من فضلكِ اعتني بأمكِ
ADVERTISEMENT

المصاعب

سأرافق والدتي البالغة من العمر 75 عامًا إلى موعد طبي غدًا، رغم كرهها لهذا النوع من الزيارات. جسدها، رغم قوته واستقلاليتها، بدأ يضعف تدريجيًا. تعاني من فقدان سمع يجعل التواصل معها صعبًا، إذ يتطلب الحديث معها بصوت مرتفع يشبه الغناء. الضغط اليومي يشعرني بالندم والتوتر، لكنه أيضًا نابع من

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

خوفي من النسيان. منذ وفاة والدي قبل خمسة عشر عامًا، يطاردني القلق من فقدان تفاصيله وصوته وضحكته. أتناول أدوية للتعامل مع إصابات العمود الفقري التي تعيق ذاكرتي، مما يزيد قلقي من فقدان ما تبقى من الذكريات.

في محاولة لفهم والدتي أكثر، اشتريت بطاقات تحتوي على أسئلة تساعد على بدء محادثات عائلية. أعاني من صعوبة التواصل معها، سواء بسبب ضعف سمعها أم تأثيرات العمر والعمل الشاق في بيئات صاخبة. ومع ذلك، تبقى رغبتي الأكبر أن أجلس معها، أسمعها وأفهمها، فهي من وهبتني الحياة ورفعتني برعايتها.

الجميع سينتهي

أفكر كثيرًا في التدهور الجسدي الذي أمرّ به. رغم أنني أبلغ 42 عامًا، فإن الظروف الصحية جعلتني أشعر بثقل التجربة. منذ استئصال الرحم في سن الثالثة والثلاثين، مرورًا بعدة عمليات في العمود الفقري، أصبح الجسد ضعيفًا وأقل قدرة، لكنها الحقيقة التي أعيشها أنا ووالدتي: المعجزة الجسدية تستمر في التنفس من دون وعي. قلبي لا زال ينبض رغم الألم، ويشعر بالحب والانكسار على حد سواء. الحياة تنتهي ببطء، خلية بعد خلية، بلطف إن كنا محظوظين.

الروابط

ما دمنا أحياء، نبقى بحاجة إلى الترابط والعلاقات، لتبادل الحديث والطعام والدفء. لم أخبر والدتي بكل ما أريد أن أعرفه عنها. كان عمرها 32 عندما أنجبتني، ثم أنجبت أربع بنات أخريات. كانت دائمًا تضع احتياجاتنا قبل كل شيء. نشأت وسط عائلة كبيرة، حيث اضطرت لترك الدراسة والعمل لأجل إخوتها. التقت والدي وهي مراهقة، وأحبّته طوال 49 عامًا. أوصانا أبي قبل وفاته بالاعتناء بها. أمي، المرأة الدافئة والقوية، تستحق أن يُصغى لقصصها. أتمسك بوعدي تجاهها، وسأحرص على أن يكون وقتها المتبقي مليئًا بالحب والاحترام، بداية من موعدها مع طبيب الأنف والأذن والحنجرة.

لينا عشماوي

لينا عشماوي

·

21/10/2025

ADVERTISEMENT
في مرحلة الغروب بحياته : نسي والدي اسمه
ADVERTISEMENT

في أيامه الأخيرة، طرح والدي سؤالًا لم أفهمه، ثم همس بالسلوفينية: "ماذا يسمونني؟". لم يعد يتذكر اسمه بعد أن أضعفه المرض، وسلب وظائفه الأساسية وذكرياته، حتى التعرف على أحبائه. صار صوته وسيلة التواصل الأخيرة، بينما ظلت الموسيقى رفيقه حتى النهاية.

جلست إلى جانبه أروي له قصة حياته باسمه، ونشأته في

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

قرية صغيرة بوسط أوروبا، وعائلته، والمزرعة التي ورثها عن الأجداد. ذكّرته بوالده الذي هاجر إلى أمريكا عام 1925، ليعمل ويعود بالثروة، لكن الكساد الكبين منعه ولم يره من جديد. تذكرت طفولته حين جمع الفطر والجوز ليساعد والدته بشراء الأساسيات. رغم بساطة حاله، لاحظته فتاة من طبقة أعلى، فسعى لكسب رضاها، وتزوجها لاحقًا رغم معارضة والدته. استمر زواجهما 63 عامًا.

في عمر السادسة عشرة، بدأ رحلة البحث عن والده. التحق بألمانيا كعامل أثناء تجنيد الأجانب، وتدرّب ككهربائي بشركة BMW، وشارك لاحقًا بإدخال الكهرباء إلى قريته. كان أعسرا، لكنه أُجبر على استخدام يده اليمنى، فأتقن العمل بكلتا يديه، ما ساعده في عمله لاحقًا كمشغّل شفرة مورس. نقل عائلته إلى بلد المهجر، محققًا حلم والده الذي لم يتحقق.

مع اقتراب النهاية، طغت ذكريات الحرب العالمية الثانية عليه. كانت تراوده كوابيس ليلية مؤلمة. زوجته فقط كانت تهدئه، لأنها عرفته بعمق، ورأت فيه الإنسان رغم ندوب الحرب. تبادل أفراد العائلة السهر على راحته في أيامه الأخيرة، فكنت بجواره في الليلة الأخيرة، أستمع لأنفاسه، أراقب جسده الهزيل، وأفهم أخيرًا سؤاله: "ماذا يسمونني؟". لم يكن يبحث عن اسمه، بل عن هوية كان يخشى نسيانها - تلك التي تشكلت خلال مأساة لم تكن من اختياره.

مددت يدي ولمست كتفه هامسة: "أنت آمن، أنا هنا"، فهدأ وغاص في النوم. وحين غادرنا بهدوء، كان محاطًا بعائلته، بالحنان، بالأصوات التي أحبها، والذكريات التي نأمل أنها وحدها رافقته. كان اسمه مارتن - ابن، وأب، وجدٌّ، وإنسان عاش بكرامة.

لينا عشماوي

لينا عشماوي

·

18/11/2025

ADVERTISEMENT
جمال الرشيق: استكشاف العالم الرائع للكَراكيّ ذات التاج الأحمر
ADVERTISEMENT

تُعدّ الكَراكيّ ذات التاج الأحمر من أجمل الطيور في العالم، لأن ريشها ألوان زاهية، شكلها أنيق، وطيرانها خفيف وسريع. تعيش في أماكن متباعدة، وتستقر في غابات كثيفة، جبال عالية، ومروج خضراء. أبرز ما فيها هو التاج الأحمر الواضح على رأسها، الذي يمنحها لمعانًا يفرقها عن باقي الطيور.

جسمها نحيل، وطيرانها

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

سلس ودقيق، فيبدو وكأنها ترقص في الهواء. أجنحتها الطويلة تدفعها لتطير بهدوء وانسياب، وريشها المتعدد الألوان يمنحها جمالًا طبيعيًا يخطف الأنظار. تناغم ريشها الناعم مع التاج اللامع يجعلها رمزًا للجمال في البرية.

تعيش الكَراكيّ ذات التاج الأحمر بكثافة في جبال الأنديز بأمريكا الجنوبية، وتوجد مجموعات صغيرة في بورما وشمال شرق الهند وأفغانستان. تتحمل تغير البيئة، وتنتقل بين المواطن حسب الفصول.

تختار أماكن فيها غذاء وفير وتغطية نباتية، مثل الغابات المطيرة، الأدغال الاستوائية، والمراعي المفتوحة. توفر لها هذه البيئات الأمان والغذاء وأماكن التعشيش، فتكمل حياتها دون انقطاع.

رغم جمالها، تتعرض لخطر تدمير مواطنها والصيد غير القانوني. لحمايتها، يجب الحفاظ على غاباتها، تطبيق قوانين تمنع صيدها، ودعم مشاريع الحفاظ على الحياة البرية والتنوع الحيوي.

الاهتمام بالكَراكيّ ذات التاج الأحمر يحمي نوعًا نادرًا، ويعكس التزامنا بالطبيعة والحفاظ على ثرائها، ليكون تراثًا لمن يأتي بعدنا.

تسنيم علياء

تسنيم علياء

·

13/10/2025

ADVERTISEMENT