قبل الميلاد، وصارت محطة بارزة على طريق الحرير، خضعت لحكم الرومان والبيزنطيين ثم المماليك، وقلعتها الضخمة تروي قصة صمود طويل.
ثقافيًا، تضج دمشق بأسواق الحميدية والبزورية حيث تباع التوابل والحرف اليدوية، وتقدم المدينة فنونها القديمة وموسيقاها وأكلاتها المعروفة: الشاورما والكبة. حلب تشتهر بمطبخها العريق أيضًا، يقدم الكباب والمحمرة، إضافة إلى الحمامات العامة التي كانت ملتقى الناس، فتظهر روحها الاجتماعية الأصيلة.
تضم دمشق وحلب معالم تاريخية كبيرة. أبرز ما في دمشق: المسجد الأموي، الشارع المستقيم، قصر العظم، وهي أمثلة على العمارة الإسلامية والعثمانية ونمط الحياة القديم. في حلب تقف قلعتها الشهيرة، إلى جانب الجامع الكبير وخان الوزير، رموز خلفتها العصور الوسطى.
يغلب على سكان المدينتين المسلمون السنة، مع وجود مسيحيين وعلويين بارزين في دمشق، بينما تضم حلب جاليات أرمنية وسريانية قديمة، فيزداد التنوع الثقافي والديني فيهما.
أصابت الحرب الأهلية السورية المدينتين بأذى شديد؛ دمشق، بوصفها العاصمة، شهدت نزوحًا ودمارًا، أما حلب فقد خسرت أجزاء واسعة من بنيتها أثناء القتال، لكن أعمال الترميم مستمرة لإعادة الحياة إلى المواقع التاريخية.
في المطبخ، تبرز دمشق بحلوى البقلاوة، والفتة، والمكدوس. حلب تقدم كبابها المتنوع المتبل، وحلاوة الجبن المعروفة. تلك الأطباق تُعد جزءًا أساسيًا من التراث السوري وتجذب الزوار من كل مكان.
ناتالي كولينز
· 21/10/2025