قطع الأشجار والحفاظ على الغابات في غواتيمالا
ADVERTISEMENT

تُعَدّ غواتيمالا، الدولة الصغيرة في أمريكا الوسطى، مثالاً فريداً للتنوع البيئي والثراء الثقافي. تعتمد البلاد اقتصادياً على الزراعة والطاقة والموارد المعدنية، لكنها تحتفظ بغابات تغطي نحو 34 % من مساحتها، وتؤدي دوراً حيوياً في الحفاظ على التنوع البيولوجي ومكافحة تغير المناخ.

من أبرز النظم البيئية محمية المحيط الحيوي للمايا، التي

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

تمتد على أكثر من 21,000 كيلومتر مربع، وتشكل أكبر منطقة محمية في أمريكا الوسطى. تضم المحمية غابات استوائية كثيفة ومواقع أثرية لحضارة المايا، وتُعتبَر موطناً للعديد من الأنواع المهددة بالانقراض، وتُشَكّل ركيزة أساسية في جهود الحفاظ على الغابات في غواتيمالا.

والمفارقة أن قطع الأشجار، الذي يُنظر إليه غالباً كخطر بيئي، أصبح في غواتيمالا أداة للحفاظ على الغابات، من خلال ممارسات مستدامة تنظّمها مؤسسات وطنية كالمعهد الوطني للغابات (INAB) ومجلس المناطق المحمية (CONAP). تُمنح التصاريح بموجب إرشادات صارمة، تشمل القطع الانتقائي للأشجار وإعادة التحريج ومتابعة التنوع البيولوجي.

في محمية المايا، تُشكل قطع الأشجار المعتمدة من مجلس رعاية الغابات (FSC) نموذجاً في الإدارة المجتمعية للغابات. تمنح المجتمعات المحلية حقوق الإدارة والمشاركة المباشرة، مما يعزّز الحفاظ على البيئة من خلال توزيع الأرباح على السكان المحليين، وتمويل أنشطة إعادة التحريج، ورصد المخالفات البيئية.

يعتمد نجاح النموذج على عدة عوامل: الحوافز الاقتصادية للأهالي، مشاركتهم الفاعلة في المراقبة والحماية، الحفاظ على المواطن البيئية، والحد من القطع غير القانوني عبر الأطر التنظيمية. كل ذلك يسهم في تقوية دور قطع الأشجار كوسيلة لحماية الغابات، وليس تهديداً لها.

ومع استمرار التحديات، مثل التوسع الزراعي والضغوط الاقتصادية، تُشير التجربة الغواتيمالية إلى أن الاستثمار في القطع المستدام، إلى جانب دعم السياحة البيئية والزراعة الحراجية ومبادرات الكربون، يُعزز الحفاظ على الغابات. ومن خلال دمج التكنولوجيا الحديثة وسياسات تشاركية مجتمعية، تُقدّم غواتيمالا نموذجاً عالمياً لتوازن التنمية البيئية والاقتصادية.

جمال المصري

جمال المصري

·

27/10/2025

ADVERTISEMENT
عاصمة مصر الإدارية الجديدة
ADVERTISEMENT

شهدت مصر نموًا عمرانيًا واضحًا خلال السنوات الأخيرة، بهدف تقليل الازدحام السكاني في القاهرة وتوفير فرص عمل، من خلال إنشاء مدن الجيل الرابع مثل العاصمة الإدارية الجديدة، التي أُعلن عنها في مؤتمر "مستقبل مصر" عام 2015، وتُعد من أبرز المشاريع بسبب ميزاتها المميزة.

تقع العاصمة الإدارية على حدود مدينة بدر،

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

بين طريقي القاهرة - السويس والقاهرة - العين السخنة، وتبعد حوالي 60 كيلومترًا عن القاهرة والسويس والعين السخنة. تمتد على مساحة 714 كيلومترًا مربعًا، مقسمة إلى ثلاث مراحل، الأولى تبلغ مساحتها نحو 162 كيلومترًا مربعًا، والثانية 190 كيلومترًا مربعًا، والثالثة 392 كيلومترًا مربعًا.

تتميز العاصمة الجديدة بتصميم معماري فخم على الطراز الأوروبي، وكونها مدينة خضراء صديقة للبيئة، تحتوي على بحيرات صناعية، ونظام كهرباء احتياطي، بالإضافة إلى وجود نظام إداري حديث يُسرّع الإجراءات الحكومية، وشوارع واسعة ووسائل نقل متطورة، ما يساعد على التنقل من وإلى المدينة بسهولة.

من أبرز معالم العاصمة الإدارية الجديدة مشروع النهر الأخضر ، وهو أطول سلسلة حدائق في العالم تمتد على أكثر من 10 كيلومترات، بمساحة تتجاوز 1000 فدان، وتسهم في إنتاج الأكسجين ومعالجة المياه لإعادة استخدامها.

كما تضم مسجد الفتاح العليم ، أحد أكبر مساجد الشرق الأوسط، تبلغ مساحته 250 ألف متر مربع ويتسع لنحو 17 ألف مصلٍ، وافتُتح عام 2019، ويُعد نموذجًا معماريًا إسلاميًا حديثًا.

مشروع القطار الكهربائي «السلام - العاصمة - العاشر» بطول 103 كيلومترات، يربط القاهرة بالعاصمة الإدارية والمجتمعات العمرانية الجديدة، ويساعد في ربط المناطق الصناعية وتوفير نقل جماعي حديث، ما يرفع من معدلات النمو والتطور العمراني والاقتصادي.

ومن أبرز معالم المدينة البرج الأيقوني ، أطول برج في إفريقيا بارتفاع 385 مترًا، يتكوّن من 79 طابقًا، ويضم وحدات سكنية وفندقية وتجارية وترفيهية، من المتوقع أن يعزز مكانة العاصمة اقتصاديًا وسياحيًا.

ويُعد الاستاد الرياضي بالعاصمة صرحًا رياضيًا عالميًا، بسعة 90 ألف متفرج، ليكون الأكبر في مصر والثاني في إفريقيا، ويعكس الطموحات المستقبلية للرياضة المصرية.

اسماعيل العلوي

اسماعيل العلوي

·

14/10/2025

ADVERTISEMENT
تسلق قمم الهيمالايا: دليل شامل لمسار إيفرست بيز كامب
ADVERTISEMENT

يُعد مسار إيفرست بيز كامب من أبرز تجارب المغامرة لعشاق جبال الهيمالايا والطبيعة الخلابة. يمتد المسار الشهير في نيبال لمسافة تقارب 130 كيلومترًا، ويستغرق اجتيازه نحو 12 إلى 14 يومًا، بدءًا من بلدة لوكلا على ارتفاع 2840 مترًا وصولاً إلى المخيم الأساسي لجبل إيفرست الذي يقع على ارتفاع 5364 مترًا.

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

تجمع الرحلة بين المشي في مناظر جبلية ساحرة، وتجربة ثقافية فريدة من نوعها.

يتطلب المسار تحضيرًا بدنيًا ونفسيًا جيدًا، يشمل تدريبات تحمل مثل الجري وركوب الدراجات، والإعداد لمواجهة داء المرتفعات عبر التوقف التدريجي للتأقلم مع نقص الأكسجين. المعدات المناسبة مثل حقائب النوم الدافئة، والأحذية الجبلية، والملابس العازلة أمر ضروري لإتمام الرحلة بنجاح.

أفضل وقت لخوض المغامرة هو بين مارس ومايو أو سبتمبر ونوفمبر، حين يكون الطقس مستقرًا، والسماء صافية تتيح رؤية بانورامية لقمم جبال الهيمالايا.

تشمل أبرز محطات المسار: لوكلا، كبوابة بداية الرحلة؛ نامتشي بازار، مركز ثقافي وتجاري هام للتأقلم مع الارتفاع؛ دينغبوتشي، محطة مرتفعة توفر مناظر مذهلة؛ لوبوتشي، منطقة قريبة من الوجهة النهائية؛ وأخيرًا المخيم الأساسي الذي يُعتبر حلم كل متسلق.

رغم سحر الرحلة، إلا أن تحدياتها تشمل داء المرتفعات، والبَرْد القارس، والصعوبات البدنية الناتجة عن السير في تضاريس جبلية وعرة. لكن التجربة الثقافية تضيف طابعًا خاصًا، حيث يتمكن الرحالة من الاستمتاع بثقافة شعب الشيربا، وزيارة الأديرة البوذية وتذوق المأكولات المحلية.

لضمان سلامة الرحلة، ينصح بالحصول على تأمين صحي يغطي الحالات المرتبطة بالارتفاع، والاستعانة بمرشدين محليين ذوي خبرة، واصطحاب بعض الوجبات الخفيفة. إن تسلق مسار إيفرست بيز كامب لا يعد مجرد تحدٍ بدني، بل مغامرة روحية وثقافية تترك انطباعًا دائمًا في الذاكرة.

ياسر السايح

ياسر السايح

·

22/10/2025

ADVERTISEMENT