كشفت المملكة العربية السعودية عن خطط لبناء محطة جديدة ضخمة في مطار الملك سلمان الدولي بالرياض، مصممة للتعامل مع 40 مليون مسافر سنويًا. يمثل هذا المشروع الطموح، المقرر أن يبدأ بناؤه في عام 2026، حجر الزاوية في استراتيجية رؤية المملكة 2030 لتحويل الرياض إلى واحدة من مراكز الطيران الرائدة في العالم. ستحل المحطة الجديدة محل مطار الملك خالد الدولي كبوابة رئيسية للعاصمة، مما يرمز إلى التحول نحو بنية تحتية أكثر حداثة واتساعًا وترابطًا عالميًا. أكد الرئيس التنفيذي بالإنابة ماركو ميخيا لمطار الملك سلمان الدولي خلال منتدى الشركاء الافتتاحي للمطار أن هذا التطوير لا يتعلق فقط بالسعة ولكن بوضع الرياض كحلقة وصل فائقة بين القارات. فبحلول عام 2029، عندما سيكون من المتوقع أن تبدأ العمليات، ستكون المحطة الجديدة بمثابة شهادة على تصميم المملكة العربية السعودية على تنويع اقتصادها وتعزيز السياحة وتعزيز دورها في الطيران العالمي. لقد جذب هذا الإعلان اهتمامًا دوليًا بالفعل، حيث تم تعيين شركات تصميم وهندسة مثل فوستر وشركاه، وجاكوبس، ومايس، وشركة نيرا السعودية لقيادة برنامج المطار الأوسع، والذي يتضمن ستة مدارج متوازية ومحطات متعددة. تؤكد هذه الرؤية الجريئة عزم المملكة على منافسة أكثر مطارات العالم ازدحامًا، وجعل الرياض مركزًا رئيسيًا للأعمال والسياحة والحج. لا يقتصر المشروع على البنية التحتية فحسب، بل يهدف أيضًا إلى إعادة تشكيل الصورة العالمية للمملكة العربية السعودية كدولة حديثة وتطلعية.
قراءة مقترحة
من المقرر أن يمتد مبنى المسافرين الجديد، الذي يتسع لـ 40 مليون مسافر، على مساحة ملايين الأقدام المربعة، وسيضم أحدث التقنيات ومبادئ التصميم المستدام. وستشمل الميزات أنظمة تسجيل وصول بيومترية، ومناطق واسعة للتسوق والمطاعم، وصالات مميزة، وربطًا مباشرًا بشبكة مترو الرياض، مما يضمن تكاملًا سلسًا مع البنية التحتية للنقل الأوسع في المدينة. تُعد الاستدامة محورًا أساسيًا للمشروع، حيث يسعى المطورون إلى الحصول على شهادة LEED البلاتينية من خلال دمج الطاقة المتجددة، وأنظمة إعادة تدوير المياه، والاستخدام المكثف للضوء الطبيعي. خلال منتدى الشركاء، أُتيحت للحضور فرصة الاطلاع على تصاميم ونماذج متطورة تُجسّد الكفاءة العصرية والهوية الثقافية السعودية. سيُجسّد التصميم المعماري عناصر من التراث المحلي، مانحًا المسافرين إحساسًا مميزًا بالمكان عند وصولهم. بالإضافة إلى مرافق الركاب، ستشمل المرحلة التالية من التطوير حظائر طائرات جديدة وبنية تحتية متطورة، مما يضمن قدرة المطار على استيعاب أحدث جيل من الطائرات وتوفير قدرات تشغيلية عالمية المستوى. ومن خلال دمج الاستدامة والتكنولوجيا في تصميمه، يعكس مبنى المسافرين التزام المملكة العربية السعودية الأوسع بالابتكار والمسؤولية البيئية، بما يتماشى مع التوجهات العالمية في مجال الطيران، مع وضع معايير جديدة للمنطقة. يضمن التركيز على مزج التراث بالحداثة أن يكون المطار ليس مجرد مبنى عملي فحسب، بل معلمًا ثقافيًا بارزًا.
يحمل إنشاء المحطة الجديدة في مطار الملك سلمان الدولي تداعيات اقتصادية واستراتيجية عميقة على المملكة العربية السعودية. وفي إطار رؤية 2030، تهدف المملكة إلى استقطاب 150 مليون زائر سنويًا بحلول نهاية العقد، وتُعدّ زيادة سعة مطار الرياض أمرًا محوريًا لتحقيق هذا الهدف. وستخدم المحطة الخطوط الداخلية والدولية، مع التركيز بشكل خاص على استيعاب العدد المتزايد من الحجاج المسافرين إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة. ومن خلال توسيع السعة بشكل كبير، سيعزز المطار اتصال المملكة العربية السعودية بأوروبا وآسيا وأفريقيا والأمريكتين، مما يعزز دور الرياض كنقطة عبور عالمية. ومن الناحية الاقتصادية، من المتوقع أن يوفر المشروع آلاف الوظائف خلال مرحلتي الإنشاء والتشغيل، وأن يحفز الاستثمار في القطاعات ذات الصلة مثل الضيافة والخدمات اللوجستية، وأن يُسهم في تنويع الاقتصاد الوطني. ومن الناحية الاستراتيجية، يضع المطار المملكة العربية السعودية في موقع يُمكّنها من منافسة مطارات إقليمية عملاقة مثل مطار دبي الدولي ومطار إسطنبول، اللذين رسّخا مكانتهما كمركزين عالميين رئيسيين. تُبرز الشراكات الموقعة مع جهات وطنية مثل سدايا، وتساما، وعلم، وكلستر 2 التزام المملكة بدمج التقنيات المتقدمة والحلول القائمة على البيانات في عمليات المطار. هذا المزيج من الفرص الاقتصادية والموقع الاستراتيجي يجعل المحطة الجديدة ركيزة أساسية في خطط التنمية طويلة الأجل للمملكة العربية السعودية. كما أنه بيان نوايا: المملكة العربية السعودية عازمة على أن تكون ليس مجرد مشارك، بل رائدة في مجال الطيران العالمي.
يحمل الإعلان عن محطة المسافرين الجديدة في مطار الملك سلمان الدولي، والتي تتسع لـ 40 مليون مسافر، أهمية عالمية، إذ يُشير إلى بروز المملكة العربية السعودية كوجهة رئيسية ومركز عبور. فبمجرد اكتماله، سترتفع الطاقة الاستيعابية السنوية الإجمالية للمطار إلى 120 مليون مسافر في مرحلته الأولى، مع خطط طويلة الأجل تصل إلى 185 مليون مسافر، مُنافسةً بذلك أكثر المطارات ازدحامًا في العالم. لن يدعم هذا التوسع أهداف المملكة العربية السعودية السياحية والتجارية فحسب، بل سيُعيد أيضًا تشكيل مسارات السفر الدولية، مُقدمًا خيارات جديدة لشركات الطيران والمسافرين على حد سواء. إن دمج التكنولوجيا المتقدمة والاستدامة والهوية الثقافية في تصميم المحطة يشكل سابقة لتطورات المطارات المستقبلية في جميع أنحاء العالم. بالنسبة للمسافرين، تعد المحطة الجديدة بتجربة سلسة وحديثة وغنية ثقافيًا، بينما توفر لشركات الطيران مركزًا استراتيجيًا يتمتع باتصالات لا مثيل لها. وبالنظر إلى المستقبل، سيعتمد نجاح هذا المشروع على التنفيذ الفعال والتعاون الدولي والقدرة على التكيف مع اتجاهات الطيران العالمية المتطورة. ومع ذلك، فإن الرؤية واضحة: بحلول عام 2029، ستفتخر الرياض بواحد من أكثر المطارات تقدمًا وتوسعًا في العالم، مما يعزز دور المملكة العربية السعودية كجسر بين الشرق والغرب. إن المحطة الجديدة في مطار الملك سلمان الدولي هي أكثر من مجرد مشروع للبنية التحتية؛ إنها رمز للطموح والمرونة وتصميم المملكة على تشكيل مستقبل الطيران العالمي. فبفضل حجمه وتصميمه وأهميته الاستراتيجية، يجسد المشروع الروح التحويلية لرؤية 2030 ويسلط الضوء على تأثير المملكة العربية السعودية المتزايد في تشكيل مستقبل السفر الدولي.
