من الهوية اليابانية.
تتكون اليابان من 6800 جزيرة فأكثر، وعلى الرغم من ضغط الشيخوخة، فهي الاقتصاد الثالث عالمياً، يقوم على التكنولوجيا وعلى صيد السمك. يحتل سمك أجي مكانة عالية بين خيرات البحر، إذ يختاره اليابانيون لطهو وجبات البيت والمطعم على حد سواء.
الثقافة اليابانية تحترم البساطة وجمال الفصول في الفن والأكل. يظهر ذلك في فن الواشوكو الذي أدرجته اليونسكو، والذي يعتمد على مكونات طازجة وتقديم أنيق، وهو ما ينطبق على أجي فراي وعلى أطباق يابانية تقليدية أخرى مثل السوشي والتمبورا والنيمونو.
ظهر أجي فراي نتيجة مزج تأثيرات محلية وغربية في عهد ميجي، وهو مثال صريح لما يُعرف بالمطبخ "يوشوكو". يُحمّر الماكريل بعد لفه بالبقسماط الياباني حتى يكتسب قشرة مقرمشة، ويُقدم عادة مع الأرز الأبيض وشرائح الليمون وصلصة التغميس، فبات خياراً شائعاً في البيوت وفي حانات الإيزاكايا.
عدة أسباب تزيد من إقبال الناس عليه: سعره الرخيص، وجودته في الأسواق، طعمه الجيد، وفائدته الغذائية، إضافة إلى أنه يُذكّر كثيرين بأكل الطفولة. يُقدَّم أجي فراي في مطاعم يابانية بمدن مثل طوكيو ولوس أنجلوس وسيدني، ويزداد ظهوره عبر منصات التواصل وعبر فيديوهات الطبخ الرقمية.
مع اتجاه العالم نحو أكل صحي وصديق للبيئة، يتزايد الاهتمام بأجي فراي من خلال تحضيره في القلاية الهوائية أو باستخدام بدائل نباتية. ورغم المخاوف البيئية، تشير الأرقام إلى أن الطلب عليه ارتفع 13٪ بين 2021 و2024، ما يثبت أنه يتكيف بسهولة ويظل مصدر فخر وطني وطبق ثابت في الثقافة اليابانية.