على متن سفينة البحوث "فالكور" التابعة لمعهد شميدت للمحيطات، ليكون أول من يدرس الموقع الذي لم يُستكشف من قبل بشكل شامل من حيث البيولوجيا والمحيطات والجيولوجيا.
اكتشف الفريق عبر مركبة ROV SuBastian البيئية، وعلى عمق يصل لـ 1300 متر، نظامًا بيئيًا غنيًا بالشعاب المرجانية والإسفنج وعناكب البحر العملاقة والأسماك الجليدية والأخطبوطات، ما يدل على ازدهار الحياة البحرية في الظلمة وتحت الجليد. تشير أحجام الكائنات إلى أن النظام البيئي كان قائمًا هناك منذ عشرات أو حتى مئات السنين، ما يوفّر رؤى جديدة حول استمرار الحياة في بيئات قاسية وظروف مظلمة.
رغم غياب ضوء الشمس بسبب الجليد الذي يبلغ سمكه نحو 150 مترًا، تشير الدراسات إلى أن التيارات المحيطية تنقل المغذيات اللازمة لدعم الحياة. تمثل النتائج تقدمًا مهمًا في فهم النظم البيئية للحياة البحرية في أنتاركتيكا، والتي كانت حتى وقتٍ قريب مجهولة.
إلى جانب الاكتشافات البيئية، عمل الفريق على جمع عينات جيولوجية لتحليل تغيرات الغطاء الجليدي عبر الزمن، حيث يساهم ذوبانه في رفع مستوى سطح البحر عالميًا. يساعد التحليل في التنبؤ بآثار المناخ وتوجيه السياسات البيئية المستقبلية.
تم جمع عينات بيولوجية وجيولوجية واستخدام أجهزة غوص آلية لدراسة تأثير مياه الذوبان على البيئة. أظهرت النتائج الأولية وجود إنتاجية بيولوجية عالية مرتبطة بانصهار الجليد، ما يشير إلى ديناميكية بيئية معقدة تنشأ مباشرة من الظواهر المناخية.
تندرج البعثة ضمن مبادرة "تشالنجر 150"، المعترف بها من قبل اليونسكو، ضمن إطار "عقد المحيطات"، لتعزيز الفهم العالمي للنظم البيئية في أعماق البحار. يشير العلماء إلى أهمية المصادفة العلمية في إثراء معرفتنا بحياة بحرية كانت خفية لعصور كاملة، ويخططون لمزيد من التحليلات المستقبلية لفهم قدرة الأنواع على التكيف في ظل تغير المناخ المتسارع.