العيش بوعي: خطوات نحو حياة أكثر سعادة ورضا

في عالمنا المليء بالضغوطات والانشغالات، غالباً ما نجد أنفسنا نمر بالحياة دون وعي حقيقي بما يحدث حولنا أو بداخلنا. وننسى أننا نمتلك القدرة على التحكم في حياتنا واختيار مسارنا نحو السعادة والرضا، فغالباً ما نغفل عن اللحظة الحالية في خضم صخب الحياة اليومية، وننغمس في مشاغل الماضي أو قلق المستقبل. لكن ما رأيك أن نُحوّل تركيزنا نحو الحاضر، ونعيش بوعي أكبر؟ يُعدّ العيش بوعي ممارسة فلسفية تُركّز على الحضور الكامل في اللحظة الحالية، مع قبول كل مشاعرنا وأفكارنا دون تحكّم. العيش بوعي رحلة مستمرة، تتطلب الصبر. لكن مع الوقت، سنتمكن من الاستمتاع بحياة أكثر سعادة ورضا. والآن لنتعرف على هذه الرحلة...

ما هو العيش بوعي؟

العيش بوعي هو ممارسة التركيز على اللحظة الحالية، وملاحظة أفكارنا ومشاعرنا وأحاسيسنا دون الحكم عليها. وفي تعريف آخر: هو ممارسة التركيز على الحاضر دون الحكم على الأفكار أو المشاعر. يتضمن ذلك الوعي التام بما يحدث حولنا، سواء كانت أفكارنا أو مشاعرنا أو أحاسيسنا الجسدية أو محيطنا الخارجي. مما يحتاج إلى جهد وممارسة، لكنه يُصبح أسهل مع الوقت.

لا أحد يعرف تحديدًا أصل هذه الممارسة، حيث تعددت الأصول باختلاف الحضارات والأماكن، ولكن هناك اتجاه عام يقول إنها نتحدر من ممارسات الشرق القديمة، وكانت بها باعًا أيضًا في الفلسفة الغربية، ومن ثم انتشرت أكثر عبر الدخول في عصر المعلومات. في العصر الحديث. وشهدت فلسفة العيش بوعي نهضة جديدة مع ظهور حركة الوعي الذاتي في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. وتم تطوريها عبر السنين لتصل إلى الشكل الحالي.

تُقدم فلسفة العيش بوعي نهجاً غنياً ومتنوعاً للحياة. من خلال استكشاف جذورها في الحضارات والثقافات المختلفة، يمكننا أن نكتسب فهمًا أعمق لمبادئها وفوائدها.

وتُعد تلك الفلسفة مزيجًا من الروحانيات وعلم النفس، ومن أشهر ممارساتها الروحانية في العالم العربي هو علم التصوف.

ومن أشهر تطورات تلك الفلسفة هو علم النفس الإيجابي، حيث يركز علم النفس الإيجابي على دراسة السعادة والرفاهية. أظهرت الأبحاث أن ممارسات مثل الامتنان واليقظة يمكن أن تُساعد على زيادة مستويات السعادة والرضا عن الحياة.

فوائد العيش بوعي

- زيادة السعادة والرضا: يُساعدنا العيش بوعي على تقدير الأشياء الصغيرة في الحياة، والاستمتاع بجمالها، بجانب تقدير اللحظات الجميلة في حياتنا والتركيز على الإيجابيات، ممّا يُحسّن من مزاجنا ويُقلّل من التوتر والقلق.

entry-icon
entry-icon
entry-icon
entry-icon

- تحسين العلاقات: يُساعدنا على التواصل بشكل أفضل مع الآخرين، والتفاعل معهم بوعي وتعاطف، وذلك من خلال الإنصات بانتباه واحترام مشاعرهم، ممّا يُعزّز علاقاتنا بهم.

- زيادة الإنتاجية: يُساعدنا على التركيز بشكل أفضل على المهام التي نقوم بها، ممّا يُحسّن من إنتاجيتنا.

- زيادة الإبداع: يُساعدنا العيش بوعي على الانفتاح على أفكار جديدة وتجارب مختلفة، مما يُساهم في زيادة الإبداع.

- تقليل التوتر: يُساعدنا على التعامل مع المشاعر الصعبة بشكل أفضل، وتقبّل مشاعرنا وأفكارنا دون مقاومة، ممّا يُقلّل من التوتر والقلق.

كيف تمارس العيش بوعي؟

الصورة عبر lucas Favre على unsplash

- ممارسة اليقظة والتأمل بانتظام: تخصيص بعض الوقت كل يوم لممارسة اليقظة، ومنها التأمل، فيُعد التأمل من أفضل الطرق لتعلم العيش بوعي، يُساعدنا على التركيز على اللحظة الحالية، وملاحظة أفكارنا ومشاعرنا دون تحكّم.

أطيب التمنيات

- الوعي بالجسم: الانتباه إلى أحاسيس الجسم في اللحظة الحالية، مثل الشعور بالتنفس أو حركة العضلات، أو انتبه إلى أحاسيس جسدك عند الشعور بتلامس قدميك بالأرض. فذلك يعطينا القدرة على الشعور بالوجود في الحاضر. وهناك ممارسات جسدية تتمثل في تمارين، مثل اليوجا، تُساعد على ربط العقل والجسم.

- الوعي بالأفكار: ملاحظة أفكارنا دون تحكّم، والسماح لها بالمرور دون التعلق بها، يمما ُساعدنا على تقليل القلق والتوتر.

- الوعي بالعواطف: تقبّل مشاعرنا، سواء كانت إيجابية أو سلبية، دون مقاومة، وذلك في حد ذاته يُساعدنا على التعامل معها بشكل أفضل.

- الامتنان: التعبير عن الامتنان للأشياء الجيدة في حياتنا يمنح لنا تقدير ما لدينا، والشعور بالسعادة والرضا.

- قضاء الوقت في الطبيعة: قضاء الوقت في الطبيعة يُساعدنا على الشعور بالهدوء والاتصال بالعالم الخارجي، مما يُساهم في العيش بوعي بشكل أفضل.

الصورة عبر Zac Durant على unsplash

هل العيش بوعي يعتبر ممارسة عملية في زخم الحياة الحالي؟

يمكننا أن نقول نعم، ولكن تحتاج هذه الممارسة الفلسفية إلى شخص لديه استعداد لقبول الروحانيات وفهمها. فقد تكون حلًا من خارج الصندوق مع كل ما يحدث من تسارع في الحياة العملية في العالم كله بشكل عام.

المزيد من المقالات