هل تعلم كيف أصبحت روسيا أكبر دولة في العالم؟ اكتشاف وغزو سيبيريا
ADVERTISEMENT

امتدت عملية دخول الأراضي السيبيرية من أواخر القرن السادس عشر حتى وصول القوافل إلى المحيط الهادئ. قادت القيصرية الروسية الحملة لزيادة مساحة أراضيها شرقي جبال الأرال، بهدف الاستفادة من الموارد الطبيعية، وفي مقدمتها جلود الحيوانات.

قاد القوزاق يرماك تيموفييفيتش الحملة التي انطلقت عام 1581 بتمويل من أسرة ستروجانوف التجارية لاحتلال

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

مناطق جلود الثيور. أقام هو ورجاله حصونًا على مسار زحفهم رغم برودة الطقس واتساع المسافة، مما رسّخ الوجود الروسي.

واجه الرحالة شتاءً شديد البرودة، أرضًا وعرة، ومعارضة القبائل. تعلموا الصيد وبناء الملاجئ، وعقدوا مع القبائل علاقات تارة بالقتال وتارة بالتحالف. تحولت الحصون إلى قرى ثم إلى مدن لا تزال قائمة.

زاد الطلب الأوروبي على جلود السمور، فتضاعفت الرحلات، وظهرت طرق تجارية ربطت روسيا بالأسواق الآسيوية عبر المحيط الهادئ الذي بلغه الروس منتصف القرن السابع عشر.

أصبحت روسيا دولة تطل على قارتين، واختلط الروس بجيرانهم الآسيويين. غيّر الوجود الروسي حياة السكان الأصليين؛ نُقل كثير منهم أو دُمج ثقافيًا، وتأثرت مجتمعاتهم بالأمراض الجديدة وتبدّلت عاداتهم.

يُعد دخول سيبيريا نموذجًا لالتقاء المصلحة السياسية والاقتصادية بقدرة الإنسان على التأقلم، وقد أحدث تغييرات طويلة في تاريخ روسيا والعالم.

عبد الله المقدسي

عبد الله المقدسي

·

18/11/2025

ADVERTISEMENT
البتراء: أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو في قلب الأردن
ADVERTISEMENT

تقع البتراء في وسط الأردن، وهي من أشهر المعالم التراثية عالمياً. تحتفظ بإرث النباطيين القدماء، وتجمع بين تاريخ طويل ومناظر طبيعية ساحرة، فتصبح وجهة يرتادها زوّار من كل أنحاء العالم.

ازدهرت البتراء في القرن الثالث قبل الميلاد، وتحوّلت إلى نقطة التقاء حضاري بين النباطيين والرومان والبيزنطيين. تُظهر بقايا المباني طريقة

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

عيش الناس آنذاك وتفاعلهم مع ثقافات متعددة، ولذلك أدرجتها اليونسكو على قائمة التراث العالمي.

العمارة في البتراء مذهلة؛ إذ نحتوا المعابد والبيوت في الجبال الوردية بمهارة عالية تُظهر ذكاءهم. اعتمدوا أساليب دقيقة في نحت الأعمدة والكتابات والزخارف، فامتلأت المدينة الحجرية بزينة بارزة في كل جزء منها.

تضم المدينة معالم شهيرة مثل «الخزنة» التي نقشوا واجهتها داخل الجبل، والمدرج الروماني الذي أقاموا فيه الاحتفالات، و«قصر الدير» العالي. وتنتشر معابد وأضرحة أخرى مثل «قصر الجنائز» و«قصر العرس» توثّق تطور فنهم المعماري.

أثّرت حضارة النبطيين على شكل البتراء وبناها؛ فوظّفوا خبرتهم في حفر الجبال ورفع المعابد. تظهر كتاباتهم ومنحوتاتهم في كل مكان، تحمل رموزاً دينية وتعبيرات فنية خاصة بالمدينة الأثرية.

يتجلى جمال البتراء في طبيعتها أيضاً؛ من الجبال الحمراء الشاهقة إلى الأودية العميقة المزهوة بالنباتات البرية. تتيح المسارات داخل المدينة جولة تأملية وسط صخور وتشكيلات نادرة تستهوي محبي الطبيعة والتاريخ.

توفر زيارة البتراء مزيجاً من استكشاف الآثار والمغامرة؛ يركب الزائر الجمال أو يتسلق الجبال ويمشي في الممرات الحجرية. تُضفي المطاعم المحلية أجواء ترحيبية، فتبقى التجربة عالقة في الذاكرة لمن يهوى السياحة الثقافية والطبيعية.

تجسّد البتراء خلاصة التاريخ والإبداع الإنساني، وتُعد رمزاً لحضارة النبطيين وفنهم. إنها جوهرة الأردن ومعلم جذب أساسي لكل من يبتغي رحلة إلى قلب التاريخ والطبيعة.

محمد

محمد

·

23/10/2025

ADVERTISEMENT
مونتيفيردي السحابية: تجربة استثنائية في قلب كوستاريكا
ADVERTISEMENT

تقع محمية مونتيفيردي السحابية في شمال غرب كوستاريكا. تغطيها غابات كثيفة دائمة الضباب والرطوبة، فتنمو فيها نباتات نادرة وتعيش حيوانات لا تُرى في أماكن أخرى. السحب تلتف حول المرتفعات الخضراء طوال العام، فتبدو كأنها جزء من الأرض.

تعيش في المحمية أكثر من 400 نوع من الطيور، أشهرها الكيتزال الوطني. تتقافز

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

القرود بين الأغصان، ويخرج الكواتيموندي ليلًا، وتزحف الضفادع على أوراق السرخس العملاق، بينما تفتح الأوركيد أزهارها تحت ظلال الأشجار العالية.

يمكن للزائر أن يمشي بين مسارات الغابة، يصعد إلى الجسور المعلقة ليرى الأشجار من أعلى، ثم ينزل إلى الشلالات. من يريد المزيد من الإثارة يتزحلق بحبال بين الأغصان، أو يتجدف في الأنهار القريبة. ليلًا، يخرج المرشد بمجموعة صغيرة تحمل مصابيح، فيُرى الثعالب الطائرة والحيات الصفراء. صباحًا، تُفتح أبواب مزارع القهوة وحدائق الفراشات، فيشرح المزارع كيف تُزرق حبة البن، وكيف تخرج الفراشة من شرنقتها.

قبل الزيارة، يُحجز المرشد ويُرتدى معطف مضاد للمطر، لأن الغابة تبلل الزائر في أي لحظة. يُمنع ترك قارورة بلاستيك أو بقايا طعام؛ فالغابة بقيت نظيفة لأن كل من دخلها أخذ ما جاء به.

عدسة الكاميرا تلتقط طائر الكيتزال وهو يفتح ذيله الأخضر الزاهي، وضبكة العنكبوت تتلألأ بقطرات المطر. من يزور مونتيفيردي لا يخرج بصور فقط، بل يحمل في صدره صوت غابة لا تُنسى: صرير الضفادع، همس السحب، وصوت الشلال البعيد الذي يستمر في الهدر حتى بعد العودة إلى البيت.

ياسر السايح

ياسر السايح

·

22/10/2025

ADVERTISEMENT