والرومانية، ثم خضعت لحكم البيزنطيين والفينيسيين الذين أضافوا طابعهم الثقافي والمعماري، قبل أن تسيطر عليها الدولة العثمانية في القرن السابع عشر.
شهدت كريت تحولات عصيبة في العصر الحديث، وبدأت نضالها من أجل الاستقلال في القرن التاسع عشر، إلى أن انضمت إلى اليونان عام 1913. كما كانت ساحة لصراعات خلال الحرب العالمية الثانية. واليوم، تواصل الجزيرة جذب الزوار بفضل تراثها الثقافي وتاريخها الغني.
ترتبط كريت بالعديد من الأساطير اليونانية، أبرزها أسطورة مينوتور ومتاهة كنوسوس، التي تروي قصة البطل ثيسيوس وصراعه مع الوحش الأسطوري. يُعتقد أن زيوس، كبير الآلهة الإغريقية، وُلد في أحد كهوف الجزيرة. تحافظ كريت على تقاليدها الفولكلورية من خلال حكايات شعبية تتوارثها الأجيال وتعكس القيم المحلية في الأغاني والاحتفالات.
تتميز الطبيعة في كريت بتنوع تضاريسها بين الجبال، مثل جبال الأبيض، ومضيق ساماريا الشهير، إلى جانب الغابات والشواطئ الرملية والسهول الخصبة. تضم الجزيرة أنواعاً نادرة من الحيوانات، كالغزلان الكريتية والسلاحف البحرية، ونباتات فريدة مثل زنبقة كريت. تُعد المحميات الطبيعية، أبرزها محمية ساماريا وبالوس، معالم جذب مهمة لعشاق البيئة واستكشاف الطبيعة.
تُعرف الثقافة الكريتية بأصالتها، خاصة في المطبخ الكريتي القائم على مكونات طازجة محلية مثل الزيتون والمأكولات البحرية والداكوس. تنعكس الروح الثقافية في الموسيقى والرقصات الشعبية، مثل المانتيناديس، وكذلك الحرف اليدوية كالفخار والنسيج. تقام في كريت مهرجانات متنوعة على مدار العام، تعكس التقاليد الدينية والثقافية وتجمع السكان والزوار في أجواء احتفالية فريدة.
في الختام، تمثل كريت تجربة سياحية ثقافية وتاريخية وطبيعية غنية وفريدة، تجمع بين الجمال والتراث في وجهة واحدة لا تُنسى.
أميليا باترسون
· 14/10/2025