إشارات معقدة من العضلات والمفاصل والعينين والأذن الداخلية. تتجمع الإشارات لتحديد مكان الجسم وتنظيم حركته. لكن حين تغيب الرؤية، تتعطل المنظومة، فيصبح من الصعب على الدماغ حساب المسافات والاتجاهات بدقة، فينحرف الإنسان دون أن يشعر.
تُظهر التجارب أن حتى الأشخاص الذين يتدربون لسنوات، مثل محترفي اليوغا، يجدون صعوبة في السير بخط مستقيم وهم يغمضون أعينهم، رغم اعتمادهم على الإحساس الداخلي بالجسم والتنفس. أُجريت تجارب باستخدام تيار كهربائي خفيف في مناطق معينة من الدماغ لمساعدة المتطوعين على تحسين التوازن حين يُحجب البصر، وحققت نتائج جيدة إلى حد ما، ما يكشف مدى مرونة الدماغ.
البصر يبقى العنصر الأساسي لتحديد الاتجاه وتجنب العوائق أثناء التحرك. يمد الإنسان بمعلومات دقيقة عن المحيط الخارجي، تتيح له التحرك بأمان. الإحساس بحركة الجسم والتوازن الداخلي يساعدان أيضًا، لكنهما لا يكفيان بمفردهما. التوتر والخوف يضعفان دقة الحركة والاتزان، حتى بعد التدريب.
يحمل الاكتشاف معنى مهمًا لتصميم المدن والبنية التحتية. من الضروري مراعاة أهمية البصر في التنقل، خصوصًا لمن يعاني ضعفًا فيه. يتعين تزويد ممرات المشاة بإشارات مرئية وصوتية، وتوفير توجيهات واضحة، لبناء بيئة أكثر أمانًا وسهولة في الحركة. تحسين المدن من زاوية حسية يعزز جودة الحياة ويعكس فهمًا أعمق للإمكانات البشرية.
معرفة تلك الحقائق تزيد من تقديرنا لتعقيد أجسامنا وقدرتها على التأقلم مع المتغيرات. كل خطوة نخطوها نتيجة منظومة عصبية دقيقة، تستحق التأمل والعناية عند التفكير في حركة الإنسان اليومية والبنية التحتية المحيطة به.