الفضاء شديد البرودة، ويبلغ حرارته نحو 2.7 كلفن، أي حوالي 270.45 درجة مئوية تحت الصفر. السبب في هذا البرد الشديد هو غياب الأجسام التي تمتص أشعة الشمس. ورغم أن الفضاء الخالي يكون كذلك، فإن بعض الأجسام داخل النظام الشمسي مثل الكواكب والكويكبات تكون أكثر دفئًا لأنها تمتص الطاقة الشمسية. لكن،
ما هو أبرد مكان داخل النظام الشمسي؟
لقياس درجات الحرارة في الفضاء، يستخدم العلماء تقنيات تعتمد على مراقبة الأشعة تحت الحمراء والميكروويف التي تصدرها الأجسام، أو من خلال تقديرات تعتمد على كمية الضوء الشمسي التي تصل إليها. ويشير الخبراء إلى أن قياس حرارة الفضاء لا يكون دقيقًا تمامًا بسبب طبيعة علم الفلك الملاحظة، ما يجعل الأرقام دائمًا تخمينية وتعتمد على النماذج المستخدمة.
المثير أن أبرد مكان معروف حاليًا في النظام الشمسي ليس بلوتو، بل على الأرجح في القطب الجنوبي للقمر. ففي عام 2009، كشفت مركبة الاستطلاع القمري التابعة لناسا عن وجود "فوهات مظللة" دائمًا، قد تكون موطنًا لأقل درجات الحرارة في النظام الشمسي. وتوصل باحثون من جامعة أريزونا إلى أن هذه الفوهات "المظللة مرتين" محمية بالكامل من أشعة الشمس المباشرة وغير المباشرة، ما يجعلها شديدة البرودة.
تُقدّر حرارة هذه الفوهات بنحو 25 كلفن (أي -248.15 درجة مئوية)، ما يجعلها أبرد من متوسط حرارة سطح بلوتو، والبالغ 40.4 كلفن، بحسب وكالة ناسا. وقد تحتوي هذه "الفخاخ الباردة" على جليد الماء وغازات متطايرة مثل ثاني أكسيد الكربون والأرجون. ومع ذلك، هناك مناطق أبعد مثل سحابة أورت قد تكون أكثر برودة، إن تم اعتبارها ضمن النظام الشمسي.
بالمقارنة، أبرد درجة حرارة على سطح الأرض سُجلت في محطة فوستوك في القارة القطبية الجنوبية ووصلت إلى -89.2 درجة مئوية. أما في المختبر، فقد حطم علماء ألمان الرقم القياسي لأقل درجة حرارة تم التوصل إليها صناعيًا، حيث وصلت إلى -273.15 درجة مئوية. لكن من حيث الظواهر الطبيعية، تشير البيانات إلى أن الفوهات القمرية المظللة قد تكون الأبرد على الإطلاق في النظام الشمسي - ما لم تُحتسب سحابة أورت.
بوينس آيرس، عاصمة الأرجنتين، تُعد من أجمل مدن أمريكا اللاتينية، إذ تجمع بين التاريخ، والثقافة، والحياة الحديثة. تأسست أول مرة عام 1536 على يد الإسبان ثم أُعيد بناؤها عام 1580، وطوال تاريخها لعبت دورًا مهمًا في حروب الاستقلال وتعيش إلى اليوم كمدينة نابضة بالحيوية رغم الأزمات الاقتصادية التي مرّت بها.
تتمتع بوينس آيرس بمشهد ثقافي غني، حيث تُعرف بمسارحها الشهيرة مثل "تياترو كولون"، وعروض التانغو التي تعبّر عن روح المدينة. تستضيف المدينة مهرجانات موسيقية متنوعة من الفولكلور إلى الجاز، وتعكس الفعاليات حب السكان للموسيقى والفن. تضم أيضاً متاحف مميزة مثل MALBA للفن المعاصر ومتحف الفنون الجميلة، إلى جانب فنانين مؤثرين مثل أنتونيو برني.
تزخر المدينة بمعالم سياحية مثل كاسا روسادا وساحة مايو ذات الرمزية السياسية التاريخية والكاتدرائية المتروبوليتانية التي تحتضن رفات الجنرال سان مارتين. يبرز حي بويرتو ماديرو العصري بأبنيته الحديثة، وسان تيلمو بطرازه القديم وأسواقه التراثية، إضافة إلى باليرمو الشهير بحدائقه وجدارياته.
المطبخ في بوينس آيرس يشكل جزءاً محورياً من ثقافتها، حيث تشتهر بأطباق مثل الإمبانادا والميلانيسا، وتجربة الأسادو التقليدية في مطاعم رائدة مثل "دون خوليو". تبرز أيضاً أسواق مثل "سان تيلمو" لشراء الحرف والتحف، والمولات الحديثة مثل "غاليرياس باسيفيكو" لمحبي التسوق الفاخر.
توفر المدينة مساحات خضراء واسعة مثل حدائق باليرمو و"ريزيرفا إيكولوجيكا" المخصصة للنزهات ومراقبة الطيور، بالإضافة إلى خيارات سياحية طبيعية مثل منطقة تيغري. أما من حيث الإقامة، فهي متنوعة وتشمل فنادق فخمة مثل "فور سيزونز"، وشقق للإيجار تناسب الجميع. وتوفّر وسائل النقل العامة مثل المترو والحافلات، إلى جانب الدراجات، وسيلة مريحة لاستكشاف المدينة.
بوينس آيرس ليست فقط وجهة سياحية تقليدية، بل تجربة ثقافية فريدة تمزج بين عبق الماضي وسحر الحاضر، مما يجعلها من أبرز الوجهات السياحية في العالم.
تشير "ثورة العصر الحجري الحديث" إلى الانتقال من الصيد وجمع الثمار إلى الزراعة والاستقرار في مكان واحد، وهذا التحول يُعدّ بداية الطريق نحو نشوء الحضارات. بدأ في الهلال الخصيب، ثم انتشر لاحقاً إلى مناطق أخرى من العالم، من بينها الأمازون، حيث تُظهر دراسات حديثة ظهور أنظمة زراعية متقدمة بشكل منفصل
عن باقي العالم.
استمر العصر الحجري الحديث تقريباً من 10,000 إلى 3,000 قبل الميلاد، وتميز بممارسة الزراعة، إقامة مستوطنات دائمة، واستخدام أدوات متطورة مثل الفخار والمحاريث، بالإضافة إلى ظهور طقوس دينية وتقسيم اجتماعي بين الناس. ساعدت الزراعة على إنتاج فائض من الغذاء، مما أدى إلى زيادة عدد السكان وتطور شبكات التجارة بين المناطق.
في الأمازون، أعادت الاكتشافات الأثرية تغيير الصورة التقليدية عن المنطقة، حيث كشفت عن وجود أنظمة ري وحقول مرتفعة يعود تاريخها إلى أكثر من 4500 عام قبل الميلاد، مما يدل على وجود حضارات منظمة قادرة على التكيف مع بيئة الغابات المطيرة. زرع السكان المحليون محاصيل مثل المانيوك والبطاطا الحلوة، واستخدموا تقنيات مثل التربة السوداء (تيرا بريتا) لتحسين جودة التربة وزيادة الإنتاج.
في عام 2023، كشفت تقنية LIDAR عن شبكة ري ضخمة في بوليفيا، تغطي مساحة تصل إلى 150,000 هكتار وكانت تُعيش عشرات الآلاف من الناس. تضمنت الأنظمة قنوات مائية وسدوداً متقدمة تُظهر فهماً عميقاً لحركة المياه وتخطيطاً بيئياً طويل المدى.
تُظهر النتائج أن الأمازون لم تكن مجرد أرض بكر، بل كانت موطناً لحضارات معقدة. يُخطط الباحثون لإجراء مزيد من الدراسات تشمل مسوحات ليدار إضافية، تحاليل جينية، وتعاون بين مؤسسات مرموقة لفهم أفضل لثورة العصر الحجري الحديث في العالم الجديد، ضمن ميزانية تتراوح بين 50 و70 مليون دولار على مدى 10 سنوات.
يُعيد هذا الاكتشاف المهم تشكيل فهمنا للتاريخ البشري المبكر، ويُبرز مهارة السكان الأصليين في بناء حضارات مستدامة في بيئة تُعد من الأصعب في العالم.
لاحظ صيادو بيرو قبل قرون أن المياه تسخن بشكل غير معتاد في المحيط الهادئ، فتختفي الأسماك، ويحدث ذلك غالبًا في وقت الكريسماس، فسمّوه "الطفل المسيح". تبدأ النينيو بتغيير اتجاه تيارات البحر، أولها تيار هومبولت البارد القادم من أمريكا الجنوبية. حين تضعف الرياح التجارية، تنقلب حركة المياه، فتتدفق المياه الدافئة شرقًا
بدلًا من أن تذهب غربًا، فتمنع صعود المياه الباردة من الأعماق، ترتفع حرارة السطح، تموت العوالق، تهاجر الأسماك، وتتضرر الثروة السمكية والبيئة البحرية.
تغيّر النينيو مناخ العالم. في الأعوام العادية، يكون غرب المحيط أدفأ من شرقه، فيتكون ضغط منخفض يجذب الرياح من الشرق. أثناء النينيو، يسخن الشرق، فتنقلب الرياح، فتأتي رياح غربية محملة بالرطوبة نحو أمريكا الجنوبية، فتسقط أمطار غزيرة، بينما تصاب أستراليا وجنوب شرق آسيا بالجفاف. تصل التأثيرات إلى شرق إفريقيا، جنوب آسيا، أمريكا الشمالية، والساحل، لأن الطقس مترابط عالميًا. النينيو إذًا قوة مناخية عالمية.
من آثار النينيو: أمطار غزيرة في غرب أمريكا الجنوبية، شرق إفريقيا، جنوب آسيا، وآسيا الوسطى، مقابل جفاف في أستراليا، منطقة الساحل، الهند، جنوب إفريقيا، وشمال أمريكا الجنوبية، مع ارتفاع عام في حرارة الأرض. لا تحدث كل هذه الظواهر دفعة واحدة، بل تتوالى تباعًا أثناء الحدث.
يعاني سكان شرق إفريقيا، منطقة الساحل، وجنوب شرق آسيا من أمطار غزيرة أو جفاف يدمر الزراعة ويرفع أسعار الغذاء في الأسواق العالمية. في 2015/2016، أصاب النينيو أكثر من 60 مليون شخص، وأعلنت دول عديدة الطوارئ. في إثيوبيا، واجه 10 ملايين شخص أزمة غذاء، وفي هايتي انخفضت المحاصيل إلى النصف. زادت الأمراض الرطبة مثل الكوليرا وحمى الضنك. تضيف النينيو كوارثًا جديدة إلى أزمة المناخ، تهدد معيشة الناس وتدفعهم للهجرة، خصوصًا في الريف.
وُلد المخرج السوري محمد ملص عام 1945 في القنيطرة بهضبة الجولان. عمل مدرّسًا بين عامي 1965 و1968، ثم سافر إلى موسكو ودرس الإخراج السينمائي في معهد جيراسيموف، وأنجز عدة أفلام قصيرة. عاد إلى سوريا، التحق بالتلفزيون الوطني، وأنتج أعمالًا وثائقية وروائية، منها "القنيطرة 74" و"الذاكرة". شارك عمر أميرالاي في تأسيس
نادي دمشق للسينما.
اشتهر عالميًا بعد فيلمه الوثائقي "المنام" (1980 - 1987) الذي يسجّل أحلام اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان أثناء الحرب الأهلية، بينهم ناجون من مذبحة صبرا وشاتيلا. نال الجائزة الأولى في مهرجان كان 1987، لكن عرضه بقي محدودًا.
أنجز أول فيلم روائي طويل "أحلام المدينة" عام 1983، سيرة ذاتية تدور في دمشق الخمسينيات، وفاز بجوائز في مهرجانَي فالنسيا وقرطاج. تلاه "الليل" عام 1992، يرصد القنيطرة بين 1936 و1948، ونال جائزة قرطاج أيضًا، لكن السلطات منعته حتى عام 1996. الفيلمان يُشكّلان الجزأين الأول والثاني من ثلاثية لم تُكمل.
شارك أميرالاي في إخراج "نور وظلال" عام 1995 عن نزيه شهبندر، أول مخرج سينمائي سوري، ومنعته الرقابة من العرض الرسمي. أخرج "المدرس" عام 1996 عن الفنان فاتح المدرس.
أدرج فيلم "أحلام المدينة" عام 2013 ضمن قائمة أعظم 100 فيلم عربي. تدور أفلامه حول الواقع الاجتماعي والسياسي، وتنبع من وجعه على القنيطرة. أنتج "باب المقام" (2005) وفاز بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان مراكش، ثم "سلم إلى دمشق" (2013) الذي عرض في تورنتو وشارك في أكثر من خمسين مهرجانًا.
عُرف بمعارضته الأنظمة الشمولية، فمنعته السلطات عن التصوير والسفر فترات. دعم الثورة السورية وأنتج "سلم إلى دمشق" يرصد بداياتها. اعتقل لساعات عام 2014 أثناء مغادرته سوريا لحضور مهرجان. صدرت دراسات نقدية وأدبية عن سينماه، منها "الحلم: يوميات فيلم" و"سينما محمد ملص: رؤى مخرج سوري".
