ووصلت ذروة ازدهارها في العصرين السلجوقي والصفوي، حيث كانت مركزًا للعلوم والفنون. لا يزال تأثير حافظ وسعدي واضحًا في شوارعها، إذ أصبحت مقابر الشاعرين من أبرز المعالم السياحية في المدينة، وتحيط بها حدائق هادئة تعزز الطابع الروحي والثقافي للمكان.
من المعالم السياحية الأخرى في شيراز، يبرز مسجد ناصر الملك ، الذي يتميز بزخارفه الملونة ونوافذه الزجاجية التي تخلق مشاهد ضوئية مذهلة في الصباح. أما قصر عاريامنه ، فيعكس العمارة الإيرانية التقليدية، مع تقنيات تهوية طبيعية صُممت لتناسب الأجواء الحارة. كذلك تُعد حديقة عتيقة من أقدم الحدائق في المدينة، وتوفّر مكانًا مثاليًا للاسترخاء وسط الطبيعة.
تتميز طبيعة شيراز بجمالها الخلاب، خاصة جبال زاغروس المحيطة التي تُعد وجهة لمحبي التخييم والمشي لمسافات طويلة، و بحيرة كرزكان التي تقدم أجواء هادئة للعائلات الباحثة عن الراحة.
الثقافة في شيراز تعكس مزيجًا من التقاليد والحداثة. أهل المدينة معروفون بكرمهم، ويشتهر المطبخ المحلي بأطباق مثل الكباب والبرياني والآش. كما تُقام فعاليات ثقافية تشمل الموسيقى الإيرانية التقليدية التي تبرز أصالة الفن المحلي.
أفضل وقت لزيارة شيراز هو في فصلي الربيع والخريف، حيث يكون الطقس معتدلًا والطبيعة مزهرة. خلال شهر مايو، يُقام مهرجان حافظ الدولي الذي يجمع فنانين وشعراء من مختلف أنحاء العالم.
تتوفر وسائل سهلة للوصول إلى شيراز عبر مطارها الدولي، أو من خلال القطارات والحافلات داخل إيران. المدينة صغيرة نسبيًا، ما يسمح بالتجول فيها سيرًا على الأقدام أو باستخدام سيارات الأجرة. شيراز ليست مجرد وجهة، بل تجربة ثقافية وإنسانية متكاملة.