button icon
صورة الخلفيّة
button icon
بطاقات دُعاء
button icon
رمضان مبارك
button icon
بطاقة الإجابة

أسرار الأرقام العربية التي لا يعرفها الكثيرون

ADVERTISEMENT

هل فكرت يومًا في الأرقام، هذا السهل الممتنع؟ فهي أمر بديهي يتعلمه كل إنسان بمجرد إدراكه، وفي الوقت نفسه، هي حجر الأساس في كل علم ولا يمكن الاستغناء عنها. لقد أصبحت الأرقام وسيلة الإنسان لتسجيل كل ما هو مهم من تواريخ وعلوم وزمن. إليك بعض الحقائق عنها.

تاريخ الأرقام

لا يزال أصل هذه الأرقام لغزًا، ولكن تشير الدلائل إلى أن استخدامها بدأ في الحضارات القديمة منذ آلاف السنين، كالحضارة السومرية والمصرية والرومانية. وقد تم تطوير النظام الروماني حتى وصلنا إلى النظام العشري المستخدم حاليًا، وهو الأرقام من (0 إلى 9).

الأرقام عند العرب

يمكن تعريف الرقم بأنه رمز يُستخدم للتعبير عن العدد. وقد وُضعت الأرقام بجهود علماء العرب، وانتقلت إلى أوروبا عن طريق البابا سيلفستر الثاني، الذي درس في جامعة القرويين ونقلها إلى أوروبا، لذلك يُطلق عليه "بابا الأرقام".

يُعرف عن العرب قديمًا تفوقهم في العلوم، وبرز منهم علماء مشهورون في جميع المجالات، وكان لهم السبق في الرياضيات والجبر والهندسة والفلك والفيزياء. وقد توصلوا إلى اكتشافات عديدة لا تزال مفتاحًا للنهضة الحديثة.

في بادئ الأمر، لم يستخدم العرب الأرقام، بل كانوا يعبرون عن الأعداد بالكلمات، واستمر هذا الأمر حتى ظهور الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، الذي استعان بمجموعة من الأرقام الهندية عن طريق عالم هندي زار قصره عام 771 م، حاملاً معه كتابًا هنديًا في الرياضيات بعنوان "سندهانتا" للمؤلف براهما جوبتا، والذي أُلّف عام 628 م. هنا تعرف جعفر المنصور على الأرقام من 1 إلى 9، ولم يكن الصفر قد اكتُشف واستُخدم في ذلك الوقت.

ADVERTISEMENT

أنواع الأرقام

يوجد نوعين من الأرقام العربية

أرقام عربية مشرقية تسمى ( الهوائية ) تكتب بهذا الشكل

.-١_٢-٣_٤........

وأرقام عربية مغربية تسمى (الغبارية) تكتب بهذا الشكل

0-1-2-3-4-..........

الخوارزمي وزوايا الأرقام

أصدر الخوارزمي رسالته "الخوارزمي عن الأرقام الهندية" في عهد الخليفة المأمون عام 825م. وقد استفاد من ترجمة الكتاب الهندي "سندهانتا". نتيجة لذلك، امتلك العرب مجموعة أرقام، من بين مجموعات رقمية أخرى لدى الهنود، سُمّيت بالأرقام الشرقية أو (الهوائية)، ثم انتشرت في بلاد الشام ومصر والجزيرة العربية.

كان للخوارزمي دور أساسي حيث قام بتصميم الأرقام الغبارية، المعروفة الآن بالأرقام الإنجليزية، لكنها لم تلقَ رواجًا في بلاد المشرق، بينما انتشرت في المغرب وسُمّيت بالأرقام العربية المغربية الغبارية.

اعتمد الخوارزمي في تصميم شكل الأرقام الغبارية على عدد الزوايا الموجودة في الرقم، وذلك نتيجةً لتعامد الخط المائل مع الخط القائم.

مثال رقم  0 لايوجد به أي زوايا فهذا يدل  على أنه لا يوجد له قيمة عددية، أما الرقم 1 يحتوي على زاوية واحدة، والرقم 2، الذي يشبه حرف "Z"، يحتوي على زاويتين. هذا يعني أن هذا هو الرقم اثنان. انتقلت هذه الأرقام إلى الأندلس، ومن ثم إلى أوروبا، حيث قاموا بتعديلها بما يناسب اللغة اللاتينية المستخدمة آنذاك في أواخر القرن السادس عشر.

ADVERTISEMENT

لم يتوقف الخوارزمي عند هذا الحد، بل قام بتطوير مفهوم الصفر . على الرغم من أن الصفر لا يمثل قيمة بحد ذاته، إلا أن هذا ما يمنحه قيمته الحقيقية؛ فلولا الصفر لما تطورت كل هذه العلوم الحديثة. ويتجه الرياضيون إلى اعتبار الصفر رقمًا وعددًا في الوقت نفسه؛ فهو عدد يستخدم في تمثيل العدد نفسه في نظام العد، ويلعب دورًا أساسيًا في الرياضيات باعتباره حيادي الجمع بالنسبة للأعداد الصحيحة والأعداد الحقيقية.

لماذا تستخدم الدول العربية الأرقام الهندية حتى الآن؟

يعتقد البعض خطأً أن الأرقام الغربية الغبارية التي طورها الخوارزمي هي أرقام إنجليزية، وذلك لأنها لا تزال مستخدمة في أوروبا حتى الآن، في الواقع، استخدمت البلاد العربية الأرقام الغبارية، ولكنها اعتمدت فيما بعد على الأرقام الهندية لأن كتابتها من اليمين إلى اليسار يجعلها أكثر ملاءمة للغة العربية.

المزيد من المقالات