سبب كافٍ، كالخوف من أشياء غير ضارة مثل الورق أو السجاد.
من الناحية التطورية، ساعد الخوف الإنسان على البقاء؛ فالهروب من الخطر وتجنبه زاد فرص البقاء والإنجاب. الأفضل أن يقابل الإنسان المجهول بحذر بدلًا من تجاهله والتعرض للأذى.
عند الشعور بالخوف، يحدث تغيير في الجسم يُعرف باستجابة القتال أو الهروب؛ يزداد التنفس وضربات القلب، ينقبض الجهاز الهضمي، تتسع الأوعية الدموية في الأعضاء الحيوية، يُضخ الدم إلى العضلات، وتنتصب الشعيرات فتُحدث "قشعريرة". في الوقت نفسه، يرتفع مستوى الجلوكوز والكالسيوم وخلايا الدم البيضاء في الدم، فيُعطي الجسم طاقة سريعة لمواجهة الخطر.
تبدأ الاستجابة في اللوزة الدماغية، التي ترسل إشارات إلى ما تحت المهاد، ثم إلى الغدة النخامية، فتُطلق هرمون ACTH، فيُفرز الكورتيزول من الغدة الكظرية وهرمونات كاتيكولامينية مثل الإبينفرين، فتقوى استجابة الجسم. يتسع بؤبؤ العين، يقل السمع واللعاب، ويزداد نشاط القلب والرئتين.
الحصين وقشرة الفص الجبهي يقيّمان إن كان الخوف له سبب، ويمنعان نشاط اللوزة إن كان مبالغًا فيه، ولهذا يستمتع بعض الناس بأفلام الرعب دون أن يصابوا بذعر حقيقي.
في بعض المواقف، يؤدي الخوف إلى "تجميد" مؤقت، وهو سلوك دفاعي ينفع بعض الحيوانات، خصوصًا عند الاختباء. دراسة أُجريت عام 2014 حددت مسارًا عصبيًا يربط المخيخ بالمنطقة الرمادية PAG مسؤولًا عن هذه الاستجابة، ففتحت بابًا لعلاج اضطرابات الرهاب.
الرهاب نوع من اضطرابات القلق، يبدو غالبًا بدون سبب واضح، وقد يرتبط بعوامل وراثية أو بيئية. دراسات لاحظت نشاطًا شديدًا في اللوزة الدماغية لدى المصابين وضعف التواصل مع قشرة الفص الجبهي. كما أن التوقع المستمر لمواجهة المُخيف يزيد من شدة الاستجابة، فيصبح التعايش مع الرهاب صعبًا في كل يوم.