هل يمكن للفطريات معالجة مشكلة هدر الغذاء العالمية؟
ADVERTISEMENT

يُعدّ هدر الغذاء تحدياً عالمياً يهدّد الأمن البيئي والاقتصادي، إذ يُرمى سنوياً نحو 1.3 مليار طن من الطعام، أي ما يعادل ثلث الإنتاج العالمي المخصص للاستهلاك البشري. الإهدار يطلق غازات الاحتباس الحراري، يزيل الغابات، ويستنزف المياه، بتكاليف تُقدّر بتريليون دولار سنوياً. لم تنجُ أي دولة، متقدمة أو نامية، من أثره.

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

تبدأ مشكلة هدر الطعام في كل مرحلة من مراحل سلسلة التوريد، من الإنتاج إلى النقل والتخزين، ثم البيع بالتجزئة وسلوك المستهلك. الأسباب تتضمن ضعف البنية التحتية وسوء التخزين، إلى جانب ثقافة الاستهلاك المفرط وقلة الوعي الغذائي لدى الأفراد.

اقترحت جهات عدّة حلولاً للحد من الظاهرة، أبرزها تحسين سلسلة التوريد، إطلاق حملات توعوية، إعادة توزيع الطعام الفائض على المحتاجين، واستخدام بقايا الغذاء في تغذية الحيوانات أو تحويلها إلى طاقة. رغم الجهود، فعاليتها تبقى محدودة على النطاق العالمي، وتصطدم بعوائق تتعلق بالبنية الأساسية، السلوك المجتمعي، واللوجستيات.

من بين الحلول المستدامة والمبتكرة، برزت الفطريات كخيار واعد لمعالجة نفايات الطعام. أنواع مثل Aspergillus وTrichoderma تتحلل المواد العضوية وتحوّلها إلى منتجات ذات قيمة مضافة، منها أغذية قائمة على الفطريات، أعلاف حيوانية، ووقود حيوي. الفطريات تفكك المخلفات الصعبة مثل قشور الفواكه والقهوة بكفاءة.

رغم المزايا البيئية والاستدامة، الحلول الفطرية تحتاج إلى بنية تحتية متقدمة، معرفة تقنية، وتقبّل مجتمعي. تبقى قابلة للتوسع، خصوصاً مع تزايد الطلب على البروتينات النباتية ونمو الاهتمام بالاقتصاد الدائري.

يلعب التعليم والإعلام دوراً محورياً في تغيير السلوكيات وتشجيع تبني حلول مثل الفطريات في إدارة النفايات الغذائية. عبر الشراكات بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص، وحملات التوعية المجتمعية، تُنشأ بيئة حاضنة للابتكار في مواجهة تحدي هدر الغذاء.

لورين كامبل

لورين كامبل

·

27/10/2025

ADVERTISEMENT
كل ما تريد معرفته عن معبد الكرنك في الأقصر بمصر
ADVERTISEMENT

يُعد معبد الكرنك أحد أكبر المعابد الدينية في العالم القديم، ويقع شمال مدينة الأقصر الحالية. شُيِّد على مدى نحو ألفي عام، وخصّص لعبادة الإله آمون. تنتشر فيه المقصورات والتماثيل التي تمجّده بأشكاله المختلفة مثل آمون-رع وآمون كاموتيف.

أقدم بناء في الكرنك هو "الكوخ الأبيض" للفرعون سنوسرت الأول من الدولة الوسطى.

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

أُعيد تركيب الكوخ ذو الشكل المربع والمغطى بنقوش هيروغليفية داخل متحف مكشوف. لا تزال وظيفته الدقيقة موضع نقاش: ربما احتفظ بسفينة آمون أو استخدم في احتفالات مهرجان "سيد".

مع مرور الزمن، توسّع الكرنك بمساهمة الفراعنة المتعاقبين، خصوصًا ملوك الدولة الحديثة مثل تحتمس الثالث، حتشبسوت، وتوت عنخ آمون. غير أن أبرز التعديلات جاءت من الأسرة التاسعة عشر، بدءًا من سيتي الأول، الذي شيّد قاعة الأعمدة الشهيرة. تحتوي القاعة على 134 عمودًا ضخمًا، زُيّن بعضها برسومات ملوّنة ما زالت واضحة بعد عمليات التنظيف الحديثة.

خلفه، رمسيس الثاني أكمل تزيين القاعة، ونقش اسمه على الأعمدة، كما نقش إنجازاته في معركة قادش على الجدران الخارجية. تحمل تلك الجدران أول معاهدة سلام مكتوبة في التاريخ بينه وبين الحيثيين، ونُسختها ماثلة في مقر الأمم المتحدة.

بعد عصر الفراعنة المصريين، دخل الكرنك حكام غير مصريين مثل الكوشيين والفرس والمقدونيين. من أبرز آثارهم عمود طاهرقا عند المدخل الرئيسي، ومقصورة من الجرانيت للإله آمون بناها على الأرجح بطليموس تكريمًا للملك فيليب أريدايوس، في الفترة التي أعقبت وفاة الإسكندر الأكبر، إذ لم يكن الإسكندر قد أُعلن ملكًا بعد.

عبر العصور، بقي معبد الكرنك شاهدًا دائمًا على عبقرية الهندسة، القوة الرمزية، والتحولات السياسية في مصر الفرعونية وما بعدها، محافظًا على مكانته كوجهة رئيسية في السياحة التاريخية والأثرية في مصر.

فيكتوريا كلارك

فيكتوريا كلارك

·

23/10/2025

ADVERTISEMENT
أرض ظفار الخياليّة.. منشأ اللُّبان
ADVERTISEMENT

تقع ظفار جنوب الجزيرة العربية، وتغلب عليها سحب ضبابية ومناظر خضراء تمتد إلى بحر العرب. شكلت قديماً محطة تجارة اللبان والبخور، حيث انطلقت منها قوافل البر والبحر إلى الهند والصين والشام وبلاد ما بين النهرين ومصر وأوروبا، عبر موانئ مثل سمهرم «خور روري» المسجل لدى اليونسكو ضمن التراث العالمي.

اللبّان

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

هو صمغ يُجمع من شجرة «البوسويليا»، يُحرق لرائحته الطيبة ويُستعمل دواءً. أطلق عليه الرومان «شجرة الدمع الأبيض»، وذكر المؤرخ بلينيوس أن سكان ظفار ازدهروا بفضلها. عُرفت حضرموت قديماً بمملكة اللبان والبخور لكثرة صادراتها منه.

ذكر هيرودوت وسترابو اللبان دون أن يحددا موضعه. بقي الموقع غير معروف حتى أثبت الجراح كارتر في القرن التاسع عشر أن جبال ظفار هي المصدر، فلقّبه الناس بـ«الذهب الأبيض». يحمل اللبان تاريخاً يمتد لآلاف السنين.

تضم ظفار أربعة موانئ قديمة كانت محطات رئيسية على «طريق اللبان». أشهرها ميناء البليد الذي يزيد عمره على أربعة آلاف سنة، ووصفه ابن بطوطة وماركو بولو بأنه سوق حيوي على طريق الحرير البحري. يليه ميناء سمهرم، ثم حاسك وموانئ أخرى استقبلت سفن الشرق.

في عام 1930 عثر الرحالة الإنجليزي برترام توماس على أنقاض مدينة البليد، فبدأت التنقيبات بعد عشرين عاماً. لا تزال الأطلال تحكي قصص التجارة والحضارات التي عبرت القارات.

يحتوي اللبان على مادة كورتيزون طبيعية فعالة وخالية من الأعراض الجانبية. استعمله قدماء المصريين والهنود والصينيون لأمراض القلب والذاكرة، ولطرد الأرواح. اليوم يُستخرج منه دواء.

يُصنّف لبان ظفار إلى أربعة أنواع رئيسية: الشعبي، النجدي، الشزري، وأفضلها الحوجري ذو اللون الأحمر الذي يُفضّل للعلاج. الأنواع الباقية تُستعمل بخوراً.

رغم زوال السفن القديمة والتجارة التقليدية، تروي آثار البليد قصة قرون من النفوذ والثقافة والتواصل البشري، لتستحق ظفار لقب «أرض العرب الخيالية».

غريغوري فاولر

غريغوري فاولر

·

21/10/2025

ADVERTISEMENT