانت القوانين تجرّم إيذاءها. عبد المصريون الإلهة "مافدت" ذات الرأس الشيتا، و"سخمت" التي تمثّل برأس لبؤة رمزًا للقوة، و"باستت" التي جسّدت قطط المنزل وارتبطت بالحماية وقدرتها على صيد الأفاعي، ما أكسبها مكانة مميزة في المجتمع المصري القديم.
في حضارة بابل، ظهر "نرغال" في شكل أسد تعبيرًا عن الحرب والموت، وربطها البعض بسخمت المصرية بسبب تفشي وباء الطاعون، في حين عبد الهنود القدماء مخلوقًا نصف نمر ونصف أسد يسمى "دون" رافق الإله "دورغا"، واستُخدم لقتال الأعداء.
وفي الصين، كانت القطط رمزًا للحظ، تُركب في السفن وترافق الجنود وتُعتبر جالبة للحظ، بينما احتفى اليابانيون بتمثال "مانيكي-نيكو" منذ فترة إيدو، والذي ما زال يُستخدم لجلب الرزق حتى اليوم، ويُعتقد أن أصله مستلهم من الثقافة الصينية.
في أوروبا العصور الوسطى، بدأت مرحلة سوداء في تاريخ القطط، رُبطت بالسحر والشعوذة، خاصة السوداء منها، وتَعرّضت لمجازر كبرى امتدت قرونًا بفعل خرافات ومراسيم كنسية مثل مرسوم "فوكس إن راما" عام 1232م.
هذه المجازر أدت إلى تناقص القطط بشدة، فانتشرت الفئران، وما تبع ذلك من تفشٍ لوباء الطاعون الأسود، الذي فتك بثلث سكان أوروبا، في صورة "انتقام" غير مباشر من هذه الحيوانات.
القطط اليوم أصبحت من أكثر الحيوانات الأليفة شعبية في العالم، تعيش مع الإنسان في منازل مريحة، وتتمتع برعاية تفوق ما يتوفر في كثير من الأحيان لبعض بني البشر.
تتغير قيمة المليون دولار في أسواق العقارات العالمية بحسب الموقع الجغرافي، ومستوى تكاليف الحياة، وحجم المعروض مقابل الطلب. تتراوح الخيارات بين شقة صغيرة ومنزل فخم، ويبحث المشترون عن أفضل عائد لهذا المبلغ في مدن متباينة حول العالم.
في أوكلاند بنيوزيلندا، يشتري الشخص بمليون دولار شقة مساحتها 549 قدم مربع تحتوي
على غرفة نوم واحدة. وتبلغ نفقات عائلة مكونة من أربعة أفراد نحو 6009 دولارات شهرياً، ما يضع المدينة ضمن الأعلى كلفة.
في موسكو، روسيا، يُشترى بذات المبلغ منزل أو شقة وسط المدينة تبلغ مساحتها 1800 قدم مربع وتضم أربع غرف نوم. تزخر المدينة بالنشاط الثقافي، وتصل تكلفة معيشة العائلة إلى نحو 2080 دولاراً في الشهر.
في ساو باولو بالبرازيل، يحصل المشتري على منزل مساحته 4144 قدم مربع يحتوي على أربع غرف نوم وسبعة حمامات، مع مسبح وشرفة. تقدّر تكلفة المعيشة لعائلة بنحو 1707 دولارات شهرياً، أي أقل من نيويورك بنسبة 64٪.
في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة، يُقتنى بمليون دولار شقة من غرفتي نوم مساحتها 1410 قدم مربع. رغم الطقس المعتدل والموقع بين البحر والجبال، ترتفع النفقات اليومية وتبلغ 3835 دولاراً شهرياً لعائلة من أربعة أفراد.
أما في بوكيت بتايلاند، فيُشترى بذات المبلغ فيلا على شاطئ البحر مساحتها 4400 قدم مربع وتحتوي على ثلاث غرف نوم. تصل تكلفة المعيشة لعائلة إلى 2143 دولاراً شهرياً، ما يجعلها من أقل الخيارات مقارنة بنيويورك، مع مستوى رفاهية مرتفع ومناظر طبيعية خلابة.
ألتاي في روسيا وجهة سياحية فريدة تجمع مناظر طبيعية خلابة ومغامرات مثيرة. تقع في جنوب سيبيريا وتُعرف بـ"لؤلؤة سيبيريا". تحتوي على جبال عالية، ووديان خضراء، وبحيرات صافية، وأنهار فيروزية تُشكل لوحة طبيعية جذابة.
جبال ألتاي تُدرج ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو، وتمتد عبر روسيا وكازاخستان ومنغوليا والصين. تؤوي حيوانات نادرة
مثل النمر الثلجي والدب البني، وتضم تنوعًا طبيعيًا يتراوح بين الغابات الكثيفة والمراعي والهضاب المرتفعة، فتصبح جنة لمحبي الطبيعة والتصوير.
أبرز معالم السياحة في ألتاي هي أنهارها. نهر كاتون يتميز بمياه زرقاء صافية ويصلح للتجديف والكاياك. نهر بيايا يمتاز بمياه دافئة. تنتشر الينابيع الساخنة، وهي أماكن مثالية للاسترخاء والاستجمام.
البحيرات تضيف بُعدًا جديدًا لجمال ألتاي. بحيرة تيليتسكي تُعد من أجمل وأعمق البحيرات في العالم، ويعكس سطحها الجبال المحيطة. بحيرة أكويم الصغيرة توفر ملاذًا هادئًا للتأمل.
المغامرات متعددة في ألتاي: تسلق الجبال، ركوب الدراجات الجبلية، ركوب الخيل، واستكشاف النقوش الصخرية والمقابر القديمة. الجولات الثقافية تتيح التعرف على تراث السكان المحليين وتقاليدهم وأطعمتهم الأصلية مثل حساء "كورتيك" واللحوم المحلية.
أفضل وقت لزيارة ألتاي هو الصيف من يونيو إلى أغسطس، حين تكون الطبيعة في أبهى حالاتها وتناسب السباحة والأنشطة الخارجية. في الشتاء، تتوفر الرياضات الثلجية والمناظر الثلجية الخلابة.
الوصول إلى ألتاي يتم عبر مدينة بارناول، ثم يُمكن السفر بالسيارة أو الانضمام إلى جولات استكشافية. لرحلة ممتعة، يُنصح بالتخطيط المسبق، ارتداء ملابس مناسبة، احترام البيئة، والتفاعل مع السكان المحليين.
سواء كنت من محبي الطبيعة أو المغامرة، السياحة في ألتاي روسيا تمنحك تجربة لا تُنسى تعيد إليك طاقتك وتترك ذكريات تبقى مدى الحياة.
