بغداد: عبق التاريخ وحداثة الحاضر في قلب العراق
ADVERTISEMENT

عند الحديث عن السياحة في بغداد، لا يُغفل غنى المدينة الثقافي وتاريخها الطويل. بناها الخليفة العباسي المنصور في القرن الثامن الميلادي، وأطلق عليها اسم دار السلام، فصارت مركزاً عالمياً للعلم في العصر العباسي. رغم الحروب والدمار، لا تزال بغداد تحتفظ بذاكرة الحضارة الإسلامية وتلهم العالم العربي.

تُظهر بغداد اليوم وجهاً

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

يجمع رائحة التاريخ وإيقاع الحياة الحديثة؛ في أبنيتها القديمة، وساحاتها، وأسواقها الشعبية. تبرز معالمها مثل المدرسة المستنصرية التي تُعد من أقدم الجامعات في العالم، وسور بغداد القديم الذي لا يزال يشهد على قوة المدينة الدفاعية في الماضي.

من آثار العهد العثماني تبرز القشلة التي حوّلها العراقيون إلى مركز ثقافي، وضريح الإمام موسى الكاظم الذي يزوره الناس من كل مكان لأهميته الدينية. أما شارع المتنبي، فيجمع عشاق الكتب والثقافة، وتُقام فيه أمسيات أدبية وفنية كل جمعة، بينما يبقى مقهى الشابندر شاهداً على لقاءات المثقفين منذ عقود.

تضم بغداد حدائق الزوراء التي تُعد من أبرز أماكن الخروج للعائلات والزوار، فيها أشجار واسعة وقطار صغير ومهرجانات موسمية. وتنتشر في المدينة أسواق حديثة مثل مول المنصور، مول بغداد، والواحة مول، إلى جانب كورنيش أبو نواس الممتد على نهر دجلة.

المطبخ البغدادي يحمل تنوعاً في النكهات، ويُقدّم أطباقاً مثل التمن مع الدولمة، الكباب البغدادي، الكاهي بالقيمر، والباجة التقليدي.

تبقى بغداد حاضرة في الخارطة الثقافية العربية من خلال المسارح والمعارض ودار الأوبرا العراقية، ما يؤكد أن المدينة لا تزال تعيش فكراً وفناً. ومع تحسن الوضع الأمني وتطور البنى التحتية، تسعى بغداد لتصبح وجهة مميزة لمن يبحث عن السياحة الثقافية من مختلف أنحاء العالم، لتروي حكاياتها بنفسها.

زيارة بغداد رحلة تجمع بين الماضي والمستقبل، وتُعد تجربة ملهمة لكل من يبحث عن الأصالة والتجدد في قلب العراق.

ياسر السايح

ياسر السايح

·

23/10/2025

ADVERTISEMENT
روتوروا: استكشاف الثقافة الماورية والعجائب الجيولوجية
ADVERTISEMENT

تُعَدّ روتوروا من أبرز الوجهات السياحية في نيوزيلندا، لأنها تجمع بين مناظر جيولوجية نادرة وثقافة الماوري الأصلية. تقع المدينة فوق حزام النار في المحيط الهادئ، فتخرج من الأرض مياه ساخنة تغلي، وتنتشر بحيرات بركانية.

يظهر الطابع الثقافي للروتوروا في تراث الماوريين، السكان الأصليين الذين وصلوا في القرن الثالث عشر. يُتقن

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

أهل المنطقة النحت على الخشب، ويُرسم الوشم التقليدي "تا موكو"، ويُعلّم الأطفال اللغة الماورية "تي ريو ماوري" لإبقاء الهوية حيّة.

تفتح القرى الماورية مثل "تاماكي" و"تي بويا" أبوابها للزوار، فيشاهدون الرقص الحربي، ويأكلون الطعام المطهو تحت الأرض، فيختبرون الثقافة عن قرب.

جيولوجيًا، يقف جبل تاراويرا الذي انفجر عام 1886 كأحد أبرز المعالم، وتنتشر ينابيع ماء ساخن يُقال إنها تُخفف الأوجاع، فتجذب رواد المنتجعات الصحية. تحيط بالمدينة بحيرات بركانية تزخر بنباتات وطيور نادرة، فتجذب محبي الطبيعة.

ترى قبائل الماوري في بحيرة روتوروا وفي الينابيع الساخنة أماكن مقدسة، فتروي القصص أن الآلهة أهدت الماء الساخن إلى البشر. تُظهر منطقة كرايستشيرش وحديقة تي وايرووا كيف تتداخل الروحانيات مع البيئة والحياة اليومية.

يحرص الماوريون على استخدام الأرض دون إنهاكها، لأنهم يرون الطبيعة مصدر الروح. يحمون الأماكن المقدسة، ويعملون مع السلطات ليكون التوسع السياحي خفيفًا على الأرض.

تمنح السياحة الثقافية والجيولوجية في روتوروا الزائر فهماً أعمق لتراث الماوري، لكنها تفرض أيضًا ضرورة التصرف بمسؤولية للحفاظ على الماء والتربة والقصص لأجيال قادمة.

ياسر السايح

ياسر السايح

·

23/10/2025

ADVERTISEMENT
تاريخ قلعة القاهرة ولماذا يجب زيارتها لكل سائح يزور مصر
ADVERTISEMENT

ترتفع قلعة القاهرة، أو قلعة صلاح الدين، على هضبة المقطم، مشرفة على المدينة ومعبرة عن قرون من السلطة والتاريخ. بدأ بناؤها سنة 1176 بأمر من صلاح الدين كحصن عسكري يدافع عن القاهرة من غارات الصليبيين، ثم تحولت إلى مقر حكم ومركز إداري لسلسلة من الدول، من الأيوبيين إلى المماليك ثم

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

العثمانيين. كل منهم أضاف طابعًا معماريًا خاصًا، فأصبحت القلعة سجلًا حيًا لهوية مصر عبر العصور.

في وسط القلعة يقف مسجد محمد علي، شُيّد بين عامي 1830 و1848، بطراز عثماني مستنسخ من إسطنبول، بجدرانه الرخامية ومآذنه العالية، ليصبح من أبرز معالم القاهرة السياحية. عند دخوله، تلفت الأنظار الثريات الزجاجية والسقف المزخرف والسجاد الفاخر. شرفته تطل على القاهرة بكاملها، تُظهر صخبها وجمالها من أعلى. بجانبه يوجد مسجد الناصر محمد ومسجد سليمان باشا، ولكل منهما طابع فني وروحي يحمل قصصًا مكتوبة في حجارته.

تُعتبر قلعة القاهرة وجهة لا يُفوت زيارتها؛ فهي تجمع بين الفن الإسلامي، التاريخ السياسي، وروح المدينة التي لا تتوقف. ما يجذب الزائر ليس فقط شكلها المعماري، بل المعاني التي تحملها والتي تربط الماضي بالحاضر في مدينة لا تهدأ. تحتوي القلعة أيضًا على المتحف الحربي ومتحف الشرطة، يعرضان مراحل من التاريخ المصري الحديث، من الاحتلال إلى ثورة 2011، من خلال معارض مليئة بالمحتوى والرمزية.

لزيارة مريحة، يُفضل الذهاب في الصباح الباكر أو بعد العصر لتجنب حرارة الشمس والحصول على إضاءة جيدة للصور. ارتدِ حذاء مريح واحمل ماء، لأن التجول يتضمن صعودًا ومشيًا على أرضية حجرية. استعانة بمرشد محلي أو تطبيق جولات صوتية تُضيف فهمًا أعمق لما تعنيه القلعة تاريخيًا وثقافيًا. يُمكن أيضًا دمج الزيارة مع مسجد السلطان حسن ومسجد الرفاعي القريبين.

زيارة قلعة صلاح الدين ليست مجرد جولة سياحية، بل فرصة للتأمل في إرث معماري وروحاني فريد خلفه الزمن، يعكس جوهر التاريخ المصري المتعدد الطبقات والمليء بالتجارب الإنسانية.

عبد الله المقدسي

عبد الله المقدسي

·

16/10/2025

ADVERTISEMENT