من مياه بحرية عذبة أو مالحة؛ هو مادة تفرزها صدفة بحرية. بعد استخراجه يُصنع منه حُليّ مثل القلائد والخواتم بلونه الأبيض المائل للصفرة. تساعد الخلجان الهادئة ومياه الأمطار على جمع اللؤلؤ والمرجان. يتميز اللؤلؤ بعيشه داخل صدفة تحميه من المفترسات.
تبرز البحرين كإحدى أبرز الدول في صناعة اللؤلؤ. تعتبر جزيرة المحرق مركزاً تاريخياً للصيد، يمتد طريق اللؤلؤ من قلعة بوماهر إلى قلب الجزيرة بطول ثلاثة كيلومترات، وسجّلته اليونسكو على قائمة التراث العالمي سنة 2012. يضم موقعاً رئيسياً يعرض تراث الصيد وأدواته وطرقه، فيعكس ارتباط البحرين بهذا التراث البحري.
رغم أن اكتشاف النفط والغاز أثر مؤقتاً على نشاط الغوص وصيد اللؤلؤ، خصوصاً بعد نقل العاصمة إلى المنامة، فإن جزيرة المحرق احتفظت بمكانتها الثقافية. وعند عودة عمليات الغوص استعادت مكانتها كرمز للهوية البحرينية، وتزايد الاعتراف الدولي بقيمتها الثقافية بإدراجها ضمن التراث الإنساني.
تجري عمليات الغوص في هيرات البحرين على أعماق تصل إلى ستة عشر ألف متر، وتتطلب معدات وسفناً خاصة تبحر مع الغواصين عدة أيام. يواجه الغواصون صعوبات كبيرة، ما يرفع قيمة اللؤلؤ ويجعله نادراً وفاخراً، ويُعد من أغلى الزينة الطبيعية التي تضاهي الذهب والألماس.
تحتفل الإمارات بتراث صيد اللؤلؤ من خلال مهرجان الشيخ زايد التراثي الذي يعرض روايات تاريخية عن الصيد ودوره في نهضة البلاد، وتنضم قطر إلى هذا التوجه عبر متاحفها توثق تاريخ المهنة. يبقى اللؤلؤ والمرجان جزءاً من الثقافة والهوية الاقتصادية للدول الخليجية حتى اليوم.
إسلام المنشاوي
· 20/11/2025