القرون من موقع عسكري استراتيجي إلى مصيف هادئ ووجهة مفضلة للزوار. ومنذ ثمانينات القرن الماضي تحولت إلى رمز للسياحة في تونس بفضل طرازها المعماري الفريد، حيث يغلب اللونان الأبيض والأزرق على بيوتها ونوافذها المزخرفة.
تعد سيدي بوسعيد مدينة ذات طابع متعدد الثقافات، فقد تأثرت بالحضارات الفينيقية والرومانية والإسلامية، بالإضافة إلى الطراز الأندلسي الذي يظهر في تفاصيل البنايات والألوان الزاهية للأزقة والمنازل. هذا التلاقي الثقافي جعل منها مركزاً للفنون والأدب، واستقطب الكثير من الفنانين والأدباء من مختلف أنحاء العالم.
من أبرز المعالم الثقافية في المدينة متحف دار العنابي وقصر دار نجمة الزهراء. المتحف يقدم لمحة عن الحياة التقليدية في سيدي بوسعيد، أما القصر، الذي كان مقر الفنان الفرنسي رودولف إرلانغر، فتحول اليوم إلى مركز للموسيقى العربية والمتوسطية.
أما المقاهي التقليدية، مثل "القهوة العالية"، فهي ليست مجرد أماكن للجلوس، بل تشكل فضاءات ثقافية وملتقيات للفنانين والمبدعين. تلعب دوراً حيوياً في الحياة اليومية والثقافية للمدينة، ما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من التجربة السياحية في سيدي بوسعيد.
موقع المدينة الاستراتيجي وقربها من العاصمة تونس يسهل الوصول إليها، خاصة عبر السكك الحديدية TGM، كما أنها تقع بجوار مواقع أثرية مثل قرطاج. إطلالتها البحرية الخلابة تعزز من جاذبيتها وتجعلها محط أنظار الزوار من الداخل والخارج.
سيدي بوسعيد ليست فقط مدينة سياحية، بل تجربة ثقافية وفنية متكاملة، تعكس جمال تونس وتراثها العريق. ندعوكم لاكتشاف هذه الجوهرة المتوسطية والاستمتاع بأجوائها الفريدة.