والدها صورتها للمخرج محمد كريم، فأسند إليها دورًا في فيلم «يوم سعيد» عام 1940. أدهشت الجميع بموهبتها، فكرّس كريم لها أدوارًا لاحقة في «رصاصة في القلب» و«دنيا».
عندما بلغت الخامسة عشرة، تركت بصمة في «ملاك الرحمة» مع يوسف وهبي، وصارت الفتاة المراهقة الأشهر على الشاشة. التحقت بالمعهد العالي للتمثيل عام 1946، وشاركت في سلسلة أفلام ناجحة، حتى صار اسمها ضمانة لنجاح أي عمل.
في خمسينيات القرن العشرين، وقفت فاتن في قلب العصر الذهبي للسينما المصرية بتعاونها مع كبار المخرجين. قدّمت «لك يوم يا ظالم» لصلاح أبو سيف، و«الشمس الحارقة» ليوسف شاهين، و«المنزل رقم 13» لكمال الشيخ، وظلت على وفاق طويل مع هنري بركات أنتجت معه أفلامًا لا تُمحى من الذاكرة. تزوّجت المخرج عز الدين ذو الفقار عام 1947، وأنشأا شركة إنتاج أخرجت فيلم «موعد مع الحياة»، ومنذ ذلك الحين لقبت ب«سيدة الشاشة العربية».
في عام 1955 تزوجت عمر الشريف، وصارا ثنائي الشاشة الرومانسي الأشهر حتى انفصالهما عام 1974. أبرزت فاتن في «دعاء الكروان» الذي ترشح لجوائز عالمية، وفي «الباب المفتوح» الذي تناول أوضاع المرأة. طرحت قضايا جريئة في «الحرم» و«الخيط الرفيع» و«أفواه وأرانب»، ونالت جوائز من مهرجانات دولية مرموقة.
تناولت أفلامها القيم الأسرية والاجتماعية كما في «إمبراطورية ميم»، وساهم فيلمها «أريد حلًا» في تعديل قوانين الأحوال الشخصية في مصر. أطلت بأدوارها الأخيرة في «أرض الأحلام» و«ضمير أبلة حكمت» و«وجه القمر»، ليظل إرثها علامة بارزة في تاريخ السينما المصرية والعربية.
أميليا باترسون
· 15/10/2025