رقبة طويلة.
خرطوم الفيل هو أنف ممدود متصل بالشفة العليا، وفتحاته تعمل بشكل منفصل داخله. يساعده ذلك في أداء مهام دقيقة مثل التقاط شفرة عشب، أو رش الماء والغبار أثناء الاستحمام. يعمل كأداة فعالة لإدارة المياه، إذ يحتوي على ثمانية لترات تُفرغ في فم الفيل للشرب، ويُستخدم أيضًا كأنبوب تنفس عند عبور المياه.
الخرطوم يؤدي دورًا حسيًا مذهلًا؛ إذ يشم الفيل من مسافة تصل إلى 19 كيلومترًا بفضل عدد كبير من مستقبلات الرائحة. يتفوق في حاسة الشم على الكلاب، ويستشعر الاهتزازات الأرضية من خلال أطراف خرطومه، مما يعزز قدراته الحسية الفريدة.
الخرطوم يُعد وسيلة اتصال رئيسية للفيلة، يُستخدم لإصدار الأصوات بالنفخ، أو للتعبير عن المودة، خاصة بين الأمهات وصغارهن من خلال اللمس واللف حول الجسم. يُستخدم أيضًا في التفاعل الجماعي وتأكيد الهيمنة الاجتماعية داخل القطيع.
الخرطوم يشبه اليد البشرية في الاستخدام، إذ تُظهر الفيلة الصغيرة تفضيلًا مبكرًا لاستخدام أحد جانبي خرطومها، سواء الأيسر أو الأيمن، للإمساك بالأشياء، مثلما يفعل الإنسان بيده.
تاريخيًا، لم يكن للفيلة خرطوم، لكن تطوره بدأ قبل نحو 40 مليون سنة مع تغير شكل الفك العلوي والشفة العليا لتلبية احتياجات الوصول إلى الطعام، حتى تشكل العضو القوي الحالي المُستخدم في التغذية.
تختلف خراطيم الفيلة الآسيوية عن الأفريقية؛ فالأفريقية تحتوي على نتوءين في النهاية يُعرفان بـ"الأصابع" تُستخدم للإمساك، بينما الآسيوية تملك نتوءًا واحدًا وتعتمد على العضلات. كما تمتلك الفيلة الأفريقية شوارب أطول تُستخدم لاستشعار الضغط عند الإمساك بالأشياء، مع اختلاف في ملمس وطبيعة الخرطوم بين النوعين.
أميليا باترسون
· 27/10/2025