ألزهايمر وباركنسون: ما هي أوجه التشابه والاختلاف؟

مرض ألزهايمر ومرض باركنسون هما حالتان عصبيتان ناجمتان عن التنكس العصبي (تلف تدريجي لخلايا الدماغ). وهما يرتبطان، مثل أمراض الدماغ التدرجيّة الأخرى، بتراكم بعض البروتينات فيه. نبيّن في هذه المقالة أعراض كلّ منهما، والتغيرات المعرفية (القدرة على التفكير) والسلوكية المختلفة والمتشابهة لهما، وطرق العلاج المستخدمة.

مرض باركنسون:

هو اضطراب في الحركة يتميز بالارتعاش أثناء الراحة، وبعدم الاستقرار في التوازن، وببطء الحركة وتيبّسها. في المراحل المتأخرة من المرض، يمكن أن يصاب المريض بالخرف. يبدأ مرض باركنسون عادة بعد سنّ الستين، ويتطور تدريجيًا على مر السنين. ولكن يمكن أن يبدأ في وقت مبكر، بدءًا من الثلاثينيات أو الأربعينيات من العمر.

أعراض المرض: تتقلب أعراض مرض باركنسون على مدار اليوم، مع تدهور عام ملحوظ بمرور الوقت. وتشمل الأعراض الأكثر شيوعًا ما يلي:

ارتعاش أثناء الراحة، وعادةً ما يكون في الذراعين أو الساقين أو الفك.

طريقة بطيئة ومتقطعة للمشي.

مشاكل في التوازن.

بطء الكلام.

تصلب حركات الذراعين والساقين.

وجه بلا تعبير.

جفاف الجلد.

انخفاض المشاعر أو زيادة التعبيرات الانفعالية (كالبكاء المتكرر).

الاكتئاب.

الإمساك.

ضعف الإدراك.

الخرف.

الهلوسة.

مراحل المرض: هناك مراحل محددة جيدًا لمرض باركنسون، وتشمل:

المرحلة 1: أعراض خفيفة، تؤثر عادةً على جانب واحد من الجسم.

المرحلة 2: أعراض متفاقمة، تؤثر على جانبي الجسم؛ يمكن فيها أن تصبح المهام اليومية بطيئة أو صعبة.

المرحلة 3: يمكن أن تتداخل الأعراض مع الحياة اليومية؛ وقد يحدث السقوط.

المرحلة 4: أعراض شديدة، تتطلب جهاز المشي.

المرحلة 5: عدم القدرة على المشي، أو الاعتماد الكامل على الكرسي المتحرك، ويمكن أن تكون التأثيرات المعرفية كبيرة.

يعاني معظم المصابين بمرض باركنسون من هذه المراحل، ولكن قد يختلف تطوّر المرض من شخص إلى آخر، وقد يظلّ في مرحلة مبكرة لسنوات عديدة.

علاج المرض:

يمكن للعديد من العلاجات الفعالة التحكم في أعراض المرض، حتى في مراحله المتأخرة. ولكن لا توجد علاجات مؤكّدة لمنع تطوّره. تشمل العلاجات الشائعة:

entry-icon
entry-icon
entry-icon
entry-icon

أدوية باركنسون: تؤثر هذه الأدوية على نشاط النواقل العصبية في الدماغ لتخفيف الأعراض. علاجات الأعراض: لا تعالج هذه الأدوية المرض نفسه، ولكنها قد تسمح بالتحكّم ببعض الأعراض. ​​على سبيل المثال، قد يصف الطبيب علاجًا للإمساك أو الاكتئاب.

التحفيز العميق للدماغ: وهو جراحة يُزرع فيها جهاز في الدماغ يولّد إشارات كهربائية تساعد في التحكم في الأعراض الحركية.

المعالجة الفيزيائية: تهدف إلى تحسين التحكّم بالحركات، حتى يتمكن المريض من تجنب السقوط، والقيام بالأشياء التي يريد القيام بها.

مرض ألزهايمر:

صورة من pixabay

هو حالة تتميز بضعف في الذاكرة والتفكير والسلوك والعناية الذاتية. يبدأ غالبًا بعد سن السبعين، ولكن يمكن أن يبدأ قبل ذلك. لا يرتبط مرض ألزهايمر بأعراض تؤثر على الحركة الجسدية.

أعراض المرض: تزداد آثار مرض ألزهايمر سوءًا بمرور الوقت. وتكون الأعراض أكثر وضوحًا عندما يكون الشخص متعبًا أو يعاني من مرض آخر، أو عدوى. الأعراض الشائعة للمرض هي:

صعوبة تذكر الأشياء.

صعوبة التركيز.

صعوبة حل المشكلات.

التيه.

تغيرات في الشهية.

جنون الارتياب وعدم الثقة في الآخرين.

النوم المفرط.

الانفعال.

قلة الاهتمام بالعناية الذاتية.

الاكتئاب.

في بعض الأحيان ترتبط هذه الأعراض بعضها بالبعض الآخر؛ فعلى سبيل المثال، قد يؤدي نسيان مكان وجود شيء ما، إلى اعتقاد المريض أنه سُرق، ما يؤدي إلى تفاقم جنون الارتياب.

مراحل المرض: يمكن أن تتطور مراحل مرض ألزهايمر بسرعة أو ببطء. ففي بعض الأحيان قد يبدو أن المرض يتباطأ، ثم يمكن أن يتفاقم بسرعة. المراحل السبع لمرض ألزهايمر هي:

المرحلة 1: قبل بدء الأعراض.

المرحلة 2: النسيان الخفيف.

المرحلة 3: النسيان المتزايد.

المرحلة 4: النسيان وصعوبة اتخاذ القرار.

المرحلة 5: ضعف شديد في رعاية الذات والتفاعل مع الآخرين.

المرحلة 6: تغيرات الشخصية وانعدام الاستقلال.

المرحلة 7: عدم القدرة على الأكل، وانعدام الحركة.

يمكن للأشخاص الذين يعانون من المراحل المتقدمة أن يصبحوا سلبيين للغاية، وغالبًا ما يفقدون الاهتمام بالأكل. ويمكن أن تصبح التغذية وقرح الفراش والالتهابات مشاكل خطيرة. أثناء المراحل المتقدمة، يصبح الانفعال أيضًا مشكلة، وقد يقاوم الأشخاص الرعاية الطبية، بما في ذلك الإجراءات الطبية مثل سحب الخطوط الوريدية أو أنابيب التغذية.

علاج المرض: هناك العديد من العلاجات الطبية التي يمكن وصفها لمرض ألزهايمر. قد تساعد هذه العلاجات في إبطاء تقدم المرض لدى بعض الأشخاص، لكنها لا تعالج الأعراض، ولا تعكس أي آثار للمرض. تشمل الأدوية المعتمدة لعلاج مرض ألزهايمر: الميمانتين، والدونيبيزيل، والغالانتامين، والريفاستيغمين، والليكانماب. بالإضافة إلى ذلك، قد يتم وصف علاجات الأعراض لتخفيف بعض آثار المرض، مثل الاكتئاب أو الانفعال.

أيهما أسوأ؟

صورة من wikimedia

لا توجد إجابة بسيطة. يتشابه الخرف المرتبط بمرض ألزهايمر إلى حد ما مع الخرف المرتبط بمرض باركنسون. ولكنّ مرض ألزهايمر يسبّب الخرف ببطء، ولا يختفي، في حين يتطور الخرف المرتبط بمرض باركنسون بشكل أسرع وأكثر دراماتيكية، ولكن أعراضه يمكن أن تظهر وتختفي من يوم لآخر.

من الأعراض المتشابهة أيضًا: القلق والاكتئاب واضطرابات النوم في المراحل المبكرة. وفي المراحل اللاحقة، قد يؤدي كلا المرضين إلى الأوهام والهلوسة وأعراض ذهانية أخرى.

عادة ما يكون لخرف ألزهايمر تأثيرات أكثر شدة على حياة الشخص من مرض باركنسون، وعادة ما يفقد الأشخاص المصابون بمرض ألزهايمر استقلاليتهم ويحتاجون إلى رعاية أكثر من الأشخاص المصابين بمرض باركنسون. ولكن مرض باركنسون يمكن أن يكون حادًا، ويمكن أن تؤدي مشاكل الحركة والتوازن إلى السقوط الذي يهدد الحياة.

التعايش مع مرض ألزهايمر ومرض باركنسون:

إن العيش مع هذين المرضين أمر صعب للغاية. يمكن أن يجعل الخرف المصاحب لمرض ألزهايمر، مع التأثيرات الحركية لمرض باركنسون (وربما خرف باركنسون) العنايةَ الذاتية صعبةً جدًا.

إذا تم تشخيصك أو تشخيص أحد أحبائك بأحد هذين المرضين، فمن المهم أن تستخدم جميع الموارد المتاحة لك: كالعمل الاجتماعي، والرعاية الصحية المنزلية، والعلاج الطبيعي، وأخصائي التغذية، للحصول على أفضل نوعية حياة ممكنة.

وقد تحتاج إلى طلب الدعم المهني لمساعدتك في رعاية أحد أحبائك، والحصول على بعض الراحة والعناية الذاتية بنفسك.

صورة من unsplash

مرض ألزهايمر ومرض باركنسون من أمراض الدماغ التدرّجية الناجمة عن تلف تدريجي لخلايا الدماغ. ولكل منهما مجموعة خاصة من الأعراض والمراحل والعلاجات. يُرى الخرف دائمًا في مرض ألزهايمر، أما مرض باركنسون فهو اضطراب في الحركة يمكن أن يؤدي إلى الخرف. ومن الممكن أن تصاب بكلا المرضين في الوقت ذاته، ولكنهما ليسا مرتبطين بالضرورة، كما أنه لا يوجد نمط وراثي، فمن الممكن أن يحدثا بدون أي تاريخ عائلي.

المزيد من المقالات