العيد في العراق هو الحلويات والأطعمة الخاصة، مثل الكليجة المحشوة بالتمر أو الجوز بنكهة الهيل، والبقلاوة و"زنود الست"، إلى جانب أطباق رئيسية مثل الدولمة والباتشا. تُحضّر هذه الأطعمة في البيوت بوصفات موروثة من الأمهات والجدات.
العيدية جزء أساسي من العيد، وغالبًا تُعطى عملات ذهبية صغيرة. يذهب الناس إلى المقابر لقراءة الفاتحة على أمواتهم، خصوصًا في النجف وكربلاء. في الريف، تقيم العشائر أمسياتها الخاصة، تُغنى فيها قصائد، وتُعزف الموسيقى، وتُطبخ أكلات جماعية.
العتبات المقدسة، مثل مرقد الإمام علي والإمام الحسين، تشهد صلوات جماعية ومواكب دينية. تنتشر في الأزقة الرقصات الشعبية مثل "الهوسة"، وليالي الحناء للنساء. في بغداد، تُقام مهرجانات في الشوارع والساحات العامة تعبيرًا عن الفرح.
بعض عادات العيد اندثرت، لكنها لا تزال حية في الذاكرة، مثل لعبة "الحبة"، وعروض الأراجوز (دمى الظل)، وحكاية القصص في الأسواق. أغاني العيد التراثية تُردد في البيوت والأسواق، مثل "مبروك علينا العيد" و"يا محلى الفرح"، إلى جانب عروض التشوبي في كردستان.
بعد سنوات الحروب، أصبحت العائلات تخصص جزءًا من ميزانية العيد لإطعام الأيتام والأرامل، من خلال حملات خيرية. كما تُنظم ألعاب نارية واحتفالات شعبية في بغداد وأربيل، لتعويض الأطفال عن سنوات الخوف.
تختلف طقوس العيد من منطقة إلى أخرى. في بغداد، تُقام مجالس القهوة على ضفاف دجلة. في الجنوب، تخرج مواكب دينية خاصة وتُمارس عادات الأهوار. في كردستان، يُقام الرقص الكردي (غوفند) وتُقدم حلويات مثل الكلاج.
يبقى عيد الفطر في العراق محافظًا على جوهره الديني والاجتماعي، ممزوجًا بطقوس بلاد ما بين النهرين والعادات القبلية، ما يمنحه طابعًا احتفاليًا ثريًا وعميقًا في الذاكرة الجماعية.
ناتالي كولينز
· 27/10/2025