استكشاف كامبريدج: مدينة العلم والتراث
ADVERTISEMENT

تقع مدينة كامبريدج شمال لندن، وتُعد من أبرز أماكن السياحة في إنجلترا. تجمع المدينة بين الطابع التاريخي والحديث، وتشتهر عالميًا باحتضانها جامعة كامبريدج التي تأسست عام 1209م، وتضم كليات بارزة مثل كينغز وترينيتي. تُعد الجامعة مركزًا للتعليم والفكر، وتشكّل معلمًا معماريًا يمثل قلب المدينة.

تتميز كامبريدج بأجوائها الهادئة والمليئة بالحياة

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

بفضل وجود عدد كبير من الطلاب الدوليين، مما يمنحها طابعًا شبابيًا. يتيح التجول في شوارعها اكتشاف مبانٍ تعود إلى العصور الوسطى، إلى جانب معارض ومتاحف مثل متحف فيتزويليام الذي يحتوي على تحف فنية نادرة.

يمر نهر كام وسط المدينة، وتُعد جولات "البانت" على متنه من أشهر الأنشطة السياحية، حيث تتيح للزائرين رؤية بانورامية لكليات الجامعة والحدائق التاريخية. تُعد هذه القوارب جزءًا من الثقافة المحلية والجامعية منذ قرون، وما زالت تحظى بشعبية.

تحتوي كامبريدج على مساحات خضراء عديدة، أبرزها الحديقة النباتية التابعة للجامعة، والتي تأسست عام 1846م وتضم أكثر من 8000 نوع من النباتات. تُعد هذه الحدائق مكانًا للتأمل والاسترخاء، وتلعب دورًا مهمًا في النشاط العلمي والبيئي في المدينة.

تُعرف كامبريدج بأنها مدينة الأدب والفكر، إذ عاش ودرس فيها مفكرون بارزون مثل إسحاق نيوتن وبرتراند راسل. يُمكن زيارة مواقع مثل مكتبة وريل التي تحتوي على مخطوطات نادرة، كما تُقام في المدينة مهرجانات فنية وأدبية سنوية تجذب زوارًا من مختلف أنحاء العالم.

تقدم المدينة تجربة طعام متنوعة، من المأكولات الإنجليزية التقليدية إلى الشاي الفاخر والحلويات. أما محبو التسوق، فيجدون في كامبريدج مزيجًا من الأسواق التقليدية مثل الساحة المركزية والمتاجر الحديثة، ما يجعلها وجهة متكاملة للسفر والثقافة.

كامبريدج ليست مجرد مدينة جامعية، بل وجهة سياحية مميزة تحكي قصة متكاملة من التراث والعلم، وتُعد مثالية لمن يبحث عن تجربة تجمع بين الطبيعة، والفكر، والثقافة.

أندرو كوبر

أندرو كوبر

·

14/10/2025

ADVERTISEMENT
تكريت: جوهرة بلاد الرافدين على ضفاف دجلة
ADVERTISEMENT

تكريت تجلس على الضفة الغربية لنهر دجلة شمال بغداد، ولها دور تاريخي وسياسي في العراق رغم صغر مساحتها. مرت المدينة بمراحل حضارية منذ العصر الآشوري، وظهرت كموقع دفاعي أساسي، ثم استقرت كبلدة دائمة في العصور الهلنستية، وسُمّيت حينها "بيرثا".

في العصر الإسلامي، أصبحت تكريت مركزًا تجاريًا وإداريًا بارزًا، ووقعها الاستراتيجي

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

ساعدها على الصمود أمام الغزوات والنمو عمرانيًا. وصلت شمال العراق بجنوبه، واستوطنتها قبائل متداخلة، فنشأت هوية اجتماعية خاصة على مر القرون.

في القرون الوسطى، برزت تكريت كمركز مسيحي كبير، واتخذت المفريانية السريانية الأرثوذكسية منها مقرًا. شيّدت الكنيسة الخضراء في القرن السابع، واشتهرت بعمارتهم ومكتباتهم، وصارت محطة للترجمة والنقاش اللاهوتي. غير أن الغزو المغولي ثم اجتياح داعس هدم الكنيسة، فبات ترميمها حاجة ثقافية ودينية ملحة.

وُلد صلاح الدين الأيوبي في المدينة سنة 1137، وهو القائد الذي حرر القدس وأنشأ الدولة الأيوبية. قضى طفولته القصيرة في تكريت، لكنها أثّرت في شخصيته. يُعتبر رمزًا قوميًا، وارتبط اسمه بالمدينة حتى سُمّيت المحافظة بـ"محافظة صلاح الدين".

في العصر الحديث، وُلد صدام حسين في قرية العوجة القريبة سنة 1937، فارتبط اسمه بتكريت أيضًا. أولى المدينة اهتمامًا استثنائيًا في عهده، فتوسّعت عمرانيًا، لكنها تحولت إلى ساحة صراع بعد 2003، وسقطت آخرًا بيد القوات الأمريكية. مع دخول داعش سنة 2014 ومجزرة سبايكر، منيت تكريت بصدمة عنيفة قبل تحريرها سنة 2015.

اليوم، تسعى المدينة إلى التوفيق بين ماضيها وإرثها المتنوع، وتعمل على ترميم آثارها وتعزيز هويتها الثقافية. تكريت ليست مهد شخصيات بارزة فقط، بل مرآة لتحولات التاريخ العراقي، ودليل على إصرار أهله على الاستمرار رغم الدمار والمعاناة.

لورين كامبل

لورين كامبل

·

15/10/2025

ADVERTISEMENT
أديس أبابا: عاصمة إفريقيا الأعلى - التاريخ، السكان، الجغرافيا والمناخ
ADVERTISEMENT

تقع أديس أبابا، عاصمة إثيوبيا، على ارتفاع يزيد عن 2,300 متر فوق سطح البحر، فهي أعلى عاصمة في إفريقيا. أنشأها الإمبراطور منليك الثاني في أواخر القرن التاسع عشر، وتحولت سريعًا إلى مقر الحكومة والنشاط الاقتصادي، كما أصبحت نقطة مركزية في تاريخ القارة وثقافتها. كلمة "أديس أبابا" تعني "الزهرة الجديدة" بالأمهرية،

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

في إشارة إلى الجمال الطبيعي المحيط بالمدينة.

شهدت المدينة تغيرات واسعة خلال القرن العشرين، إذ تحولت إلى قلب حركات التحرر الأفريقية ومقر اجتماعات الاتحاد الأفريقي، فنالت لقب "عاصمة إفريقيا". توسعت أديس أبابا من قرية صغيرة إلى مدينة عالمية يقطنها أكثر من أربعة ملايين نسمة من خلفيات عرقية وثقافية متعددة. التنوع يمنح العاصمة حيوية خاصة، ويظهر جليًا في أسواقها الشعبية مثل "ميركاتو".

رغم مشكلات الحياة الحضرية كالازدحام السكاني ونقص الخدمات، تواصل الحكومة الإثيوبية تحسين الطرق والمرافق وتوسيع المشاريع العمرانية لتلبية احتياجات السكان المتزايدة. الخليط السكاني يضيف طابعًا ثقافيًا فريدًا يغني المجتمع المحلي ويعزز فكرة التعايش السلمي.

جغرافيًا، ترتكز أديس أبابا على سلسلة هضاب مرتفعة في وسط البلاد، يتراوح ارتفاعها بين 2,300 و2,500 متر. التضاريس تمنح المدينة مناظر طبيعية خلابة وموقعًا استراتيجيًا يربط شمال القارة بجنوبها، ويسهل الحركة بين بلدان شرق ووسط إفريقيا، فيقوي دورها الاقتصادي والسياسي.

مناخ أديس أبابا شبه استوائي مرتفع، بدرجات حرارة معتدلة تتراوح بين 10 و25 درجة مئوية على مدار العام، مع موسم أمطار يمتد من يونيو إلى سبتمبر. الطقس المعتدل يجعل المدينة وجهة مفضلة للعيش والسياحة، ويدعم بقاء المساحات الخضراء التي تُعد جزءًا من جاذبيتها الطبيعية.

تجمع أديس أبابا بين التراث والتنوع والتقدم، فتصبح من أبرز العواصم الأفريقية سياسيًا وثقافيًا، ومثالًا حيًا على التطور الحضري في إفريقيا.

إليانور بينيت

إليانور بينيت

·

22/10/2025

ADVERTISEMENT