العلاج الزوجي وفوائده لحياة زوجية سعيدة
هل تواجه صعوبات في علاقتك مع شريك حياتك؟ هل ينتابك شعور دائم باليأس وأنه لا فائدة من الحوار؟ هل فكرت في الانفصال عن شريكك؟ في حال واجهت أنت وشريكك مرحلة عصيبة في علاقتكما، عندها علاج الأزواج خيار مناسب شأنه تحسين علاقتكما.
قد يبذل كل طرف من أطراف العلاقة جهده لتسيير العلاقة والنهوض بها من بعد الوقوع بمطبات كثيرة، إلا أنه قد تصل الأمور في بعض الأحيان إلى طريق مسدود، يستدعى كلا الطرفين إلى اللجوء إلى المعالجة الزوجية أو الاستشارة الزوجية وذلك عن طريق أحد المختصين، أملا منهما أن ينظر في علاقتهما وأن يمد لهما يد العون والمساعدة لحل المشكلة وتجنب المزيد من الاضطرابات.
وتتمحور معظم المشاكل الزوجية حول أمور متعلقة بالصعوبات الجنسية، الغيرة، الأمور المادية، وإدمان الإنترنت...
العلاج الزوجي هو شكل من أشكال العلاج النفسي الذي يساعدك أنت وشريكك على تحسين العلاقة بينكما، فهو يعتبر حلا مساعدا في إعادة توطيد العلاقة مرة أخرى بينكما، حيث يقوم المعالج بمساعدة الشخصين اللذين تربطهما علاقة عاطفية على اكتساب نظرة أعمق إلى علاقتهما لحل النزاع، والوصول إلى الرضا، وتحسين العلاقة من خلال مجموعة متنوعة من التقنيات العلاجية.
ويختلف أسلوب كل معالج زوجي أو المشير تبعا لاختلاف التوجه النظري الذي يستند إليه في حل المشكلة، إلا أن جميع المعالجين يسعون إلى التدقيق في بعض الخطوط العريضة، وهي:
- تحديد المشكلة الرئيسية، فبداية حل المشكلة هو إدراك أن هناك مشكلة، ومعرفة سببها.
- تركيز المعالج على علاج وتصحيح العلاقة بحد ذاتها، وليس علاج كل فرد على حدي؛ في هذه الخطوة يستطيع الفرد الوصول إلى خبايا نفسه وإدراك السبب الذي ساهم في حدوث المشكلة.
- تحديد أهداف العلاج الأسري بوضوح، ولا بد من التنويه إلى أن العلاج الزوجي هو مفهوم عام يشمل الأطراف الذين يرتبطون بعلاقة عاطفية بغض النظر عن مسمى العلاقة.
- التدخل العلاجي المبكر الذي من شأنه التركيز على الحلول...
وهنا يكمن السؤال هل العلاج الزوجي فعال ومفيد لطرفي العلاقة؟
يتطلب علاج الأزواج مشاركة من طرفي العلاقة بشكل أساسي، ومع ذلك قد يرفض أحد الطرفين فكرة العلاج الزوجي، في هذه المرحلة يلجأ الطرف الآخر لاختيار العلاج الفردي لمحاولة تحسين العلاقة وإيجاد وسيلة للتعامل مع المشكلة الأساسية
في بعض الأحيان قد يحتاج أحد الطرفين علاجا فرديا للمساعدة في التعامل مع المشكلات التي حددها علاج الأزواج.
فوائد العلاج الزوجي
-مما لا شك فيه- أن العلاج الزوجي يقلل التوتر المحيط بالعلاقة ويزيد الإحساس بالرضا والطمأنينة من كلا الطرفين تجاه بعضهما، فهو يفيد الطرفين بمشاعر ارتباط أعمق بشريكهم، بالإضافة إلى شعورهم بالأمان والراحة وعفوية أكثر في العلاقة.
العلاج الزوجي يمنح الفرصة لمناقشة وحل المشكلات المتعلقة بالعديد من جوانب علاقتك بشريكك.
1- تحديد المشكلات المسببة لتوتر العلاقة
هناك العديد من الأسباب التي قد تعيق تفاهم الطرفين وتمثل المشكلة الأساسية في خلافاتهما، مثلا: المعتقدات والخلفيات المختلفة، الأمور المادية، التوقعات الزائدة، العلاقات السرية والوقت الخاص بالطرفين، الجنس والعلاقات الحميمة، الضغوط الخارجية، الأطفال، دور كلا الطرفين في العلاقة...
يساعد المعالج من خلال دراسته في فهم وتحديد المشكلة التي تؤدي إلى تكرار النزاعات بين الطرفين، وانعدام الثقة وبالتالي، الشعور بالانفصال...
2- تحسين مهارات التفاهم بين الطرفين
يساعد علاج الأزواج في فهم ذاتك وشريك بشكل أفضل، بحيث يحسن التواصل والتفاهم بين الطرفين، ويساعد في التعبير عن المشاعر والمخاوف وطلب ما قد يحتاجه أحد الأطراف دون الحاجة إلى المهاجمة أو إلقاء اللوم على شريكك.
3- المساعدة في حل النزاعات المتكررة والشعور بالرضا عن العلاقة
يساعد المعالج في العمل على حل المشاكل المتكررة وإيجاد طريقة مثلى ترضي الطرفين بحيث تكون أنت وشريكك أكثر سعادة ورضا.
4- التخلص من السلوك المختل
وذلك عند ملاحظة المعالج لسلوك مختل لأحد الطرفين، فلا بد من العمل على ضبط ذلك السلوك والمساعدة في القضاء عليه حتى لا يكون سببا في إيذاء مشاعر الطرف الآخر.
5- تقوية الصداقة والتعلق بين الطرفين
يساعد العلاج الزوجي في تقوية الصداقة والترابط والحميمية بين الطرفين، وبالتالي، يتعلق الطرفان ببعضهما ويخاف كل منهما على خلل العلاقة.
6- تعلم مهارات جديدة
العلاج الزوجي هو علاج قصير المدى يهدف إلى تزويدك بالمهارات التي تساعدك على منع النزاعات وكيفية إدارتها في حين حدوثها مرة أخرى في المستقبل، فالعلاج يكسبك مهارات لإدارة الغضب، وتزويدك أنت وشريكك بأدوات لمساعدتكما في التعامل مع المشكلات عند ظهورها، وكيفية حل النزاعات...