إلى حالتها الأصلية بعد زوال المثير، وتغيّر خواصها تلقائيًا. تنتمي إلى هذا النوع سبائك ذاكرة الشكل، والمواد الكهروضغطية، والمغناطيسية، وأنواع أخرى تُصلح نفسها. تُستخدم في الرعاية الصحية، الفضاء، البناء، النسيج، والإلكترونيات.
يُقدّر حجم سوق المواد الذكية العالمي بنحو 105 مليار دولار بحلول 2030، مدفوعًا بتوسعها في التكنولوجيا القابلة للارتداء والقطاعين الطبي والفضائي، مع مشاركة فاعلة من معهد MIT ووكالة ناسا.
من أبرز المواد الذكية القديمة التي يصعب تكرارها، الخرسانة الرومانية التي تزداد صلابتها مع الوقت بفضل تفاعل مكوناتها مع مياه البحر. يشتهر فولاذ دمشق بأنماطه النانوية وصلابته العالية، لكن طرق تصنيعه ضاعت عبر القرون. تضم القائمة أيضاً النار اليونانية التي تشتعل فوق الماء، والنبات المفقود "سيلفيوم" الذي استُخدم كوسيلة منع حمل طبيعية.
كأس ليكورغوس الزجاجي الروماني يُظهر خواصاً ذكية، إذ يغيّر لونه بحسب اتجاه الضوء بسبب وجود جسيمات نانوية من الذهب والفضة. أما جص المايا المعروف بعمره الطويل وقدرته البيئية، فقد اعتمد على تفاعل مركبات عضوية مع الكلس. في الشمال، استخدم الفايكنغ قرص Uunartoq كمؤشر شمسي ملاح، بينما أتقن الصينيون القدماء الطلاءات الزجاجية المتغيرة الألوان.
تُجري الأبحاث الحديثة تحليلاً لهذه المواد باستخدام النمذجة بالذكاء الاصطناعي، والتحليل النانوي، وتقنيات كيميائية حديثة لإعادة إنتاجها. يتجه التقدم المستقبلي نحو صناعة مواد ذكية بيولوجية وبصرية ودائمة، مستلهماً من تقنيات الماضي لتحقيق بنية تحتية مستدامة وتطبيقات متقدمة ببصمة كربونية منخفضة.
تُجسّد دراسة المواد الذكية القديمة تكاملاً بين الماضي والحاضر، وتسهم في فتح آفاق علمية وتقنية جديدة وتعزز تطوّر مواد المستقبل بطريقة تحترم الإرث وتُبنى على الابتكار.