الجبل الأخضر: واحة الحياة في قلب ليبيا
ADVERTISEMENT

يقع الجبل الأخضر في شمال شرق ليبيا، يبدأ من درنة ويمتد حتى الحدود المصرية. مناخه معتدل وتضاريسه متنوعة، فبات بقعة خضراء حية وسط صحراء ليبيا القاحلة، وصار من أبرز الأماكن التي يقصدها السياح الباحثون عن الطبيعة.

يبدو الجبل شريطاً أخضر يطل مباشرة على البحر الأبيض المتوسط. تكسوه غابات كثيفة، وتتخلله

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

حقول مزروعة، وتتدفق فيه الوديان وتنبع منه عيون ماء، كما تتخلله شواطئ رملية هادئة. هذا المزيج يمنح المصورين ومحبي الطبيعة مشاهد جاهزة في كل اتجاه.

يرتفع الجبل فوق الساحل، فيحجب عنه حرارة الصيف ويستقبل رياحاً عليلة. تخفض درجات الحرارة في الصيف، وتسقط أمطار معتدلة شتاءً، فتروي التربة وتبقي الأشجار خضراء على مدار السنة، وتسمح للمزارعين بزراعة الزيتون والحمضيات دون ري مستمر.

تنمو في الجبل أشجار الزيتون البري والصنوبر والبلوط، وتفوح رائحة اللافندر والنعناع البري في الهواء. يعيش في الغابات أرانب برية، ثعالب، غزلان صغيرة، وتحط عليها طيور مهاجرة قادمة من أوروبا، فتملأ المنطقة أصواتاً وألواناً على مدار العام.

تناثرت في الجبل مدن وقرى قديمة تحكي قصة من مروا به. في أبولونيا الساحلية بقيت أحجار المعابد اليونانية والأسوار الرومانية. في البيضاء (كيريني) يقوم معبد زيوس والمسرح الروماني شاهدين على عصر كان فيه المكان مركزاً دينياً وثقافياً. أسلنطة تحتفظ بمعابدها وحماماتها الحجرية، وقصر الشاهدان يظهر جدرانه وجنوزه الطراز الإسلامي. معبد زيوس هناك يُعد من أضخم المعابد في شمال أفريقيا.

يمكن للزائر أن يمشي في المسارات الجبلية، يرافق مرشداً بيئياً، أو يتوقف لالتقاط الصور. تنتشر قرى صغيرة على المنحدرات، سكانها يزرعون أشجار الزيتون ويربون الماعز والأغنام، ويقدمون للضيف قهوة محمصة طازجةً. أفضل وقت للزيارة هو الربيع والخريف، مع ارتداء حذاء رياضي ثقيل وملابس خفيفة تُحمي من الشمس وتسمح بالحركة.

إسلام المنشاوي

إسلام المنشاوي

·

23/10/2025

ADVERTISEMENT
البصمة التراثية الإسلامية في القصر العباسي ببغداد
ADVERTISEMENT

لأكثر من 800 عام، ظل القصر العباسي في بغداد شامخًا على ضفاف نهر دجلة، شاهدًا على إحدى أزهى عصور التاريخ الإسلامي والعربي. يُعرف المعلم التراثي باسم "قصر السلام"، وبناه الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور سنة 163 هجرية ليكون مقر إقامته.

يُعد القصر العباسي أحد أبرز رموز العمارة الإسلامية في بغداد،

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

إذ يتميز بزخارف فريدة مصنوعة من الطين المفخور، تجمع بين فن النحت والنقش بدقة لافتة، وتضفي جمالًا لم تبلغه معالم تاريخية أخرى. وأشارت دراسات إلى تشابه واجهته المعمارية مع المدرسة المستنصرية.

من الداخل، يضم القصر باحة مركزية مزودة بنافورة تعمل بطريقة فيزيائية دقيقة، تحيط بها جدران منقوشة بتصاميم تشبه خلايا النحل، صنعت بعناية فنية لافتة. يحتوي القصر على أكثر من 40 غرفة موزعة على طابقين، يتميز كل جزء منها بطابع مختلف بسبب عدم تماثل التصميم، كما يتمتع القصر بخصائص بيئية تضمن البرودة في الصيف والدفء في الشتاء.

يشير باحثون إلى أن القصر العباسي له طابع فني متفرّد جعل منه مقصدًا سياحيًا مهمًا في بغداد، خاصة لما يحتويه من عناصر فنية وجمالية نادرة، كما أن تحصيناته توحي باستخدامه كمقر آمن للخلفاء، وليس كسكن عادي.

شهد القصر العباسي مراحل تاريخية مفصلية، فقد اتخذه الخليفة الناصر لدين الله مقرًا لحكمه، وكان رمزًا للتقارب المذهبي والوحدة، حيث تولى الحنابلة خلال عهده مناصب عليا رغم انتمائه للمذهب الشافعي. كما دعم صلاح الدين الأيوبي في تحرير القدس، ووقف ضد التمردات.

في العهد العثماني، تحول القصر إلى "بارود خانة" لاستخدامه عسكريًا، بينما شهد تتويج الملك فيصل عام 1953، ومحاكمة رموز الملكية من قبل النظام الجمهوري عام 1958، في إشارة إلى ارتباط النظامين بتراث بغداد المجيد وإبراز شرعية كل منهما عبر هذا الصرح التاريخي البارز.

اسماعيل العلوي

اسماعيل العلوي

·

23/10/2025

ADVERTISEMENT
سحر الحي الصيني الجذاب في سنغافورة
ADVERTISEMENT

يقع الحي الصيني في سنغافورة وسط المدينة، ويُظهر مزيجًا حيًا من الثقافة والتاريخ وحياة الشوارع. خصّصه السير ستامفورد رافلز للمجتمع الصيني في القرن التاسع عشر، فأصبح قرية داخل المدينة تضم معابد، أسواقًا، وشوارع قديمة مثل شارع تيمبل وشارع سميث.

يحمل الحي الصيني قيمة ثقافية كبيرة، إذ يعمل كمتحف مفتوح يعكس

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

الإرث الصيني عبر مبانيه ومعابده، منها معبد بوذا توث ريليك الذي يُعد رمزًا للتراث الروحي. يستقبل الحي احتفالات رأس السنة الصينية التي تجذب آلاف الزوار بألوانها وأجوائها الخاصة.

يختلط القديم بالجديد في الحي الصيني من خلال مزج المتاجر التقليدية مع مباني حديثة مثل People's Park. يعيش السكان نمط حياة يجمع بين التقاليد والحداثة، يمارس فيه كبار السن التاي تشي بينما يقصد الشباب المقاهي العصرية. توسع المجتمع ليضم فنانين، رواد أعمال، ومبدعين ضمن مشاريع تجديد حضري تعتمد على الاستدامة.

اعتمد الحي التطور الرقمي بتوفير خدمة واي فاي مجانية منذ 2014، وحدثت بنيته التحتية للحفاظ على جاذبيته مع تسهيل الوصول وتحسين جودة الحياة. ورغم التحديث، تواصل الجمعيات والمعابد الحفاظ على الاستمرارية الثقافية وتراث الحي العريق.

يضم الحي الصيني مجموعة من الوجهات السياحية مثل معبد سري ماريامان ومعبد ثيان هوك كينغ. تقدم أسواقه تجربة تسوق فريدة تشمل الهدايا التذكارية والمنتجات التقليدية. بجانب ذلك، يعرض معرض WOAW ومتحف Red Dot أبرز الفنون المعاصرة.

في مجال الطعام، تتنوع الخيارات من مطاعم نجمة ميشلان مثل "ميتا" إلى أكشاك مركز تشاينا تاون كومبلكس للأغذية. أما الحياة الليلية، فتزدهر بالحانات والمطاعم مثل Thirty Six Brewlab. يقدم الحي تجارب مثل جلسات الوشم واستوديوهات الأفلام في Pearl's Hill Terrace، بالإضافة إلى إطلالات بانورامية من Skybridge at Pinnacle.

يلعب الحي الصيني دورًا اقتصاديًا حيويًا لسنغافورة، مستضيفًا محال للطب الصيني، بيوت الشاي، وصناعة سياحية متنامية تدعمها أماكن إقامة متنوعة وجاذبة.

عبد الله المقدسي

عبد الله المقدسي

·

15/10/2025

ADVERTISEMENT