تطورًا من البناء البسيط بجذوع النخل إلى استخدام الحجر والرخام، ثم الزخرفة المفرطة في العصور الوسطى، وصولًا إلى تصاميم حديثة تتجه نحو البساطة والنقاء البصري، مع الحفاظ على العناصر المعمارية الإسلامية. ظهرت اعتبارات بيئية مثل إعادة تدوير مياه الوضوء واستخدام الإضاءة الطبيعية.
في إفريقيا، تنعكس تنوعات العمارة الإسلامية في تعدد الأساليب، نتيجة الحياة القبلية والتأثيرات الاستعمارية. برزت محاولات لإحياء العمارة التقليدية عبر التصاميم الحديثة والمواد المحلية، ومن أمثلة المساجد المميزة: مسجد القيروان في تونس، مسجد توبا في السنغال، والجامع الكبير في جينيه بمالي، وهي مساجد تعكس ثراء وتنوع العمارة الإسلامية في القارة.
أما في آسيا، فتمتزج فنون العمارة الإسلامية بالعناصر المحلية والطبيعية، وتبرز روائع مثل مسجد زاهر بماليزيا، ومسجد عمان بروناي بقبته الذهبية والطابع المغولي، ومسجد شيان الكبير في الصين الذي يجمع بين الطراز الإسلامي والخشب العطري. تميزت مساجد الإمارات بأنماط هندسية معقدة تكشف عن تراثها الغني.
أوروبيًا، تأثرت عمارة المساجد بالبيئة الثقافية، وظهرت نماذج معمارية حديثة تأخذ بعين الاعتبار هوية المكان، مثل مسجد رييكا في كرواتيا ومسجد كولونيا بألمانيا، وتبرز بعض المساجد كمراكز ثقافية إلى جانب دورها الديني. ساهم المعماريون المسلمون وغير المسلمين في تطور عمارة المساجد، مثل مسجد سيدني بـ99 قبة، ما يدل على حرية التصميم وتنوع الهوية المعمارية.
التنوع الثقافي والمعماري في تصميم المساجد الإسلامية عالميًا يعكس التأثير المتبادل بين العمارة الإسلامية والبيئة المحلية، فساعد على تطوير نمط معماري غني وفريد يواكب العصر ويحافظ على جذوره الروحية الإسلامية.