جاك السفاح - بين الاسطورة والحقيقة
ADVERTISEMENT

قضية "جاك السفاح" تُعد من أكثر قضايا الجرائم غموضًا في التاريخ الحديث، إذ لم تُعرف هويته الحقيقية رغم مرور أكثر من قرن على وقوع جرائمه في لندن عام 1888. تحولت القضية إلى أسطورة بسبب الغموض المحيط بها، فأصبح "جاك السفاح" رمزًا للشر في الثقافة الشعبية، وألهم عددًا كبيرًا من الأعمال

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

الفنية والأدبية.

القاتل الحقيقي كان موجودًا بالفعل، وقتل خمس نساء على الأقل في منطقتي وايت تشابل وسبايتالفيلد، مسببًا الذعر بين سكان الأحياء الفقيرة. تميزت جرائمه بالعنف الشديد والتشويه الجسدي، مما أثار شكوكًا بأنه قاتل واحد. ورغم الجهود المكثفة من الشرطة، لم تُحدد هويته، إذ اشتُبه في أكثر من 100 شخص دون نتيجة حاسمة.

اسمه الشهير "جاك السفاح" نشأ من رسالة وُقعت بهذا اللقب وصلت إلى صحيفة بريطانية آنذاك، متضمنة تهديدات وتفاصيل عن الجرائم. يعتقد البعض أن الرسالة كانت خدعة صحفية، بينما يرى آخرون أنها رسالة حقيقية من القاتل، استخدم الاسم لنشر الرعب. بعض النظريات تربط الاسم بمسرحية شعبية معروفة وقتها باسم "Sweeney Todd"، أو أن القاتل اختاره توقيعًا مثيرًا للرعب.

شهرة القضية جاءت بسبب الطبيعة الدموية للجرائم وغموض هوية الجاني، بالإضافة إلى التغطية الإعلامية الواسعة والمثيرة، التي غذّت الخيال العام وجعلت القصة تراثًا مرعبًا يتكرر في الثقافة الغربية. تعاملت الصحف في ذلك الوقت مع الأحداث بأسلوب درامي لجذب القراء، مما ساعد على تضخيم تأثير القصة.

القصة ألهمت العديد من الأعمال الفنية، من أبرزها فيلم The Lodger الذي يحكي عن امرأة تشك في أحد الجيران، وفيلم "من الجحيم" بطولة جوني ديب، ومسلسل Whitechapel الذي يجمع بين جرائم العصر الحديث وتلك التي وقعت في القرن التاسع عشر. ساعدت هذه الأعمال في ترسيخ صورة جاك السفاح كأحد أشهر القتلة المتسلسلين في العالم.

أحمد محمد

أحمد محمد

·

18/11/2025

ADVERTISEMENT
مكتبة بابل المفقودة
ADVERTISEMENT

قبل الميلاد بقرون، ازدهرت الحياة العلمية في الشرق، وظهرت مكتبات ضخمة: الإسكندرية، غرناطة، الزهراء، وبابل المفقودة، أو مكتبة آشور بانيبال التي دمرها المغول لاحقًا.

عندما دمرت نينوى سنة 611 ق.م وسقطت الإمبراطورية الآشورية، دفنت المكتبة تحت الأنقاض والنار. الألواح الطينية تضررت لكنها لم تتحلل. دفنها الحجارة والتراب حفظها جزئيًا، وصعوبة

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

الوصول إليها جعلت الغزاة يتجاهلونها.

في القرن التاسع عشر، بدأ علماء الآثار بكشفها. عثر على الألواح في تل قوينجق (نينوى القديمة) منذ 1849م بفضل عالم الآثار البريطاني أوستن هنري لايارد، خصوصًا في قصر سنحاريب. احتوت المكتنة ألواح طينية نقشت عليها نصوص أدبية، تاريخية، مراسلات، عقود، دينية، علمية، طبية.

أرسل آشور بانيبال كتّابه إلى أنحاء بلاد الرافدين لجمع النصوص السومرية والأكدية، ثم ترجمها وصنّفها. خزّن الألواح في قصر سنحاريب، والباقي في قصره الخاص.

ضمت المكتبة حوليات ملوك آشور منذ 1300 ق.م، تشريعات، نصوص فلكية وطبية، أساطير، ترانيم دينية، أدب، ملاحم، معاجم، قوائم علامات.

اهتم آشور بانيبال بجمع المعرفة القديمة، ودراستها وتعليمها. دوّن عن نفسه أنه تعلّم حكمة نابو، أتقن اللغات والمهارات الملكية والعسكرية، وقرأ النصوص الغامضة السابقة للطوفان.

رغم التخريب، بقيت ألواح الطين المحروق شاهدة على جزء من التراث البابلي الآشوري، لتظل مكتبة بابل المفقودة أول محاولة موثقة لتنظيم المعرفة في التاريخ الإنساني.

إسلام المنشاوي

إسلام المنشاوي

·

19/11/2025

ADVERTISEMENT
قصر الحمراء: نصب تذكاري خالد
ADVERTISEMENT

يقع قصر الحمراء في غرناطة جنوب إسبانيا فوق تلة تشرف على المدينة. يشتهر بجمال بنائه وتراثه، وسُمّي بالحمراء لأن طينه أحمر. بُني في القرن التاسع كحصن صغير فوق أنقاض رومانية، ثم تحول في القرن الثالث عشر، أيام بني نصر، إلى مقر حكم وآخر موضع للمسلمين في الأندلس.

في زمن السلطان

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

يوسف الأول وابنه محمد الخامس، ازدهر القصر وزُيّن بقصر قمارش وساحة الأسود. يحوي عمارة إسلامية دقيقة: أقواس خفيفة وزخارف هندسية وخط عربي، إضافة إلى جريان الماء في النوافير والبرك ليبعث على الانتعاش والهدوء.

ساحة الأسود، من أبرز أجزائه، تحوي نافرة محاطة باثني تمثال أسد من رخام، تُظهر براعة التصميم المغربي. ظهرت تأثيرات جديدة بعد سقوط غرناطة سنة 1492 حين سلّم آخر ملوك بني نصر، أبو عبد الله محمد الصغير، المدينة لفرديناند وإيزابيلا، فانتهى الحكم الإسلامي في شبه الجزيرة الأيبيرية.

بعد الاسترداد الإسباني، عدّلوا المجمع، فأنشأوا قصر شارل الخامس بنمط نهضوي داخل أسوار الحمراء. أهمل القصر قرونًا، ثم أعاد الأوروبيون اكتشافه في القرن التاسع عشر، فبدأوا ترميمه للحفاظ عليه.

اليوم، يُدرج اليونسكو الحمراء ضمن أهم مواقع التراث العالمي، ويأتيه ملايين الزوار كل عام. يجسّد القصر التعايش القديم بين الثقافات والأديان، ويُعد رمزًا للإبداع الفني والتنوع في إسبانيا الإسلامية. أهميته لا تقتصر على السياحة، بل يُلهّم الفنانين والمؤرخين والمعماريين، إذ يروي قصة حضارة عظيمة في قلب الأندلس.

زيارة قصر الحمراء ليست مجرد جولة، بل رحلة تُظهر عمق التاريخ وتُعطي الزائر صورة عن عظمة الحضارة الإسلامية في أوروبا.

عبد الله المقدسي

عبد الله المقدسي

·

15/10/2025

ADVERTISEMENT